Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر August 2, 2019
A A A
العرس في القدس قريب والمُعطيات تتوالى..
الكاتب: لينا وهب - اللواء

لا تزال المعطيات واحدة تلو الأخرى، تُؤكد أن ما حصل في لبنان منذ أسابيع عدّة، ولغاية الآن من جدل حول تطبيق خطة العمالة الأجنبية على الفلسطينيين، لا تقتصر تداعياته على الداخل اللبناني.

لعلّ ذلك كان الشرارة الأولى لتحرّك فلسطيني جدي لحماية مصالح الفلسطينيين من المؤامرات العالمية، لا سيما ما يُدعى «صفقة القرن».

وكان التحرّك الشعبي داخل المخيمات العامل الأهم في وضع الدعامات اللازمة للتقارب الفلسطيني، وتكثيف الاتصالات في ما بينهم وبين كل المعنيين لإقرار الحقوق الانسانية والاجتماعية.

فقبل إعلان النيّة بتطبيق خطة العمل على الفلسطينيين ليس كما قبله، إذ في الأيام السابقة كان واضحاً الانقسام بين بعض الفصائل وغياب التنسيق ووحدة الصف والقرار، ما جعل القدرة على إحداث التأثير والتغيير في الواقع السياسي صعب الحدوث. الأمر الذي كان يصب في مصلحة الكيان الإسرائيلي المحتل، الذي ظن لبرهة أنّ «صفقة القرن» ماضية في طريقها للنجاح، وأنذ القوة الفلسطينية الرادعة في غياهب الجب، والشعب الفلسطيني بما لديه من مُقاومة مُكبل اليدين، أمام ما يمتلكه من غطرسة ودعم أميركي وغيره.

اليوم بخلاف الأيام الخالية، وإنْ كان العدو الإسرائيلي مُستمراً بهدم القرى والمدن والأحياء الفلسطينية ليقوم باستبدالها بأخرى تعج بالمستوطنات الإسرائيلية، فلقد برز بوضوح الغضب الإسرائيلي بمجرد إعلان الرئيس محمود عباس وقف التعامل بالاتفاقيات السابقة مع الكيان المحتل، فاستطاع الفلسطينيون بذلك تخطّي الثغرات، واستعادة بعض نقاط القوّة لديهم، المُتمثلة في وحدة الفصائل الفلسطينية والتنسيق بين قيادات المقاومة الشتى في البلاد العربية، إضافةً إلى استثمار الدور الاقتصادي لتغيير المسار السياسي المنتهج.

إنّ استمرار وحدة الصف من شأنه تضييع الفرص على الكيان الإسرائيلي لتحقيق مكاسب، سواء سياسية أو استراتيجية أو معنوية عقب انعقاد الورشة الاقتصادية في البحرين.

وعن نقاط القوّة الفلسطينيّة، أتساءل عن الدور الفلسطيني في عصب الحياة الاقتصادية للكيان الإسرائيلي، خصوصاً بعد المشاهد الاستفزازية لعمّال فلسطينيين يبنون بسواعدهم المستوطنات الاسرائيلية على إحدى القنوات الأجنبية. فتسوّل لنفسي الأمّارة بالخير، السؤال عن أسباب عدم قيام أهل النخوة والوطنية والأحرار من الشعب الفلسطيني بطباعة علم فلسطين على العملة الإسرائيلية «الشيكل» التي يتداولونها، كما فعلوا في لبنان، كحد أدنى من انتفاضة العملة إلى جانب انتفاضة الحجر والبشر!

لطالما كان الفلسطيني في الأيام الخوالي، قبل الاحتلال، يتمتّع بمكانة مرموقة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي. لعل الذات الفلسطينية تقول: ليت تلك الأيام تعود يوماً وتتبدل هذه الأيام من مسيرات فرح في لبنان لتحصيل بعض الحقوق إلى مسيرات فرح في شوارع فلسطين وتحصيل كافة الحقوق، ومن زيارات للمسؤولين الفلسطينيين لمتابعة أوضاع اللاجئين إلى زيارات التعاون الاقتصادي والخدماتي والسياحي بين البلدين.

تتمة الكلام للقدس ألف سلام، وللفلسطينيين حق العودة الذي يجب أن يبقى حياً في قلوبهم ومساعيهم، كي تعود الأرض بكرامة وعزّة، فالعدو الحقيقي هو كيان لا وجود له، سمّى نفسه «دولة إسرائيل»، وليس من عدو آخر للفلسطينيين غيره.