Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر November 5, 2024
A A A
العدوّ يحتجز شهداء الخيام تحت الركام
الكاتب: آمال خليل

كتبت آمال خليل في “الأخبار”:

لا تزال جثامين 15 مواطناً تحت ركام منازلهم في وطى الخيام لليوم التاسع على التوالي، إذ تراجع العدو الإسرائيلي، أمس، عن إذن كان قد منحه لليونيفل والصليب الأحمر الدولي لاستئناف أعمال انتشال الشهداء، ورفض تحديد موعد آخر تُمنح فيه ضمانات لليونيفل والصليب الأحمر الدولي والجيش اللبناني والصليب الأحمر اللبناني للوصول الى وطى الخيام الواقعة في الأطراف الجنوبية للبلدة بين الوزاني وتلة الحمامص.

وكان العدو قد سمح أول من أمس بانتشال جثث الشهداء لنحو خمس ساعات بعد يوم من اندحار قواته من الأطراف الشرقية والجنوبية للبلدة. وقضى عشرون شهيداً من آل المحمد وأنسبائهم جراء الغارات والقصف المدفعي الذي استهدف وطى الخيام في 28 تشرين الأول الماضي تمهيداً لتوغل قوة معادية باتجاه المنطقة. وبحسب شهود عيان من بلدتي حلتا والماري المقابلتين، فإن المنازل التي كانوا يقيمون فيها دمرت على رؤوسهم. في أحد صفوف مدرسة جب جنين، جلست كاملة المحمد (27 عاماً) تتقبل التعازي باستشهاد والدها علي المحمد ووالدتها رسمية الأحمد وأشقائها: روان وعبد الله ومروان ولبنان وهادي ومحمد وسعد. أما قريبتها ديما الإبراهيم، المعلمة في مدرسة الخيام الرسمية، فقد استشهدت مع زوجها شادي المحمد وأطفالهما: نادين وخالد وآدم. جثامين روان وديما وأطفالها الثلاثة انتشلت وشيّعت مباشرة في مقبرة عين عرب المجاورة، فيما لا يزال باقي الشهداء تحت الركام بانتظار فرصة جديدة للوصول إليهم.
«الرزق وعزة النفس هو ما قادهم الى الشهادة»، يقول جارهم راشد المحمد الذي ترك وطى الخيام قبل يوم واحد من وقوع المجزرة. ويضيف: «قبل أسبوع، اضطرّوا للعودة الى وطى الخيام للحفاظ على مواشيهم التي يعتاشون من تربيتها. بحثوا كثيراً عن مأوى للمواشي وعن منازل لائقة بهم، لكنهم لم يجدوا. ضاقت بهم الأحوال ولم يتحملهم أحد، ففضّلوا العودة الى الخطر على الذل وفقدان مصدر رزقهم».
مصدر الرزق والخوف من «بهدلة» النزوح دفعا الشقيقين محمود وزينب يعقوب الى البقاء في حولا منذ بدء العدوان الإسرائيلي قبل أكثر من عام. عند بداية التوغل البري المعادي قبل أقل من شهر، فقد الاتصال بهما. وفي ميس الجبل المجاورة، فقد الاتصال منذ أكثر من شهر بأربعة مسنّين، هم: صباح رزق ونمر حمادي وحسن قبلان ومحمد شرتوني. منهم من لم يتسنّ له المغادرة، ومنهم لا يملك مأوى بديلاً، ما جعلهم يصمدون منذ أكثر من عام في البلدة، رغم الاعتداءات الي تعرّضت لها. وبحسب مصادر من البلدة، من المحتمل أن يكون اثنان منهم قد استشهدا تحت ركام منزليهما اللذين يقعان في أحياء قريبة على الأطراف. فقد أظهرت الصور الجوية تدمير منزلَي قبلان وحمادي. وتزداد الخشية على مصيرهم بعد توغل جنود العدو في محيط مستعمرة المنارة وتفجيرهم للأحياء السكنية المحيطة بمستشفى ميس الجبل الحكومي الواقع على تلة مقابلة للمنارة.