Beirut weather 22.43 ° C
تاريخ النشر September 1, 2016
A A A
الغزو التركي يتباطأ وحماه تحت الخطر
الكاتب: السفير

آمال بـ«اتفاق كبير» حول حلب والجيش يحمي خاصرتها
ضاعت هوية قاتل أبي محمد العدناني، ما بين الروس والاميركيين والاكراد، وربما «رفاق سلاحه». لكن الضربة القوية التي تعرض لها تنظيم «داعش»، بغض النظر عن الفاعل، قد لا تتضح تداعياتها قريبا، سواء على التنظيم الارهابي نفسه، أو على صعيد الجبهات السورية المشتعلة في أكثر من مكان.
ضبطت التدخلات الاميركية حدّة الاشتباكات بين الجيش التركي وميليشياته السورية، والمقاتلين الأكراد بالقرب من جرابلس وغيرها، على الرغم من المكابرة التركية بأن أنقرة لم تتوصل الى اتفاق هدنة مع خصومها الأكراد على قاعدة انها لا يمكن ان تتفاهم مع «إرهابيين»!
وسُجل تطوران بارزان امس في ما يتعلق بالغزو التركي للشمال السوري، اذ دعت موسكو أنقرة الى وقف هجومها على الاكراد، والتركيز على «داعش»، في تناغم مع الموقف الاميركي المعلن، فيما دعت طهران الأتراك الى وقف عملياتهم العسكرية «سريعا»، لأنها «تزيد في تعقيد الوضع».
إلا أن تعقيدات المشهد السوري، قد تتخذ مسارات جديدة في الأيام المقبلة، مع إعلان موسكو عن «اتفاق كبير» قد يعلن مع الأميركيين حول الوضع في حلب، واللقاءات المقررة الاسبوع المقبل في الصين بين مجموعة من الرؤساء والمسؤولين، أبرزهم الاميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان، بالإضافة الى ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فيما تتوقع موسكو زيارة رئيس جهاز الامن القومي اللواء علي مملوك خلال الايام المقبلة.
وبينما كان الجيش السوري والحلفاء يعززون إغلاق «الثغرة» التي فتحت في خاصرة حلب الجنوبية الغربية كما أكد مصدر عسكري لـ«السفير» من خلال تثبيت المواقع في ثلاث تلال جديدة في محيط منطقة الكليات (المحروقات، العامرية، الجمعيات)، وإقرار تنسيقيات للمعارضة بعودة «حصار حلب»، كان تنظيم «جند الاقصى» يواصل التقدم على جبهة حماه ويسيطر على قريتي طيبة الامام وصوران، فيما وصلت الاشتباكات إلى محيط محردة، وهي تطورات عسكرية تشكل خطورة لا على حماه وحدها بل على خطوط التواصل البري لقوات الجيش بين مختلف المحافظات السورية.
*
طفلة تقف خلف صندوق حديدي في بلدة جرابلس الحدودية أمس (رويترز)
طفلة تقف خلف صندوق حديدي في بلدة جرابلس الحدودية أمس (رويترز)

تركيا
رفضت تركيا، أمس، أن تتم مساواتها بالمنظمات «الإرهابية» مثل المسلحين الأكراد، مؤكدة أنها لن توقع أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع اولئك المسلحين. وقال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي عمر تشيليك «لا نقبل تحت أي ظرف تسوية أو وقفا لإطلاق النار بين تركيا والعناصر الكردية» خلافا لما «يقوله بعض المتحدثين باسم دول اجنبية»، في اشارة الى ما أعلنته الولايات المتحدة أمس الأول. وأوضح لوكالة «الاناضول» أن «الجمهورية التركية دولة شرعية وذات سيادة» ولا يمكن وضعها على قدم المساواة مع «منظمة إرهابية»، في اشارة الى «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» في سوريا.
بدوره، قال المتحدث باسم الرئيس التركي، إبراهيم كالين، ان هدف أنقرة هو إخراج تنظيم «داعش» من مسافة 90 كيلومترا داخل الأراضي السورية على امتداد الحدود التركية.
وذكرت وكالة «الاناضول» أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أطلع نظيره الروسي سيرغي لافروف، خلال اتصال هاتفي، على آخر التطورات المتعلقة بعملية «درع الفرات»، وقد تناول الطرفان المساعي الرامية إلى إيصال المساعدات (الى المناطق المحاصرة) ووقف الصراع وبدء المرحلة السياسية في سوريا.

