Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر February 19, 2018
A A A
الشباب العربي- الأنصار: همسٌ وتساؤلات وشكوك
الكاتب: عبدالقادر سعد - الأخبار

أسبوع جديد من المطاردة بين النجمة والعهد، وقاع الترتيب يشتعل أكثر فأكثر. هي حال الدوري اللبناني لكرة القدم مع ختام الأسبوع السابع عشر بفوز كبير وعرضٍ أكبر من النجمة أمام الإصلاح البرج الشمالي برباعية نظيفة ملوّنة على ملعب المدينة الرياضية الأخضر. عرضٌ طمأن مشجعي النجمة الذين حضروا بعدد متوسط لا يليق بحجم مباراة للفريق على ملعب المدينة الرياضية في يوم أحدٍ مشمس لكنهم استمتعوا بالأداء النجماوي وشاهدوا نجم الفريق حسن معتوق يستعرض ويمرر ويسجل ويمنح زميله المقدوني داركو ميتشفسكي فرصة تسجيل أول هدف له مع النجمة، كما سجّل علي حمام وكبيرو موسى ومعتوق نفسه.

صحيح أن الخصم كان ضعيفاً جداً وحارسه رضوان كساب ارتكب أخطاء عديدة اضافة الى تبديلين اضطراريين في أول نصف ساعة بعد اصابة مارك ديون حبيب شويخ، لكن هذا لا ينتقص من قيمة الانتصار الأحمر. فوزٌ أبقى فيه النجمة على فارق النقطة مع العهد في صراع الصدارة وألحق خسارة جديدة بالإصلاح متذيّل الترتيب العام. هذه المنطقة المشتعلة من جدول النقاط والتي رفع من حماوتها فريق الشباب العربي بفوزه على الأنصار 1 – 0 على ملعب صيدا قبل 24 ساعة من خسارة الإصلاح.

ثلاث نقاط ثمينة للشباب العربي لم تساعده على مغادرة المركز ما قبل الأخير لكنها ضيّقت الفارق مع النبي شيت العاشر الى فارق اهداف فقط مع التساوي بالنقاط لكن بمباراة أقل للنبي شيت. فالأخير لم يلعب مع الصفاء يوم السبت نظراً الى تحوّل ملعبه في النبي شيت الى ما يشبه «مدرج تزلّج» نتيجة تساقط الثلوج، فقام طاقم الحكام الأردني باتخاذ قرار بعدم خوض المباراة بعد تفحّص الملعب. وسيكون على اللجنة التنفيذية اليوم تحديد موعد جديد للمباراة حيث ينص النظام على اقامتها بعد 48 ساعة، أي اليوم، لكن هذا متعذّر نظراً لجدولة مباراة ضمن الأسبوع الثامن عشر بين الصفاء والأنصار يوم الخميس افساحاً في المجال أمام الأنصار للاستعداد للقاء الفيصلي يوم الثلاثاء في 27 الجاري ضمن مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي على ملعب المدينة الرياضية. وهذا ما قد يفرض على الاتحاد تأجيل مباراة الصفاء والأنصار كونها غير مؤثّرة على الترتيب بقدر مباراة النبي شيت الذي يصارع على الهروب من الهبوط.

فوز الشباب العربي بهدف وحيد سجله حسين عواضة، هو الأول له هذا الموسم، أثار التساؤلات حول الأداء الأنصاري «الناعم» والذي علله البعض بمقولة «الدم بيحنّ، والعشرة لا تهون» تلميحاً الى أن مدربي الشباب العربي هما إبنا الأنصار، مالك حسون وسامي الشوم، وهما بأمس الحاجة للفوز. وبالتالي لم يكن هناك حافز لدى لاعبي الأنصار لإسقاط الشباب العربي الذي لم يفز سوى في مباراتين هذا الموسم واحدة على الإصلاح والثانية على الأنصار.

فمن تابع اللقاء شعر بأن الأنصاريين يلعبون من دون «مخالب»، ومن كان في الملعب تلمّس الهدوء الذي غلب على مقعد احتياط الأنصار اضافة الى الأداء السيئ لمعظم لاعبي الفريق.

لكن وجهة نظرٌ أخرى تقارب الموضوع من زاوية مختلفة قائمة على معادلة أن هذا هو مستوى الأنصار، ومن يعتقد أن اللاعبين تراخوا لمصلحة الشباب العربي مخطئ. ولعل القرارات التي ستتخذها الادارة اليوم بحق عدد من اللاعبين على الصعيد المالي ستؤكّد أن أي لاعب لن يقبل أن يخسر من مخصصاته المالية لصالح مدرب سابق. ويتساءل أحد الأنصاريين: «إذا كان مالك وسامي عزيزين على البعض في الأنصار، فهل أن مدرب الإصلاح البرج الشمالي خليل وطفة عزيزٌ أيضاً؟ وهل أن فريق النبي شيت الذي أفلت أمامه الأنصار بالفوز وكان قريباً من تعديل النتيجة عزيزٌ أيضاً؟ كما أن عدداً كبيراً من لاعبي الفريق لا تربطهم علاقة جيدة بالمدرب سامي الشوم الذي غادر النادي ولم يكن على وفاق مع الادارة وتحديداً الرئيس نبيل بدر، فهل يمكن أن يكون هناك رغبة بالخسارة أمام الشباب العربي؟ ويذهب الأنصاريون أبعد من ذلك وتحديداً الى مباراة الفريق مع ظُفار العماني الثلاثاء الماضي والتي فاز فيها الأنصار 2 – 0، ليسأل أحدهم: هل كنا نستحق الفوز؟ وهل كانت النتيجة عادلة للعمانيين أم الأصح أن تكون 5 – 2 لصالحهم؟ هذا هو الأنصار وهذا هو مستواه، ومن يقل غير ذلك يكن كمن يضع رأسه في الرمال، ويقلل من جهود الثنائي حسون والشوم اللذين نجحا حتى الآن في رفع مستوى لاعبي الشباب العربي.