Beirut weather 14.41 ° C
تاريخ النشر February 16, 2023
A A A
السيد نصرالله: يجب أن نسقط مشاريع الهيمنة والفوضى والعبث

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على خطأ حسابات الذي راهنوا على سقوط إيران، وحللوا كثيرًا خلال الأشهر القليلة الماضية، مشددًا على أن هذا الأمر انتهى من خلال إرادة الشعب الإيراني الجادة.
ولفت إلى أن المعركة التي تُخاض اليوم هي للحفاظ على الانجازات العظيمة والكبرى التي تحققت على مدى 40 عامًا، لا سيما بعد أن دخل هذا البلد منذ 2019 في استهداف جديد للنيل من هذه الانجازات ولإعادة لبنان إلى الهيمنة الأميركية. وجدد الإصرار على مواجهة مشروع الفوضى ومشروع الهيمنة ومشروع العبث بعقول شعبنا وشعوب المنطقة.

وفي كلمة له خلال الاحتفال الذي أقامه حزب الله إحياءً لمناسبة ذكرى القادة الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت والنبي شيت بقاعًا وطيردبا وجبشيت جنوبًا، جدد حسن نصرالله لعائلات القادة الشهداء، لعائلة الشيخ راغب حرب، لعائلة السيد عباس الموسوي والسيدة أم ياسر ونجلهما حسين، لعائلة الحاج عماد مغنية التبريك بالوسام الإلهي الرفيع الذي حازه قادتنا. وأضاف: أجدد أيضا تعازينا ومواساتنا لفراق هؤلاء الأحبة الذين لم يخل ولم يغادر ألم فراقهم قلوبنا وأرواحنا لمحبتهم وموقعهم الوجداني والروحي الخاص.

كما جدد التعازي بكل شهداء هذا الشهر ونخص بالذكر الشهيد رضا الشاعر الذي كان مسؤولا عسكريا في منطقة البقاع واستشهد أثناء المواجهات في البقاع الغربي قائلا: يجب أيضا أن نذكر بالخير الشهيد القائد العميد حسن شاطري الذي ترأس الهيئة الايرانية لاعادة اعمار لبنان، وبعد حرب تموز وفي مثل هذه الأيام الذكرى العاشرة لاستشهاده وستبقى أياديه البيضاء حاضرة ان شاء الله.

وبارك للشعب الإيراني ذكرى إنتصار الثورة الإسلامية على يد قائدهم الإمام الخميني رضوان الله عليه، وقال نبارك للشعب الايراني العزيز والسيد القائد ومراجعنا الكرام بمناسبة انتصار الثورة الاسلامية هذا الانتصار الالهي التاريخي.

وأردف قائلًا: نجد كل وسائل الاعلام في العالم تعتبره خبرًا أول.. لكن عندما تنكشف إرادة الشعب الحقيقية يصمت العالم ويتجاهله، وأضاف خرج الملايين من الايرانيين تظاهروا في ذكرى انتصار الثورة في مختلف المدن الايرانية وعبروا عن التزامهم بها وبهذا النظام الاسلامي وبهذه القيادة الاسلامية ووسائل الاعلام في العالم بلعت ألستنها، لكن عندما يخرج عشرات أو مئات الأشخاص في ميدان معين لقطع الطرقات.

وجدد السيد نصر الله التعازي لعائلة الشهيد رفيق الحريري وكل المحبين وكل الشعب اللبناني، كما عرّج على ذكرى تفاهم مار مخايل بين حزب الله والتيار الوطني الحر، معتبرا أن هذا التفاهم في موضع حرج، معربا عن أمله بالحفاظ عليه لأجل المصلحة الوطنية بالدرجة الأولى، وتوجه سماحته للشعب البحريني الذي لم يتخل لا عن قضيته الوطنية ولا عن قضية فلسطين والقدس، موجها التحية لهذا الشعب الذي عانى الظلم والسجن.

وشدد على أن هذه الانجازات اليوم يجب أن نحافظ عليها وهي المعركة التي تخاض اليوم، من أهم عناوين المعركة في السنوات الأخيرة خصوصا بعد تشرين 2019 هو الحفاظ على هذه الانجازات العظيمة والكبرى التي تحققت على مدى 40 عامًا. مشيرًا إلى أن هذا البلد منذ 2019 دخل في استهداف جديد للنيل من هذه الانجازات ولإعادة لبنان إلى الهيمنة الأميركية.

