Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر May 14, 2021
A A A
الشيخ الخطيب: للوصول الى تسوية سياسية تمهد الطريق لتشكيل حكومة وطنية إنقاذية

أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب صلاة عيد الفطر في مقر المجلس، وألقى خطبة العيد التي قال فيها: “لا بد لنا اذا ان نقوم بهذا الواجب الديني والاخلاقي والإنساني، خصوصا في هذا الوقت الذي تخلت فيه الدولة عن مسؤولياتها تجاه مواطنيها وتركتهم لمصيرهم، وهم الآن محتاجون لكل شيء فلا مجال لإدارة الظهر أو لقول حيدي حيادي، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، وعلينا بالتعاضد والتكاتف والتكافل حتى يفعل الله امرا كان مفعولا فان عليه المعول، وهو نعم المولى ونعم النصير، ونحن في امتحان وابتلاء وسنخرج منه مفلحين منجحين اعزاء بإذن الله طالما كنا في جنب الله ومتكلين عليه ومفوضين امورنا اليه فهو ملجؤنا ومولانا ولن يخيب ظننا به ولن نناشد قوى الخيبة والعجز التي امتهنت كل شيء الا ان تكون على قدر المسؤولية الوطنية الذين ينتظرون الحلول وفقا لمسار التسويات الاقليمية والدولية عسى ولعل ان تأتي وفق ما يشتهون لانهم لم تكن لهم الإرادة يوما ان يبنوا بلدا حرا مستقلا كما يزعمون”. وقال: “ولذلك فانه لا جدوى ترتجى من التعويل على قيامهم باي اجراء يمكن ان يخرج البلاد من هذا الواقع المر، فانا قد يئسنا منهم كما يئس الكفار من أصحاب القبور ولكن ذلك لا يعني يأسا من الحل الذي هو مقبل حتما على ايدي ابناء الشعب الذي يدفع وحده اثمان مفاسد هذا النظام الهجين الذي لا نظير له في العالم ويتمسك به هؤلاء الذين يسخرون كل طاقاتهم ويبتدعون أقذر الاساليب واخبثها لإقناع ابناء الشعب بضرورة الابقاء عليه فيما هم يستخدمونهم وقودا للحفاظ على مصالحهم الخاصة”.
وتابع: “إننا غير يائسين من أن يأتي اليوم الذي يستيقظ فيه اللبنانيون من سباتهم ويتحرروا من قيودهم الطائفية ليبنوا دولة حقيقية دولة يحكمها العدل والقانون ويعتمدوا على انفسهم ويثقوا ببعضهم البعض ويتخلصوا من اوهام الخوف التي صنعها المتخلفون في واقعهم وحولوا حياتهم الى جحيم. فكل عام وانتم بخير، أقول وقد خرجنا الى واقع افضل وحال افضل لان التغيير مرهون بإرادتكم ايها اللبنانيون وهو سنة الهية لا تتبدل يقول الله في ذلك: (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) وقد راينا التغيير الكبير الذي صنعته المقاومة على ارضنا وكيف تبدلت موازين القوى على مستوى المنطقة، وها نحن نعيش ونرى في هذه اللحظات معركة العزة والكرامة التي يخوضها الشعب الفلسطيني في مواجهة العدو الصهيوني ويحطم طغيانه وجبروته ويدك بصواريخه قلاعه ومعسكراته التي يسميها بالمدن وما هي سوى معسكرات يملؤها بترسانات الأسلحة والعتاد الحربي تفجرها صواريخ المقاومة الفلسطينية التي توحدت على إرادة انزال الهزيمة النكراء بهذا العدو الذي بدا امامها نمر من ورق فاستحق الشعب الفلسطيني ومقاومته، تحية الاكبار والاجلال الذي اعطى هذا العيد معنى جديدا مليئا بالأمل والثقة بقدرة الشعب الفلسطيني على الانتصار الذي ستتردد اصداؤه في ارجاء المعمورة وسيكون الانتصار فطره المبارك في ساحات القدس والاقصى ان شاء الله فبورك عيدكم المعمد بدماء الشهداء وبمواقف العزة والكرامة والرجولة لتصنعوا مجدا جديدا لهذه الامة”.
وختم الخطيب: “إن لبنان ضحية طبقة سياسية فاسدة كان همها وما يزال تكديس الثروات على حساب افقار المواطنين ونهب خزينة الدولة حتى وصلنا إلى اسوأ مرحلة يعيشها اللبناني من البؤس والفقر والجوع، واذا أردنا ان نكون منصفين وجادين في تصويب مسيرتنا السياسية فلنسم الأمور بأسمائها، ان الفاسد والمرتشي والسارق للمال العام والمحتكر والمستغل والخائن للمسؤولية هم المجرمون الذين خربوا البلد وقدموا خدمة كبيرة للعدو الصهيوني وحققوا له ما يصبو اليه بالانتقام من اللبنانيين على خيباته المتراكمة بغية اخضاعهم للاملاءات والضغوط الاستعمارية التي تقف خلفها إسرائيل ومن يتحالف معها. ورغم كل ذلك فإن هذا لا يعفي القوى السياسية من الوصول بأسرع وقت الى تسوية سياسية تمهد الطريق لتشكيل حكومة وطنية إنقاذية تلتزم الاصلاح كممر الزامي لاستعادة المال العام المنهوب ودعم النقد الوطني وتوفير مقومات العيش الكريم لكل اللبنانيين دون أن يرتهنوا لزعيم او فئة”.