Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر April 28, 2021
A A A
العودة إلى المدرسة وتهريب الامتحانات!
الكاتب: ابراهيم حيدر - النهار

خطة وزير التربية للعودة إلى التعليم أهملت المدارس وتركتها لمصيرها. المشكلة أن هذه العودة وإن كانت ضرورية لا تشكل حصانة للتلامذة والمعلمين، ولا تضمن استكمال المناهج المتبقية حتى مع التقليص الذي تقرر لإنجاز الإمتحانات. يتبين من القرارات المتخذة أنها افتقدت للتقييم الشامل لوضع المؤسسات، وما درسه المتعلمون خلال مرحلة التعليم عن بعد، علماً أن مدارسنا غير مهيأة ولا مجهزة للتعليم الحضوري في ظل الجائحة التي غيّرت طريقة التعليم وأماكنها. وقبل الجامعة يجب أن تكون المرونة هي الأساس لأي استراتيجية لإعادة فتح المدارس، والاعتراف بمدى ما يمكن تقديمه وعدم رفع السقف، طالما أننا نشهد انهياراً مرعباً لجودة التعليم. ولذا كان من الواجب التصرف بحذر، والاستعداد لكل الاحتمالات إذا كانت المرحلة الأخيرة في 17 أيار المقبل ستعيد كل تلامذة المراحل التعليمية إلى صفوفهم، فما هي الخيارات والخطط البديلة في حال تجدد الجائحة؟ الامر بالغ الصعوبة والتعقيد لكنه لا يحتمل مغامرات إذا كانت الاستعدادات ضعيفة والرهان فقط على انهاء المناهج المقلّصة وإجراء امتحانات شكلية لا تؤدي وظيفتها الفعلية، وهي مسالة خطيرة يجب التنبه اليها من أجل مستقبل التعليم الغارق في الأزمات.

إذا تجاوزنا ما سيحدث بعد العودة إلى الصفوف من ظهور أزمات أيضاً تتعلق بالأقساط ومطالب المعلمين وتجدد الخلافات بين المكونات، وكذلك ما إذا كان سيتم تطعيم المعلمين والتلامذة كلهم لتحصينهم ضد الوباء، نرى أن نظام التعليم في لبنان غير قادر على أن يكون مرناً في مواجهة الحوادث الطارئة والكوارث، وفي الانتقال إلى أنواع تعليم مختلفة، وهذا ما حدث في التعليم عن بعد الذي طرح تحديات كثيرة في التنفيذ، إضافة إلى مدى فعاليته وقياس جدواه وأيضاً في تأمين العدالة والوصول إلى إلى كل الفئات، خصوصاً في التعليم الرسمي، لذا كثرت التفاوتات في الانتظام وفي الجودة وفي إنهاء البرامج المقررة.

لا ضمانات ولا شيء يوحي بالثقة في إنجاز الحد الادنى مما تبقى من السنة الدراسية، وهي سنة مضروبة بالعجز عن انهاء 20 في المئة من المناهج التعليمية منذ بدايتها، خصوصاً مع ظهور اعتراضات ومطالب من كل القطاعات، إن لجهة تحصين المدارس واستكمال التلقيح ضد الوباء أو لجهة تأمين المساعدات للمدارس لاستكمال المناهج، إضافة الى الأقساط ورواتب المعلمين، وحل الخلافات بين المكونات التربوية. ومما يشكل عائقاً أمام انتظام التدريس أيضاً غياب التدابير وسبل الوقاية في المدارس وهي ليست ثانوية بل أساسية في ظل الجائحة، من التهوئة السليمة، وتوفير مرافق لغسل اليدين والتعقيم داخل المباني المدرسية والتثقيف والتدريب على البروتوكول الصحي، وتأمين معدات الحماية الشخصية، ثم إعادة تصميم البيئات المدرسية بما يتناسب مع الوضع الجديد للتعليم. والامر ينسحب على إجراء الإمتحانات أيضاً. فإذا كانت هذه المتطلبات غير متوافرة، معطوفة على تراجع القدرة المعيشية للمعلمين، كيف وبأي صورة سيتم انهاء السنة الدراسية؟ وقائع لا يكترث لها وزير التربية وتلك مشكلة بذاتها…