وتابع: في تشرين 2019 كان شعار كلن يعني كلن لأنه كان المطلوب أن يفقد هذا الشعب ثقته بكل المسؤولين، وكانت السفارة الأميركية مع بعض الجمعيات تصنّع قيادات وهذا المشروع فشل.

وتابع قائلا نحن أمام هذه المعركة وهذا التحدي الذي تأتي فيه أدوات إعلامية وسياسية واقتصادية وفي مقدمها سعر الدولار الذي يتأثر به كل شيء.. هذا جزء من اللعبة.

ولفت إلى أن الأميركي يساعد في مؤامرته وخطته وجود فاسدين وخلل وأخطاء في الإدارة ووجود قصور وتقصير في تحمل المسؤولية، معتبرًا أنه أمام هذا التحدي عندما نعود إلى قادتنا الشهداء نقول أيضا يجب أن نتحمل المسؤولية ونبادر ونخطط ونفكر ونتعاون، وأن نسقط مشروع الفوضى ومشروع الهيمنة ومشروع العبث بعقول شعبنا وشعوب المنطقة.. هذه معركتنا التي نخوضها بشجاعة.

وأشار إلى أهم حدث في منطقتنا هذين الأسبوعين هو الزلزال، مجددا تعازينا للقيادتين السورية التركية وللشعبين العزيزين السوري والتركي ولكل عائلات الضحايا المفجوعة، ونسأل الله تعالى الرحمة لهم جميعًا وأن يشملهم بحنانه وعطفه والشفاء للمصابين والفرج لكل الذين أخرجوا من ديارهم.

واعتبر أن ما حصل هو اختبار لإنسانية كل شخص وكل دولة وكل مؤسسة.. الناس الطبيعيون يتصرفون بإنسانية ويضعون الخصومات السياسية جانبا ويؤجلون معاركهم مهما كان مهمة ومصيرية وتصبح الأولوية هي المسارعة إلى إنقاذ من تحت الأنقاض عسى أن تتمكن فرق الإنقاذ من إخراجهم أحياء ومعالجة الجرحى.

ولفت إلى أن كل من تابع وشاهد ولم يتألم يجب أن يراجع إنسانيته بينه وبين نفسه، هذا اختبار وامتحان لإنسانية كل واحد منا، يجب أن يراجع مستواه الأخلاقي وضميره، مؤكدًا أنه في هذا الامتحان سقطت الإدارة الأميركية مجددا وكشفت مجددا عن وجهها وحقيقتها الإجرامية والمتوحشة، مضيفًا 9 أيام انتظرت أميركا لتقول هناك تجميد لبعض عقوبات قيصر.. تركوا العالم تموت 8 و 9 أيام، ثم لاحقا قد يكون نتيجة التنديد والصراخ شعروا قليلا بالحرج وأقدموا على هذه الخطوة.

وتابع نصر الله المصابون الذين هم جرحى أو تحت الأنقاض على طرفي الحدود هم من بني آدم ومن بني البشر، لكن شهدنا بوضوح وما زلنا نشهد اليوم كيف تصرف المجتمع الدولي والكثير من دول العالم تجاه الضحايا على الأراضي التركية وتجاه الضحايا على الأراضي السورية وهذا سقوط إنساني جديد.

وجدد التعبير عن الحزن لما أصاب إخواننا وأخواتنا السوريين والأتراك، وأيضا هناك جنسيات أخرى هناك أعزاء فلسطينيون ولبنانيون فقدوا.. ندعو المصابين إلى الصبر وعدم اليأس ليكون الله في عونهم ونطلب من الجميع مساعدتهم، ونتوجه إلى كل الدول العربية والاسلامية التي مدت يد العون لسوريا.

وأضاف: في لبنان رغم الظروف هناك تم تقديم مساعدات، أشكر كل من لبّوا دعوة حزب الله للمساعدة، والقافلة الثانية ستسير خلال أيام إلى حلب وبعدها القافلة الثالثة إلى حماه، كما دعا الجميع الى مساعدة سوريا وتركيا من أجل عودتهما الى الحياة الطبيعية وهذا هو التحدي الأصعب.

