Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر March 2, 2018
A A A
الصفدي خرج من المشهد الانتخابي بعد مشاورات مع الحريري
الكاتب: دموع الاسمر - الديار

انسحب الوزير السابق النائب محمد الصفدي من حلبة التنافس الانتخابي بعزوفه عن الترشح لكنه لم ينسحب من الحلبة السياسية باعلانه الانحياز الى تيار المستقبل هذا التيار الذي سبق له ان شن حملة عليه بمحاولة الغائه سياسيا بل وبسلسلة اتهامات اطلقها يومها الرئيس سعد الحريري بحق الصفدي يوم تشكيل الحكومة الميقاتية.

خرج الصفدي من المشهد الانتخابي في طرابلس بعد مشاورات اجراها وأكثر من لقاء عقده مع الرئيس الحريري وانتهت هذه المشاورات بعد قراءة للقانون الانتخابي الجديد والصوت التفضيلي الى اتخاذ قرار العزوف لاسباب عدة، حسب رأي المتابعين في الاوساط السياسية الطرابلسية ابرزها:

– اولا: ان القرار العزوف ناتج عن الحمل الثقيل للصوت التفضيلي فهو كان يمنن النفس بالانضمام الى لائحة المستقبل معتبرا نفسه قطبا سياسيا من اقطاب العمل السياسي في الطائفة السنية. وان الدخول الى هذه اللائحة مع قطبين اخرين النائب سمير الجسر والوزير محمد كبارة، وفي ظل الحالة الشعبية للمستقبل ولكبارة بالرغم من تراجع المستقبل، فان الصوت التفضيلي سيكون حكما بالاتجاه لمرشح المستقبل وليس المرشح الحليف له. ولكبارة انصار سيصبون اصواتهم لصالحه. فكيف يكون الوضع في لائحة من ثلاثة اقطاب؟.. ولذلك هناك من يقول ان الصفدي خشي ان يخسر خسارة مدوية او ان يظهر حجمه الحقيقي بعد ان كان يحصد ارقاما قياسية في الدورات السابقة في تلك الظروف السياسية التي كانت تمنحه هذه الاصوات.

– ثانيا: ان الصفدي وهو الذي رشح نفسه لمنصب رئاسة الحكومة في اكثر من منافسة لم يعد يستطيع الانضواء في لائحة واحدة مع الرئيس نجيب ميقاتي بالرغم من احتضان ميقاتي له في الحكومة التي تولى فيها الصفدي وزارة المالية على اساس انهما حليفان وكلاهما تعرضا لحملة الحريري وتيار المستقبل الشعواء. وقد اثار الصفدي استغراب الاوساط الطرابلسية بشنه هجوما مفاجئا على الرئيس ميقاتي في بيان عزوفه، محملا اهمال طرابلس الى الحكومة الميقاتية التي كان فيها الصفدي وزيرا للمالية، وكأنه يريد تبرئة نفسه وتحميل وزر الحرمان للرئيس ميقاتي وحده. في حين ان السؤال الذي تطرحه الاوساط ان الصفدي تولى مناصب وزارية ونائبا منذ 18 سنة فماذا قدم لطرابلس؟ سواء من خلال مهامه الوزارية او في العمل النيابي؟!!..

– ثالثا: ان عزوف الصفدي افسح المجال للرئيس الحريري كي يختار لائحته مرتاحا غير مضطر لمراعاة الصفدي بعد مراعاته لكبارة وكلاهما ليسا عضوان في التيار. في حين يسعى الحريري لتأمين جسر عبور لمرشحين موثوقين ومضمونين في الكتلة النيابية دون ان يأتي يوم ينقلبوا فيه عليه.

لكن، اعلان الصفدي انحيازه لتيار المستقبل وتشغيل ماكينته الانتخابية لصالح التيار فسره البعض انه وثيقة عبور نحو موقع وزاري سيادي ما بعد الانتخابات بالرغم من نفي الصفدي ذلك. لان الحماسة التي ابداها الصفدي في دعمه السياسي واللوجستي لتيار المستقبل ليس له مبررا سوى ان هناك وعدا تلقاه الى ما بعد الانتخابات ولا يمكن تحديده الا حين تبدأ عملية تشكيل الحكومة الجديدة.

اضافة الى ذلك فان موقف الصفدي حسب مصادر طرابلسية جاء بناء على مشاورات اقليمية بحيث يتخذ موقفا داعما للمستقبل في مواجهة لائحة الرئيس ميقاتي ولائحة اللواء اشرف ريفي. لكن السؤال المطروح ما هي قدرة الصفدي التجييرية؟

ما كان يمكن الحديث عنه في الدورات النيابية السابقة بالنسبة لوضع الصفدي لا يمكن موازاته بانتخابات ايار 2018 وما كان يصح في السابق لا يصح في الانتخابات المقبلة نظرا لتبدل الظروف والمعطيات والوقائع. ولذلك فان قدرته التجييرية لم تعد موازية لقدرته السابقة، وعليه فان الصوت التفضيلي كان سببا في العزوف وفي اعلان الولاء لتيار المستقبل.