Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر October 1, 2024
A A A
العدوّ يقلّص نشاطه في غزة: أقصى ضغط بأقلّ كلفة
الكاتب: يوسف فارس

كتب يوسف فارس في “الأخبار”

يحرص جيش الاحتلال، على رغم انشغاله بالجبهة اللبنانية، على ممارسة أقصى ما في وسعه من ضغوط على المقاومة في قطاع غزة، من خلال الاستهداف المستمر للمنازل ومراكز الإيواء. وبدا هذا التكتيك واضحاً، وإن حاول العدوّ تجنّب القيام بعمليات برية ميدانية كبيرة؛ فهو يوظّف ما يمكن الحصول عليه من معلومات استخبارية في ملاحقة أدنى الرتب الميدانية من المقاومين الذين يمكن الوصول إليهم من الجو، مع تكرار عمليات التأمين والتمشيط المحدودة في المناطق القريبة من نقاط العدو المستحدثة، وتحديداً في حي الزيتون الملاصق لحاجز «نتساريم»، وأحياء مدينة رفح الشرقية والغربية المحاذية لمحور «فيلادلفيا» الحدودي. وسجّلت الأيام الثلاثة الماضية جملة من الوقائع، تلخّصت في استهداف 20 منزلاً وسبعة مراكز إيواء في شمال القطاع وجنوبه، بالإضافة إلى توغّل محدود في محيط الكلية الجامعية جنوب حي الزيتون، فضلاً عن عمليات قصف متكرّرة طاولت تجمعات المواطنين في المناطق المحاذية للمنطقة العازلة على امتداد الحافة الشرقية للقطاع. ويهدف كل ذلك إلى تقليص مساحة الهدوء التي يمكن أن تستغلها المقاومة خلال الانشغال بالجبهة اللبنانية، لإعادة تشكيل صفوفها؛ إذ تعتقد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأن الحرب في لبنان ستعطي الأذرع العسكرية فرصة لإعادة تنظيم صفوفها وبناء المزيد من إمكانياتها وخطط دفاعها، وأيضاً تعويض الفاقد من سلاحها من خلال التصنيع وإعادة لملمة الإمكانيات.
تستغلّ المقاومة أيّ فرصة ميدانيّة سانحة لتسديد ضربات جراحيّة دقيقة
في المقابل، تستغل المقاومة أي فرصة ميدانية سانحة، لتسديد ضربات جراحية دقيقة، تأخذ شكل الكمائن. وشهد الأسبوع الماضي تنفيذ كمينين كبيرين في محور جنوب القطاع. وأمس، أعلنت «كتائب القسام» تمكّن مقاوميها من تنفيذ كمين مركب، أوقعت فيه رتلاً مكوناً من أربع آليات في شراك ناري، وقالت إن مقاوميها في منطقة الفخاري، أقصى شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع، تمكّنوا من تدمير ناقلتَي جند ودبابة «ميركافا» وجرافتين من نوع «دي ناين» بواسطة العبوات الناسفة وقذائف «الياسين 105»، ما تسبّب بوقوع طواقم تلك الآليات بين قتيل وجريح. وأكد «الإعلام العسكري» التابع لـ«كتائب القسام»، رصد طائرات الإخلاء المروحية وهي تقوم بنقل المصابين والقتلى. وليل أمس، أعلنت «القسام» تفجير حقل ألغام مُعدّ مسبقاً بقوة صهيونية هندسية وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح في منطقة الفخاري شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع.
وفي إعلام العدوّ، تحدّث المراسلون العسكريون عن حدث غير عادي، تخلّلته، وفق موقع «حدشوت بزمان»، محاولة أسر أحد الجنود، فيما اعترف جيش العدو، في وقت لاحق، بمقتل جندي واحد وإصابة آخرين. كذلك، أعلنت «سرايا القدس» أن مقاوميها دكّوا بقذائف الهاون الثقيلة وصواريخ 107 امتدادات محور نتساريم. كما أعلنت «السرايا» أن مقاوميها قصفوا تموضعات لقيادة العدوّ في موقع أبو عريبان ومحيط المستشفى التركي في محور «نتساريم» بقذائف الهاون والصواريخ القصيرة المدى. وأعادت «السرايا»، أيضاً، قصف تموضع لجنود العدوّ في محيط قصر العدل في المحور نفسه بقذائف الهاون. وقلّصت هذه الأحداث كلّها ما يريده العدوّ لجبهة غزة، في خلال انشغاله في جبهة الشمال، أي العمل غير المكلف عبر القصف من الجو، حيث تحقّق المقاومة مبدأ الاستنزاف والإشغال من خلال زيادة التوتر في نقاط الاحتكاك، ورفع تكلفة البقاء في نقاط التموضع في وسط القطاع وجنوبه.