Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر June 5, 2017
A A A
الصراع السعودي- القطري… الى أين؟
الكاتب: حسنا سعادة- موقع المرده

حتى الساعة قطعت سبع دول هي السعودية والامارات والبحرين واليمن ومصر وليبيا اضافة الى جزر المالديف علاقاتها الدبلوماسية مع قطر متهمة اياها بتشجيع الارهاب والتدخل بشؤون الدول الداخلية ما ينذر بازمة خطيرة قد يكون لها تداعيات كبيرة على الصعيد الاقتصادي لقطر نفسها ولرجال الاعمال القطريين والمتعاملين مع قطر وللقطاعين الجوي والبري حيث ان لا منفذا برياً لقطر الا عبر السعودية ما يهدد ايضا الحلم باستضافة مونديال 2022 حيث تعتمد قطر على الحدود البرية السعودية في استيراد غالبية متطلبات البناء الضخمة التي يحتاجها المشروع.
وفيما اعتبرت قطر ان “الإجراءات غير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة، حاولت الكويت الوساطة الا ان محاولاتها باءت بالفشل في حل ازمة وقعت على خلفية تصريحات لأمير قطر تميم بن حمد بثتها وكالة الأنباء الرسمية والتي تحدث فيها عن ضرورة تطبيع العلاقات مع إيران وحزب الله وأشار فيها إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية قد تتنحى قريبا، لكن ورغم نفي قطر لتلك التصريحات وقولها إن الوكالة الرسمية تعرضت لاختراق إلا أن وسائل الإعلام السعودية والإماراتية لفتت إلى أن التصريحات حتى وإن كانت الوكالة اخترقت كما تقول الدوحة، فإنها تعبر عن السياسة القطرية.
موقع “المرده” وللوقوف على تداعيات الازمة اجرى اتصالاً باستاذ القانون الدولي المحامي الدكتور انطوان صفير الذي قال:”إن الازمة السياسية الحادة بين قطر وجيرانها القريبين والبعيدين في العالم العربي أدت إلى قرارات تترجم في القانون الدولي على انها قطيعة، لأن قطع العلاقات الديبلوماسية هو بمثابة اعلان تعليق العلاقات بين البلدين، وبالتالي قطع طرق الاتصال، حينها يصبح هناك دولة ثالثة ترعى مصالح الدولة التي كانت بينها وبين الدولة الاخرى علاقات ديبلوماسية”.

وأضاف:” ان هذا يعتبر اعلى درجة من التشنج بين بلدين، فهو ليس استبدال سفراء او بعض الديبلوماسيين، انما قطعت العلاقات الديبلوماسية بشكل تام، واكثر من ذلك فقد وصلنا الى مرحلة أصبحت فيها الاجواء الجوية ايضا مُحظرة على الطيران الذي يأتي ويذهب الى قطر، وبالتالي يُعتبر هذا حالة نزاع سلمي بين قطر والدول التي أخذت قرارا بمقاطعتها وبمقاطعة اجوائها لمنعها من استعمال اجوائهم بالاضافة لقطع العلاقات الديبلوماسية”.

وتابع: “المفارقة هنا، الوصول الى هذا الحد من الخصام يعتبر من المرات القليلة بين الدول العربية، فمصر التي تم مقاطعتها عندما ذهبت الى كامب دايفيد وحينها تم نقل مقر جامعة الدول العربية منها الى تونس، اضافة الى ذلك، ايضا حصل النزاع العنيف بين فصيلي حزب البعث في العراق وسوريا والذي وصل الى حد القطيعة وحالة حرب دون استعمال السلاح”.

وقال: “ما بامكاننا الاشارة اليه اليوم هو ان جامعة الدول العربية التي نشأت بالأساس لإقامة التواصل بين الدول العربية التي تنشأ مشاكل فيما بينها مثل هذه الحالات، هي في وضع سيء لانها غير موجودة، لهذا السبب وضعيتها الحالية لا تسمح لها ان تلعب دور وسيط وازن، على الأقل في الحد من مخاطر النزاع ونتائجه على الدول العربية”.

