Beirut weather 28.41 ° C
تاريخ النشر October 6, 2024
A A A
العدو يصب نيرانه على غزة: تحسّب لهجمات في ذكرى «الطوفان»
الكاتب: يوسف فارس

كتب يوسف فارس في “الأخبار”:

صعّد جيش العدو الإسرائيلي، أمس، هجماته على كافة مناطق قطاع غزة، فيما نالت محافظات شمال القطاع النصيب الأكبر من القصف المدفعي والجوي. وانقلب الهدوء النسبي الذي شهدته غزة بالتزامن مع اشتعال الجبهة اللبنانية، حين شرعت الوسائط المدفعية في إطلاق وابل من القذائف الدخانية، والطائرات الحربية في استهداف عدد كبير من المنازل، بالتوازي مع إلقاء منشورات تطالب سكان المناطق الشرقية لمخيم النصيرات وسط القطاع، بإخلاء عدد كبير من المربعات السكنية. وتخطّى المشهد الميداني المشتعل، الضربات الموضعية المعتادة، إلى قصف مدفعي متواصل وإطلاق للنار من الطائرات المروحية استمر لساعات، وطاول الأحياء الشرقية الطرفية لمخيم جباليا، والأحياء الغربية لشمال القطاع، وتحديداً بيت لاهيا والسلاطين والتوام والكرامة، التي نالت القدر الأكبر من الاستهدافات. كذلك، شهد حي الزيتون جنوب مدينة غزة، جهداً مكثفاً من الوسائط المدفعية.ويأتي ذلك التصعيد الاستثنائي بالتزامن مع ذكرى عملية «طوفان الأقصى»، والتي تصادف غداً. وفي هذا الإطار، عبر المتحدث باسم جيش الاحتلال عن خشية المؤسسة الأمنية من إقدام الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة، على تنفيذ هجمات مركّزة ودقيقة تستهدف نقاط تموضع العدو في وسط القطاع وجنوبه. ويتقاطع الهاجس المذكور مع التطوّرات التي يشهدها الإقليم، لاسيما في ظل استعدادات جيش الاحتلال لتوجيه ضربة تستهدف إيران، وتوقّعه رداً مباشراً وآنياً على هجومه. إذ يقدر محلّلون إسرائيليون أن جبهة غزة، ستصبح جبهة ثانوية وهامشية في ظل الانشغال الكلي بالجبهة الشمالية وساحات محور المقاومة. وعليه، يخشى جيش الاحتلال من قيام النازحين في جنوب غزة، باستغلال انشغال جيش العدو الذي قلص قواته في القطاع إلى حدودها الدنيا، للعودة إلى الشمال، خصوصاً أنه جرت محاولة محدودة في الاتجاه المشار إليه، ليلة القصف الصاروخي الإيراني الذي استهدف حاجز «نتساريم» في وسط القطاع.
وبالتوازي مع ما سبق، سجّلت مصادر ميدانية تحدثت إليها «الأخبار»، قيام جيش الاحتلال بإنشاء أبراج مراقبة مزودة بكاميرات وأسلحة آلية على طول محور «فيلادلفيا» على الحدود المصرية، وفي المواقع المستحدثة على حاجز «نتساريم». ويُعزى ذلك إلى نقص العنصر البشري والخشية من انفلات الموقف الميداني. كما أن التصعيد الإسرائيلي الأخير، يتزامن مع منع الاحتلال إدخال المساعدات والبضائع إلى كافة مناطق شمال القطاع وجنوبه، بذريعة الأعياد اليهودية. وانعكس هذا الإغلاق شحاً في المواد الغذائية وارتفاعاً في أسعار ما تبقى من السلع المتاحة في الأسواق. أيضاً، يمنع جيش الاحتلال دخول الوقود اللازم لتشغيل المؤسسات الصحية وآبار المياه، علماً أن وزارة الصحة في القطاع حذرت، مؤخراً، من توقف عدد من مستشفيات شمال غزة عن العمل في غضون 24 ساعة.