Beirut weather 26.41 ° C
تاريخ النشر July 16, 2024
A A A
العدو يتقهقر شمالي «الوادي»: العمليات «الجراحية» لا تؤتي أكلها
الكاتب: يوسف فارس

كتب يوسف فارس في “الأخبار”:

حملت الأيام الثلاثة الماضية متغيّرات كبيرة في المشهد الميداني، إذ انتهت عمليات الضغط الأقصى التي نفّذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مناطق شمال وادي غزة، والتي جاءت على شكل عمليتَين برّيتَين كبيرتَين استهدفتا بشكل متزامن أحياء الشجاعية، والفتاح، والشعف شرقي مدينة غزة، وأحياء تل الهوا، والرمال، والصناعة، والشيخ عجيلين جنوب غربي المدينة. وفي حين كانت تلك العمليات شديدة الكثافة النارية، فقد تزامنت أيضاً مع حرب نفسية حادّة استهدفت الحاضنة الشعبية، في ظل توزيع جيش الاحتلال بيانات بالإخلاء والنزوح إلى جنوب الوادي، طاولت كل قاطني المناطق الشمالية.على أن اللافت في التطورات الأخيرة، هو أن كلتا العمليتَين لم تفلحا في الوصول إلى مرحلة الموات الميداني؛ ففي حي الشجاعية، مثلاً، انسحب العدو بعد ساعات معدودة من تفجير ثلاثٍ من دباباته في شارع بغداد. أمّا في تل الهوا، فقد تم الانسحاب على مرحلتَين: الأولى صباح الجمعة، حين تراجعت الآليات من منطقة الصناعة وبعض مناطق تل الهوا وتمركزت في محيط مفترق العباس ومنطقة أنصار غربي المدينة، ثم أعادت التقدُّم بشكل مباغت بعد ساعات من انسحابها، إلى المناطق نفسها التي كانت قد انسحبت منها، ولكنها مُنيت في المرّة الثانية بخسائر كبيرة، بعدما أعلنت المقاومة تفجير عدد من العبوات الناسفة بآليات العدو، بل وبثّت مشاهد استعرضت فيها مدى جهوزية مقاتليها للتعاطي مع مستجدّات الميدان. ولا يعكس كل ما تقدَّم إرادة القتال التي لم تفتك بها تسعة أشهر متواصلة من الحرب الدامية فقط، إنّما قدْر الجهوزية والاستعداد لكلّ طارئ قد يحمله الميدان.
وبالتوازي مع تلك الانسحابات، ضاعفت الطائرات الحربية من استهداف الشقق السكنية والتجمّعات المدنية، إذ نفّذت مجزرة كبيرة في حي الشاطئ، قصفت فيها عدداً كبيراً من المصلين، كما استهدفت نحو ست شقق سكنية في ليلة واحدة، متسببةً باستشهاد نحو 40 شخصاً خلال 48 ساعة.
وأمام انحسار الحضور العسكري في محور «نتساريم»، شهد ميدان القتال شرقي مدينة رفح، ضغطاً ميدانياً كبيراً، إذ أعلنت كل من «سرايا القدس» و«كتائب القسام» تنفيذها عدداً من المهمّات القتالية في مناطق الشوكة، وتل زعرب غربي المدينة، والتي تنوعت ما بين تفجير الدبابات وإطلاق قذائف الهاون والكمائن. وسجّلت الأيام الثلاثة الماضية، تنفيذ المقاومة نحو 28 مهمّة قتالية في كل محاور القتال، بواقع 7 عمليات استهداف لدبابات وآليات عسكرية، و12 عملية قصف بقذائف الهاون والصواريخ القصيرة المدى لتحشدات العدو، و4 عمليات قصف لمحور «نتساريم»، بالإضافة إلى 4 كمائن وعمليات إطلاق نار استخدمت فيها العبوات الناسفة وقذائف «تي بي جي»، وعملية قنص واحدة.

كذلك، واصلت المقاومة، أمس، جهدها في كل المحاور الساخنة، إذ أعلنت «سرايا القدس» أن مقاوميها خاضوا اشتباكات عنيفة استخدموا فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف المضادة للدروع ضدّ قوات العدو المتوغّلة في وسط مخيم يبنا في مدينة رفح، فيما نشر الإعلام الحربي التابع لـ»السرايا» مشاهد من عمليات استهدافها بقذائف الهاون جنود وآليات العدو المتوغلة في محاور التقدّم في رفح. كما أعلنت تمكُّن مقاوميها من استهداف مجموعة من جنود الاحتلال الذين كانوا يتحصّنون داخل شقة سكنية بقذيفة «تي بي جي» بالقرب من مفترق عوض الله وسط مخيم يبنا، وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح.
وفي محور القتال في مدينة غزة، أعلنت «القسام» أن مقاوميها العائدين من العقد القتالية أبغلوا عن تمكّنهم من تفيجر دبابتَي «ميركافا» كانتا محاطتين بعدد من الجنود، بواسطة صاروخ من مخلّفات العدو بالقرب من دوار الـ17 في حي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة، حيث تسبّبت العملية بمقتل وإصابة جميع الجنود.