Beirut weather 27.43 ° C
تاريخ النشر June 13, 2025
A A A
الشهيد طوني فرنجيه: رجل الدولة الذي اغتاله الحقد
الكاتب: موقع المرده

هناك وجوه لا تغيب، تبقى محفورة في ذاكرة الوطن ومتجذرة كتجذر لزاب اهدن.
من بين تلك الوجوه، وجه لا يمكن للنسيان ان يغيبه لان افعاله واقواله وشجاعته واستشهاده مدرسة في الوطنية والإيمان بلبنان بلد العيش الواحد والوطن لكل ابنائه انه الشهيد النائب والوزير طوني فرنجيه الذي حمل هموم الوطن على كتفيه، ومشى إلى السياسة بصدق واخلاق قبل أن تطاله رصاصات الغدر ذات حزيران عام 1978.

وُلد الشهيد طوني فرنجيه في بيت سياسي عريق، لكنه لم يكن صورة مكرّرة عن أي زعيم، لمع اسمه هو الذي يمتلك كاريزما فريدة، وهو القريب من الناس والشباب الذين وجدوا فيه وجهاً يشبههم، منهم وفيهم فالسياسة بالنسبة له ليست مناصب بل خدمات ومسؤولية وقيادة صادقة وقرب من الناس ما جعل الغيرة من نجاحه ومحبة الناس له تعشعش في بعض النفوس المريضة التي خططت لاغتياله ونفذت بوقاحة وغدر.
استشهد طوني فرنجيه انما اسمه لم يمت بل بقي حياً في ذاكرة كل وطني شريف وبقي حياً من خلال حفيده الذي يحمل اسمه طوني سليمان فرنجيه ويخطو على دربه في حصد محبة الناس وثقته حماه الله من كل غدر.
اغتيل الشهيد طوني فرنجيه وزوجته فيرا وطفلته جيهان و٢٨ اهدنياً في مجزرة مروعة ولكن ذكراهم ستبقى في البال وسيبقى الشهيد طوني رمزاً لا لأنه استشهد في سبيل لبنان الحر الموحد فقط بل لأنه عاش من أجل قضية ودفع حياته ثمناً لتمسكه بها هو القائل الاشخاص زائلون اما لبنان فباق.

اليوم وبعد ٤٧ سنة على مجزرة فظيعة يبقى اسم الشهيد طوني فرنجيه بين اسماء رجال لبنان الكبار الذين حلموا بدولة ومؤسسات ووطن مزدهر
الشهيد طوني فرنجيه لم يكن ضحية صراع داخلي بل كان ضحية مشروع تدمير وطن، كان رجل دولة واعداً لذا امتدت يد الحقد واغتالته لكن دماءه لم تذهب هدراً، لأنها أنبتت وعياً جديداً وأجيالا لا تزال تؤمن أن لبنان يستحق رجالاً يشبهون قائدهم الشهيد: صادقون، شجعان، متواضعون، ومستعدون أن يدفعوا الثمن من أرواحهم، لا من كرامات الناس.