ولفت الى ان ما حدث هو “ترجمة للخطاب العالي النبرة الذي صدر عن اعلان الرياض بعد زيارة الرئيس الأميركي، فالقمة التي تجمع هذا الكم من الدول العربية والاسلامية الى جانب الرئيس الامريكي وتتخذ هذا الموقف العالي النبرة تجاه ايران، يعني وكأنها وضعت سقوفا عالية، وأي دولة عربية وخصوصاً خليجية تنزل عن هذا السقف تصبح بمعاداة وبحالة خصومة مع الواقع العربي الجديد المتحالف مع اميركا”.

وأشار الى انه ” من الممكن ان يكون هناك حل للامور ولكن لا ارى ذلك بالوقت القريب، فقطر ستعاني من ضائقة اقتصادية، فالسعودية تشكل مجالا واسعا أمام قطر خصوصا من ناحية تواصلها مع العالم، والا سيذهب الطيران نحو البحر الأحمر أي مسافات بعيدة ومكلفة جداً للمسافرين وللبضاعة والتبادل التجاري وهذا له تداعيات عدة، طبعاً قطر دولة غنية ولديها مصادر طاقة كبيرة وغاز وقاعدة أميركية، انما من المؤكد انه سيكون هناك تداعيات على الموضوع خصوصا بعد قرار السعودية باعطاء مهلة 14 يوماً للقطريين المقيمين على أراضيها لمغادرة المملكة، كا ان هناك كما كبيرا من رجال الاعمال القطريين الموجودين في السعودية لديهم اعمال ومصالح ولديهم شركات مشتركة، فالدولتان كانتا في أساس مجلس السوق الخليجية المشتركة في مجلس دول التعاون الخليجي.

ورداً على سؤال اذا ما سيتأثر اللبنانيون في قطر بهذه الأزمة لفت إلى ان لبنان سيتخذ كما كان دائما سياسية النأي بالنفس كما كان دائما في الصراعات العربية العربية، ولكن سيتأثر اللبنانيون اقتصادياً خصوصا بعد تراجع الريال القطري في البورصة العالمية، ومن الطبيعي ان يتأثر اللبنانيون بالبلد الذي يعيشون فيه وخصوصاً بعد رؤية مؤشر بورصة الأسهم للشركات القطرية المتعددة الجنسيات والعابرة للحدود وعبرها بالامكان رؤية انعكاس المؤشر .

وحول ما سيكون عليه الرد القطري قال: “من المؤسف ان تصل البلاد العربية الى هنا، ولا اعتقد انه من مصلحة قطر ان تدخل في صراع، فالدخول في صراع يساهم في تكبير الفجوة، وقطر دولة ليست كبيرة لا بالعدد ولا بالوسائل المادية من العسكرية والتقنية وغيرها، ولن تصل الامور الى هذا الحد خصوصا ان هناك قاعدة أميركية في قطر بالتالي موضوع النزاع سيبقى خارج اطار النزاع العسكري، ولكن من الطبيعي جداً ان تتأثر قطر بعد ان قاطعتها الدول الثلاث المحيطة بها، وهي السعودية والبحرين والامارات، بالاضافة لمصر وليبيا فيما بقيت الكويت وسلطنة عمان الدولتين الوحيدتين من مجلس التعاون الخليجي على علاقة معها وهذه الدول ستلعب دور سعاة الخير كما يحدث دائماً في هذا الموضوع.

وختم بالقول: “إن زيارة الرئيس الاميركي للسعودية أكدت على ريادتها في العالمين العربي والاسلامي المؤيد لاميركا، والان يتم توجيه رسائل لطهران التي سترد عليها بشكل أو بآخر من خلال عدة امور خصوصاً ان طهران لديها حضور وازن في اكثر من دولة عربية.