Beirut weather 21.41 ° C
تاريخ النشر February 6, 2019
A A A
السيد نصر الله: إيران لن تكون لوحدها عندما تشنّ أميركا عليها الحرب

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على أنه حينما نتحدث عن مصيرنا وعن حقيقة المعركة الدائرة في المنطقة، فإن الجمهورية الإسلامية تُعدّ من أكبر العناوين وهي الدولة الأكثر تأثيراً في المنطقة.
وفي كلمة له خلال مهرجان “الأربعون ربيعاً” الذي أقامه حزب الله في ذكرى إنتصار الثورة الإسلامية في مجمع سيد الشهداء، أشار السيد إلى أن الشاه جعل من ايران دولة تابعة لأميركا وتديرها واشنطن كيفما تريد وكان خادماً لها، لافتاً إلى أن الإمام الخميني كان قبل الستينات يحضّر للثورة والتحرك ويحضّر البيئة ضد الشاه، وقد بدأت هذه الثورة برجل واحد إلتف حوله عدد كبير من رجال الدين والعلماء وشرائح واسعة من الناس، مبيّناً بأن أهمية الثورة التي قادها الإمام بأنها قامت منذ اليوم الأول لله ولم يكن يفكر أصحابها بأي شيء من حطام الدنيا.
وشدد السيد نصر الله على أن الثورة الإسلامية كانت وطنية بامتياز، إذ أنها ثورة الجياع والمحرومين والمستضعفين على كل المستويات والابعاد، مشيراً إلى أن من انجازاتها اسقاط نظام الشاه الذي كان يمثل أعتى نظاماً دكتاتورياً في المنطقة وإخراج أميركا و”اسرائيل” من ايران.
ورأى السيد نصر الله بأن ايران اليوم هي من أوائل الدول المستقلة في المنطقة والدول القليلة المستقلة حقاً في العالم، وأنها دولة لا شرقية ولا غربية، بل دولة وطنية غير خاضعة كغيرها لأميركا.
وعدّد إنجازات الثورة الإسلامية، معتبراً بأن من أهمّها بقاء مؤسسات الدولة وعدم تدمير المقدرات والحفاظ على الأقليات وعلى الوحدة الوطنية والصمود في وجه كل المؤامرات الداخلية التي أثيرت، وإقامة النظام الجديد على قاعدة السيادة الشعبية والاستفتاء الشعبي، لافتاً إلى أنه منذ انتصار الثورة لا تزال الانتخابات تحصل بشكل يعبر عن رأي الشعب حتى خلال الحرب الفروضة من صدام حسين.
وقال الأمين العام لحزب الله إنه خلال 8 سنوات شنت حرب شرسة على ايران وكانت كل دول العالم مع صدام حسين باستثناء بعضها كسوريا وغيرها، مشيراً إلى أنه بعد إنتهاء الحرب بدأت عملية الإعمار وتثبيت بنية النظام وقواعد الدولة وصولاً الى التطور الكبير في الموقع الاقليمي.
وأكد السيد نصر الله على أن ايران بعد 40 سنة على الثورة الإسلامية، هي دولة المؤسسات والدستور والقانون والسيادة الشعبية في ظل ولاية الفقيه.
وبعدما كانت إيران في زمن الشاه لا تملك أي مرتبة في العالم بانتاج العلم، قال السيد نصر الله إن إيران في زمن الولي الفقيه هي الأولى في المنطقة بانتاج العلم والسابعة في العالم ببراءة الاختراع والمرتبة 16 في العالم بانتاج العلم. وأوضح أنه في ايران اليوم أكثر من 200 استاذ ومفكر تنتشر مقالاتهم العلمية في العالم، وأنه في 1979 كان هناك 165 الف طالب جامعي فقط اما اليوم فهناك 4 ملايين و800 الف طالب جامعي، وأنه في العام 1979 كان هناك 6% من النساء في الجامعات أما اليوم 75% من طلاب الجامعات هم نساء، مشيراً إلى أنه تم القضاء خلال 40 سنة على الأمّية عند البالغين في ايران بشكل كامل، مبيّناً بأن عدد الكتب المطبوعة بعد الثورة الايرانية هي مليون وأكثر من 200 الف كتاب.
وإذ أوضح بأن الإحصاءات التي يذكرها ليست صادرة عن الحكومة الايرانية إنما مصادرها هي الأمم المتحدة ومنظمات دولية، لفت إلى أن ايران بعد الثورة أصبحت الدولة الثانية في العالم بعد أميركا في الخلايا الجذعية، وأنها ليست بحاجة لاستيراد الدواء إنما تصنع ايران 97% من حاجاتها الدوائية.
وأضاف: إيران الأفضل بالعالم في التنمية البشرية ومن الأوائل في العالم في مأمول العمر، وهي الرابعة في العالم من حيث دراسات “النانو” والخامسة في العالم في مركز العمل بـ”النانو”، وفي المرتبة الاولى في المنطقة بالرياضيات والمرتبة 13 في العالم بالرياضيات والفيزياء.
وأشار السيد نصر الله إلى أن ايران تصنف في المرتبة الـ18 في الاقتصاد العالمي، وأنها تصنع 90% من حاجاتها الدفاعية وتُصدّر ما قيمته 5 مليار دولار للعالم، وأنها تصنع السفن والزوارق والطائرات المتوسطة والصغيرة والسيارات ووسائل النقل المختلفة، وأن لديها اكتفاءً ذاتياً في الكهرباء فضلاً عن أنها تبيع الكهرباء لدول الجوار.