ورأى نصرالله أن الوضع في كيان العدو هو غير مسبوق على المستوى الداخلي والبيئة الاستراتيجية. الحكومة الحمقاء الحالية تدفع الأمور إلى صدامين كبيرين الأول داخلي إسرائيلي والثاني فلسطيني، وقد يمتد في المنطقة. لأول مرة في الكيان الصهيوني نسمع الحديث من رئيس الكيان ورؤساء ووزراء سابقين ووزراء حرب سابقين، جميعهم يتحدثون عن حرب أهلية وسفك للدماء وقرب الإنفجار ويتحدثون عن الهجرة المعاكسة. رئيس كيان الاحتلال نفسه أقر بمخاوفه من انفجار وشيك داخلي وانهيار الكيان، وهناك حديث عن قرب انهيار الكيان قبل بلوغه عمر الثمانين عاما، هناك قلق على الوجود.

وأردف: الصدام الثاني هو المواجهة في الداخل الفلسطيني لا سيما عند الحديث عن الجيل الشاب. نحن أمام مقاومة وانتفاضة فلسطينية حقيقية، وأهمية العمليات الفردية أنها محتضنة من قبل الشعب الفلسطيني. حكومة العدو الحمقاء قد تدفع باتجاه التصعيد في كل المنطقة وهذا امر وارد سيما اذا تم المس بالمسجد الاقصى.

وأشار نصرالله إلى أنه لا جديد في الملف الرئاسي اللبناني، ولا بد من جهد لانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن.

وإذ اعتبر أن مطالب موظفي القطاع العام محقة جدا، شدد على ضرورة لجم الارتفاع المتفلّت في سعر الدولار, ومعالجة ارتفاع الأسعار.

وأضاف: الوضع الاقتصادي يشغل بال اللبنانيين جميعا وعلينا التفتيش عن حلول، وما يحصل في لبنان سببه الرئيسي هو الضغوط الأميركية وسياسة سحب الأموال والودائع بطريقة مدبرة.

وأكد أن الأميركيين أرسلوا الكثير من الرسائل لإيران من أجل إجراء مفاوضات مباشرة لكن طهران رفضت ذلك، لأنه ليس للأميركيين حدا يقفون عنده في المطالب في أي مفاوضات مباشرة، لذلك لا يمكن إرضاءهم من أجل حل أزمتنا. علينا العمل لإيجاد اقتصاد قوي، علينا إحياء القطاع الصناعي والزراعي والتوجه بشكل جدي في قطاعي النفط والغاز، ويجب السعي لإنجاز اقتصاد قوي في بلدنا، والبحث عن أسواق أخرى كالصين وروسيا مثلا.

وبشأن ما يشاع عن بدء إسرائيل بتصدير الغاز والنفط من كاريش، أعلن نصرالله: لن نسمح ابدا بحصول تسويف بشأن استخراج النفط من مياهنا. أنا أحذر من التسويف، ونحتاج إلى قرار جدي من الحكومة الحالية والآتية والقول للاميركيين «يحلوا عننا»، يكفي أن ترفع السفيرة الأميركية الحالية أو المقبلة حاجبيها حتى ينتهي الأمر. اذا كان الأميركيون أو البعض في الداخل يخططون للفوضى وانهيار البلد أقول لهم انتم ستخسرون كل شيء في لبنان. من يراهن ان المعاناة أو الألم يمكن أن يدفعا هذه البيئة إلى التخلي عن خيارها والوصية الاساس وانجازات الحاج عماد مغنية أي التخلي عن مقوم أمنها وبقائها ووجودها وسيادتها وصون عرضها وخيرات بلادها هو واهم.

وأضاف: إذا دفعتم إلى الفوضى في لبنان فستخسرون وستمتد أيدينا الى ربيبتكم إسرائيل. من يريد أن يدفع لبنان الى الفوضى أو الانهيار عليه ان يتوقع منا ما لم يخطر في بال أو وهم، وإن غدا لناظره قريب.