واشنطن
أكد قائد القيادة الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جوزيف فوتل، نية الولايات المتحدة مواصلة تعاونها مع كل من تركيا و «المعارضة» السورية في مواجهة «داعش»، موضحاً أن «ما نسعى إليه هو تركيز كلا شريكينا على محاربة داعش». وأشار إلى أنه لا يرى أي تراجع في مشاركة أنقرة في الجهود الهادفة إلى هزيمة «داعش». ونفت أنقرة معلومات ذكرتها الصحف تفيد باستدعائها سفير الولايات المتحدة جون باس للاحتجاج على الانتقادات الاميركية بشأن تدخلها في سوريا. وأشار متحدث باسم وزارة الخارجية التركية الى أن الأمر يتعلق بتلقي باس «اتصالا هاتفيا» من الوزارة أمس الأول، وهو الأمر الذي أكدته السفارة الاميركية.

روسيا
قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا «نلفت الانتباه مجددا إلى ضرورة مراعاة القانون الدولي وتنسيق أي عملية عسكرية في أراضي دولة ذات سيادة مع الحكومة الشرعية لتلك الدولة»، داعية «الشركاء الأتراك إلى توخي الحذر في اختيار الأهداف وتجنب توجيه ضربات إلى مناطق فيها فصائل معارضة أو مجموعات اثنية، بمن في ذلك أكراد سوريا الذين ينخرطون أيضا في الحرب ضد داعش». وأشارت زاخاروفا إلى أن «عصابات جيش التحرير ولواء صقور الجبل وفيلق الشام المنضوية تحت لواء الجيش الحر، بالدعم المالي واللوجستي الخارجي، وبالدرجة الأولى من جانب تركيا، توسع نطاق هجماتها إلى جنوب وغرب جرابلس وتشتبك مع القوات الكردية»، لافتة إلى أن قيادة تحالف «قوات سوريا الديموقراطية» قررت تأجيل تحضير العملية ضد معاقل «داعش» في الرقة بغية التركيز على مواجهة «العدوان التركي». وأضافت «إننا ندعو جميع أطراف النزاع إلى تخفيف حدتهم والتركيز على إحراز الهدف المشترك المتمثل في إزالة البؤرة الإرهابية في سوريا».

إيران
طالبت طهران أنقرة بوقف عمليتها في سوريا «بسرعة». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية بهمن قاسمي إن «استمرار الوجود العسكري لتركيا في سوريا يزيد من تعقيد الوضع»، معتبرا ان المواجهات في شمال سوريا «تؤدي الى مقتل أبرياء ومن الضروري أن يوقف الجيش بسرعة تحركاته العسكرية». وأضاف قاسمي انه «على كل الدول احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها»، مؤكدا ان «مكافحة الارهاب يجب ألا تضعف الحكومة الشرعية» في سوريا.

ميدانياً
لم تسجل أي ضربة تركية للمقاتلين الاكراد منذ بعد ظهر الاثنين. وقال القيادي في فصيل «السلطان مراد» المدعوم من أنقرة والمشارك في الهجوم احمد عثمان ان «المعارك متوقفة منذ يوم امس على جبهة جنوب جرابلس ضد قوات سوريا الديموقراطية، ويستمر العمل على جبهة داعش غرب جرابلس».

روسيا وتركيا وحلب
قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن المسؤولين العسكريين الروس والأميركيين سيجتمعون في الساعات القليلة المقبلة من أجل التوصل إلى «اتفاق نهائي» في ما يخص الوضع فى مدينة حلب. وقال لوكالة «تسنيم» الايرانية خلال زيارته طهران: «نحن على بعد خطوات، كما آمل التوصل الى اتفاق كبير بخصوص حل الوضع الخاص في حلب، فهذا الموضوع يتموضع فى عمق حواراتنا الساخنة».
ومن جهته، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية ابراهيم كالين إن اردوغان يبذل جهوداً ديبلوماسية للتوصّل لوقف إطلاق النار في حلب، موضحاً أنه سيُثير القضية خلال «قمة العشرين» في الصين.