وفي مجال الطاقة، لفت السيد نصر الله إلى أن ايران هي الدولة الثانية في العالم لأرخص سعر في البنزين، وأن الغاز يصل اليوم إلى 20 مليون عائلة إيرانية من خلال الأنابيب التي تصل إلى المنازل.
وشدّد الأمين العام لحزب الله على أن هذه الإنجازات كلّها ليست في دولة ملك أو شاه أو زعيم دكتاتوري، بل في دولة القانون والدستور والسيادة الشعبية في دولة الولي الفقيه.
ورأى السيد نصر الله بأن من انجازات الثورة الايرانية إحياء الدين وليس فقط الدين الاسلامي، والوقوف بوجه الهيمنة الاميركية بشكل جدي والقول لا للوهن والذّل، والوقوف بوجه الكيان الصهيوني حيث أعاد انتصار الثورة التوازن ووضع جداراً كبيراً بوجه المشروع الصهيوني، وإرساء الوحدة بين المسلمين ودعم المقاومة في المنطقة بوجه “اسرائيل”.
وبيّن السيد نصر الله بأن ما يجري في المنطقة ليست حرباً إيرانية – “إسرائيلية” ولا صراعاً سعودياً – إيرانياً، بل هي حرب أميركية على الجمهورية الإسلامية منذ العام 1979 إلى اليوم والسعودية وبعض دول الخليج أداة في هذه الحرب. معتبراً بأن الذين يحاربون إيران اليوم بالعقوبات والتكفير والفتاوى هم مجردّ أدوات في الحرب، مذكّراً بأن (ولي العهد السعودي) محمد بن سلمان اعترف بأن اميركا بعد 1979 طلبت من السعودية دعم ونشر الوهابية في العالم، مؤكداً بأن “الدولة الاسلامية” بنموذج “داعش” هي ما تريده اميركا وقامت السعودية بترويجه في العالم.
ووصّف الأمين العام لحزب الله ما يحصل في المنطقة بأنه إصرار أميركي على محاربة ايران لأنها دولة مستقلة وصاحبة قرارها، ولأن إيران لا تخضع لها وتعمل لمصلحة شعبها وبلدها، ولأن موقفها الاقليمي الى جانب المستضعفين والقدس وفلسطين ودعم المقاومة.
وإذ رأى بأن الصراع في المنطقة سوف يبقى قائماً وقد يأخذ أشكالاً مختلفة، جزم بأن أميركا ستتراجع وستنهزم في حربها ومشروعها ضد ايران، لأن ايران اليوم هي اقوى دولة في المنطقة ومحور المقاومة هو اقوى مما مضى، لافتاً إلى أن أميركا الى المزيد من الخروج من المنطقة و”اسرائيل” الى المزيد من الخوف والهلع، مشدداً على أن لا “اسرائيل” ولا الدول العربية من السعودية والامارات قادرة على فتح حرب على ايران.
ونبّه السيد نصر الله إلى أن البعض يستجر حرباً اميركية على ايران وهذا بحاجة الى كلام كبير لأن المنطق والردع وتوازن القوة لا يسمح بالحرب، متوعداً بأن إيران لن تكون لوحدها عندما تشنّ أميركا عليها الحرب لأن كل منطقتنا مرتبطة بها.
ولفت السيد نصر الله إلى أن هناك رهاناً على الفتن الداخلية والصراعات الداخلية، لكن ايران بحكمة قائدها ومسؤوليها وشعبها الصابر سوف تتجاوز كل الصعوبات، مردفاً: “نحن أيضاً نتأثّر لكنّنا أيضاً سنصمد ونتخطى كل هذه الصعوبات ولدينا القدرة على ذلك”.
وتوجّه السيد نصر الله إلى الشعوب العربية بالقول إن ايران لا تريد منكم شيئاً ولا تريد سلاحكم ولا مالكم وهي جاهزة للعطاء من سلاحها ومالها وقدرتها.
وقال السيد نصر الله إن أهم مشكلة اليوم ستواجهنا في مجلس الوزراء هي الكهرباء وايران جاهزة لحلها بأقل من سنة وباسعار متدنية جداً، كاشفاً عن أنه في حكومة (رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي) اتى وفد من ايران وقدم عرضاً كبيراً لبناء أنفاق تحل مشكلة السير في لبنان لمدة خمسين عاماً، وتساءل في موضوع الدواء لماذا سنستمر باستيراد الدواء ولماذا نبقى اتباعاً للآخرين؟
وفي موضوع تحصين لبنان في مواجهة التعديات الصهيونية، أعرب عن إستعداده كصديق لايران لإستيراد سلاح دفاع جوي للجيش اللبناني من ايران، وللذهاب الى ايران للإتيان بكل ما يريده الجيش اللبناني ليصبح اقوى جيش في المنطقة، مشدداً على أن ما نحتاجه في لبنان السيادة الحقيقية والجرأة.
وتساءل: “لماذا ندير ظهرنا لهذا الصديق ونعطي رقابنا للأخرين؟”، مؤكداً على أن الولي الفقيه لم يطلب مني انا حسن نصر الله الامين العام لحزب الله اي شيء ابداً باي يوم من الايام، فنحن شركاء لايران في المنطقة ونحن سادة عند الولي الفقيه ونحن حزب الله اللبناني لدينا قرارنا الحر.