Beirut weather 25.41 ° C
تاريخ النشر July 8, 2024
A A A
العالم يُنجز استحقاقاته ولبنان يتفرّج… الانتخابات الإيرانية هل تؤثّر على علاقة الجمهورية الإسلامية بـ “حـ.ـزب الله”؟
الكاتب: جو لحود

كتب جو لحود في “الأفضل نيوز”:
يبدو واضحًا أنّ العالم منشغل بالاستحقاقات الانتخابية على اختلافها وتنوّعها، فمن الولايات المتحدة الأميركية التي دخلت رسميًّا في مواعيد استحقاقها الرئاسي، إلى أوروبا المنغمسة في عودة اليمين المتطرّف إلى صفوف الحكم فيها، وصولاً إلى إيران التي خاضت تجربة الانتخابات الرئاسية المبكرة بعد الحادثة التي أودت بحياة الرئيس السابق إبراهيم رئيسي، مشهدية واحدة تؤكّد أنّ بغض النظر عن التباينات السياسية لا بدّ للدول من أن تحترم مواعيدها الدستورية وذلك تأميناً لمصالح شعبها وحقوقه.

وقد تكون هذه النقطة، هي واحدة من أبرز النقاط التي لا بد من أن يلتفت إليها اللبنانيون من مختلف فئاتهم السياسية، فإن سلّمنا جدلاً أن الشارع اللبناني منقسم بين مؤيّد للمحور الذي تمثله الولايات المتحدة والآخر الذي تمثله إيران، لا بدّ من التساؤل، لماذا يتقاعس المنقسمون عن إتمام واجبهم الدستوري وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، في ظل مشهد عالمي يحترم الاستحقاقات ومواعيدها؟

وفي هذا السياق، قد لا تصب هذه الإشكالية في صلب الأزمة اللبنانية ومضمونها، إنما تتوقف عند شكل هذه الأزمة، وفي الشكل أقل ما يمكن قوله أنه بات من الضروري أن يشعر بالخجل كلّ من يساهم في استمرار الفراغ في القصر الرئاسي في بعبدا، لاسيما من يرفض منطق الحوار بتسمياته المختلفة وهو يرى العالم أجمع متجهاً إلى التلاقي والتواصل.

وفي ما يتعلق بنتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانيّة التي أوصلت المرشّح الإصلاحي مسعود بزشكيان إلى سدة الحكم وتأثيرها على الداخل اللبناني، تحدث الباحث في الشؤون الإيرانية علي صفري من طهران لـ ” الأفضل نيوز” مؤكّدًا أنّ ” السياسات الخارجية الايرانية، لاسيما في ما يتعلق بالشؤون الإقليمية وشؤون منطقة الشرق الأوسط لن تتغير على الرغم من تبدل الحكم والحكومات في الداخل الإيراني.

فعلى سبيل المثال الرئيس السابق للجمهورية الإسلاميةِ الإيرانيّة حسن روحاني كان بدوره من الإصلاحيين وبرزت في خلال ولاياته عمليات دعم واسعة لحركات “المقاومة” في المنطقة ولـ “حزب الله” بشكل أخص.

وأضاف: “السياسة الوطنية الإيرانيّة تقضي بدعم كلّ أشكال المقاومة” وهذا ما يمكن اعتباره نقطة مشتركة عند “الاصلاحيين” و”المحافظين”، و”الحرس الثوري الإيراني” هو المولج في ملف التنسيق بين إيران و “حزب الله”، وبالتالي يمكن القول إن العلاقة ستبقى كما كانت من دون أيّ تأثيرات”.

ويرى صفري أنّ ” احتمال استئناف المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة الأميركية مستبعد في المرحلة الحالية، أي ضمن الـ 5 أشهر المقبلة، وذلك لأن الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته يرفضان الجلوس على طاولة المفاوضات”.

ويتابع ” بحال استرجعت المفاوضات النووية حركتها فهذا يعني أنّ نتائجها ستنعكس على كلّ المنطقة بما فيها لبنان، لكن بلوغ هذه المفاوضات يبدو غير متاح قبل إنجاز الاستحقاق الأميركي الجديد وتحديد الوجهة الجديدة للبيت الأبيض”.

في المحصّلة، تبدو مراهنات البعض في الداخل اللبناني على أيّ تغيير إيراني في ما يتعلق بلبنان في غير مكانها، فالعلاقة مستمرة بين الطرفين من دون أيّ تبديل يذكر، لا سيّما في ظل التهوّر الإسرائيلي، الذي إن زادت وتيرته في أيّ مرحلة من المراحل، قد يأخذ المنطقة برمّتها إلى مرحلة ساخنة لا تحمد عقباها”.