Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر September 22, 2018
A A A
السيد نصرالله يدبّ الذعر في تل أبيب: الأمر تمّ وانتهى… والرئيس عون إلى نيويورك
الكاتب: البناء

من المنتظر أن يعقد وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران اجتماعاً تشاورياً على هامش مشاركتهم في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، على ضوء ما صرّح به المسؤولون الأتراك عن صعوبة قيامهم وحدهم بأعباء تطبيق تفاهمات إدلب، وما نقلته وسائل الإعلام الروسية عن عمليات جراحية سينفّذها الطيران الروسي في مناطق تمركز الجماعات المتطرفة بطلب تركي، فيما تبدو التسوية التي توافقت عليها تركيا وروسيا بمباركة سورية وإيرانية من جهة وأميركية من جهة مقابلة، سياقاً مفتوحاً على الخيار العسكري، كما تؤكد الأوساط التركية المقرّبة من الرئيس رجب أردوغان وتبدو بالمقابل «إسرائيل» في ضفة الوضع الصعب والحرج، خصوصاً بعد تداعيات سقوط الطائرة الروسية قبالة الساحل السوري وتحميل موسكو «إسرائيل» مسؤولية إسقاطها، بعدما رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استقبال الوفد العسكري الإسرائيلي، الذي طلب مقابلته تحت عنوان التعزية، وهو يزور موسكو لتقديم إيضاحات حول ملابسات سقوط الطائرة، بينما رد الكرملين على إدعاءات إسرائيلية بعتب روسي على سوريا في ضوء سقوط الطائرة، وتحدّثت الصحافة الأميركية عن مرحلة جديدة من القيود تنتظر «إسرائيل»، حيث توقعت صحيفة «كلتشر استراتيجي» المتخصصة بالشؤون العسكرية والاستراتيجية أن تغلق موسكو الأجواء السورية بوجه «إسرائيل» عبر نشر شبكات صواريخ أس 300 فوق الأراضي السورية أو ترك الجيش السوري يقوم بذلك.

بالتوازي كانت كلمات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تطوي إسرائيلياً سنوات الحرب السورية، التي جعلت حكومة بنيامين نتنياهو عنوان التدخل الإسرائيلي فيها منع وصول سلاح نوعي إلى يد حزب الله، معلناً أن الأمر تمّ وانتهى، فالسلاح الذي تخشون وصوله للمقاومة قد وصل بما يكفي كماً ونوعاً لجعل «إسرائيل» لا تفكر بالحرب.

ردود الأفعال داخل كيان الاحتلال أجمعت على الذعر الذي تثيره كلمات السيد نصرالله، التي لا يمكن تجاهلها، ولا مقابلتها بالتشكيك، أو الادعاءات الفارغة، فهي تفتتح مرحلة وتنهي مرحلة، على إسرائيل التصرّف بوحيها، فالامينُ العامُّ لحزبِ الله لا يَكذِب، كان ردُّ الخبراءِ الصهاينةِ والمحللين على رئيسِ وُزرائِهِم بنيامين نتنياهو، وكلُ الغاراتِ الإسرائيليةِ على سوريا لم تَمنَعِ الحزبَ من تحقيقِ هدفهِ بالحصولِ على السلاح المنشود، اِنَهٌ فشلٌ استراتيجيٌ قالَ النائبُ السابقُ لرئيسِ مجلسِ الأمنِ القومي الصِهيوني «عيرن عتسيون».

لبنانياً، إجازة طويلة للملف الحكومي ومثله المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري، وتوزع الداخل اللبناني بين محاور ثلاثة، ما ستشهده نيويورك على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة من لقاءات يجريها الوفد اللبناني الذي يرأسه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وستكون محاورها قضيتا عودة النازحين السوريين، ومواجهة مساعي واشنطن لتوطين اللاجئين الفلسطينيين من بوابة قطع التمويل عن وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، وبالتوازي جلسات تشريع الضرورة التي سيعقدها مجلس النواب بعدما نجح رئيسه نبيه بري بتحقيق إجماع نيابي حولها، والمحور الثالث هو مساعي التهدئة التي يقودها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم في فترة الجمود السياسي منعاً لخروج السجالات عن السيطرة، وكان أبرزها مسرح العلاقات بين التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي.

دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى البقاء في دائرة الحذر من أي عدوان إسرائيلي على لبنان، وقال: «الإسرائيليون غاضبون، لأن مشروعهم في المنطقة سقط، وعلقوا آمالاً كبيرة على ما يجري في سوريا والعراق، لكن يعرفون أن محور المقاومة عائد أقوى مما مضى، وأن دولاً جديدة أصبحت جزءاً من محور المقاومة، وشعوباً أصبحت داخل دائرة الصراع مع العدو. فهذا العدو لا يجوز أن يطمئن له أحد. هو يتهيّب أي معركة في المنطقة، خصوصاً مع لبنان ويعلم أن أي حرب ستكون لها تداعيات كبيرة، ويدرك أن نقاط ضعفه مكشوفة، وهو يعرف نقاط قوتنا».

وشدّد السيد نصرالله خلال كلمته في ختام المسيرة العاشورائية الحاشدة التي نظمها حزب الله في الضاحية الجنوبية لمناسبة العاشر من محرم على أن «المقاومة باتت تملك من الصواريخ الدقيقة وغيرها إذا ما فرضت إسرائيل حرباً على لبنان فستواجه مصيراً وواقعاً لم تتوقعه في يوم من الأيام»، وأضاف: «يقولون إنني أخطب من الملجأ، أنا موجود في مكان ما وطبعاً ليس ملجأ والله مد في عمري، الذي تسعون في الليل والنهار لقتله، وهذا دليل على فشلكم، وليس مهماً أن أخطب من الملجأ أو غيره، بل المهم هو الخطاب والمهم هو ما أعدّه حزب الله من قوى وعتاد وصواريخ ومقاتلين مؤمنين أصحاب العزم والكفاءة».

وجدّد السيد نصرالله التزام الحزب «الإيماني والعقائدي والجهادي بقضية فلسطين والقدس ووقوفنا إلى الشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه المشروعة في مواجهة صفقة القرن، ونحيّي مسيرات العودة في غزة والالتزام لدى الفلسطينيين برفض الاستسلام والخضوع».

وفي الشأن المحلي دعا السيد نصرالله الى «الهدوء والحوار والتواصل و تشكيل الحكومة وتحمل المسؤوليات في مواجهة الملفات».

إبراهيم على خط التهدئة بين «التيار» – «الاشتراكي»

وإذ لم يُسجِّل ملف تشكيل الحكومة أي جديد بانتظار عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي يغادر مساء غدٍ الى نيويورك للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، كان لافتاً الدور الذي قام به المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم على خط التهدئة وتبريد الأجواء على جبهة التيار الوطني الحر الحزب التقدمي الاشتراكي، وبحسب معلومات «البناء» فإن «اللواء إبراهيم تواصل خلال الأيام القليلة الماضية مع الرئيس ميشال عون ومع رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط لتجنيب الجبل التوترـ لا سيما أن بعض التصريحات وما صدر على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الفريقين بدأ يخرج عن المألوف ويأخذ منحى مرحلة ما قبل مصالحة الجبل ما ينذر بتداعيات خطيرة على الأرض». ولفتت المعلومات الى أن «اللواء إبراهيم كان على تنسيق تامّ مع ثنائي أمل وحزب الله اللذين فوّضا إبراهيم أيضاً للعب دور على هذا الصعيد». كما تحدثت مصادر «البناء» أيضاً عن «دور لقائد الجيش العماد جوزيف عون. وعلى هذا الاساس التقى ابراهيم كلاً من نائب رئيس التيار للشؤون الإدارية رومل صابر والمسؤول في الحزب الاشتراكي هشام ناصر الدين للبحث من أجل تفعيل لجنة التواصل بين التيار والاشتراكي لقطع دابر أي فتنة طائفية تهدد أمن الجبل».