Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر June 29, 2018
A A A
السيد نصرالله: قد نعيد النظر في موقفنا اذا لم يُعتمَد معيار واحد في تشكيل الحكومة

دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله للتعجيل في تشكيل حكومة وطنية موسّعة إنطلاقاً من الحاجات الوطنية، مشيراً إلى أن هذه الدعوة “لا ترتبط بمخاوفنا في الموضوع الإقليمي بل على العكس”، فإذا كان أحد يراهن على تغيير ما في الموضوع الإقليمي لمصلحته فعليه أن يكف عن ذلك لأن التغييرات الإقليميية هي لصالح محورنا.

 

وفي كلمة له خصّصها للحديث عن آخر التطورات في لبنان والمنطقة، رأى السيد نصرالله أن المشكلة التي حالت حتى الآن دون تشكيل الحكومة هي ضياع المعايير إذ يجب أن يكون هناك معياراً واضحاً يجب الإلتزام به. معتبراً أن ما يجري الآن لا يعتمد معايير واحدة إذ أن كتلتي الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير تأخذ 6 وزراء في حين أن هناك كتلة من 20 نائب تريد 7 وزراء.

 

ورأى أن ما يتم تداوله حتى الآن من صيغ لا يصح تسميته بحكومة وحدة وطنية بل “حكومة ذات تمثيل سياسي وشعبي واسع”، لأن هناك كتلاً نيابية أو طوائف يتم تجاوزها في صيغ التشكيل، سائلاً لماذا الإصرار على عدم تمثيل العلويين والسريان، مطالباً بتمثيل الجميع والإلتزام بالنتائج التي أفرزتها الإنتخابات النيابية.

 

وعن ملف النازحين السوريين، أشار السيد نصرالله إلى أن هناك مشكلة تؤدي لبقاء هذا الملف عالقاً، مبيّناً بأن أحداً لم يطرح فكرة العودة الإجبارية إنما العودة الطوعية الآمنة.

 

وأوضح السيد نصرالله أن النازحين الذين يريدون العودة بارادتهم ستكون عودتهم آمنة ويجب أن تُأمَّن لهم العودة، مشدداً على انه يجب معالجة تخويف النازحين السوريين من العودة وتقديم معلومات غير صحيحة لهم من خلال جهات ومنظمات دولية ومحلية.

 

ورأى السيد نصرالله أن الحيلولة دون عودة النازحين يلحق الأذى بالشعب السوري والشعب اللبناني والبلدين، كاشفاً عن أن حزب الله وأمام التعقيدات الموجودة في ملف النازحين وانطلاقاً من علاقته مع سوريا يريد أن يمد يد المساعدة وبالتالي سيتم التواصل مع النازحين السوريين وتسجيل أسماء من يريد العودة ونعرض الأسماء على الدولة السورية والتعاون مع الأمن العام اللبناني لإعادة أكبر عدد ممكن من النازحين الذي يرغبون بالعودة الطوعية.

 

كما وأعلن قائلا: “لقد شكلنا ملفاً في حزب الله لمساعدة النازحين السوريين للعودة وكلفنا النائب السابق نوار الساحلي ومعه مساعدين لديهم مراكز ليتصل بها النازحون”، منبّهاً إلى أنه ليس هناك وقت لإضاعته وهناك من يريد العودة قبل بدء المدارس وقال: “سنستمر في المساعدة إلى أن يتم حسم الملف بين الحكومتين اللبنانية والسورية، مضيفاً: “أننا سنشكل لجان شعبية في مختلف المناطق للتواصل مع النازحين ممن يرغب للعودة ونحن نقدم المساعدة التي تخدم الشعبين اللبناني والسوري ومصلحة البلدين”.

 

وبشأن الأوضاع في بعلبك- الهرمل، رأى السيد نصرالله أنه بعد انتهاء الانتخابات واعلان النتائج حصل شيء غير مفهوم في تلك المنطقة من فلتان أمني وضجيج اعلامي وحرب نفسية، معتبراً أن هذا الأمر يجب التوقف عنده. ولفت السيد نصرالله إلى أن الحرمان في بعلبك الهرمل عمره 40 سنة، وعندما كان المسلحون في الجرود كان الوضع الأمني أفضل وهذا ما يستدعي البحث في ما حصل من أوضاع بعد الانتخابات.

 

ودعا الجيش والأجهزة الأمنية للعمل الجاد والمتواصل وعدم القبول من أحد بتغطية أحد، مؤكداً أن لا غطاء سياسي عن أي مخل في الأمن.

 

كما دعا نصرالله أهل المنطقة إلى التعاون الكامل مع الأجهزة الأمنية والتجاوب مع كل الاجراءت التي يتخذها الجيش في المنطقة، وإلى الاطمئنان والثقة بالبقاء في منطقتهم، مشدداً على أن لا الدولة اللبنانية في وارد التخلي عن مسؤولياتها والرئيس بري كان له مواقف حازمة وحزب الله لن يترك وسيلة دون حفظ أمن المنطقة دون الوسائل المتاحة وكل الخيارات في النهاية ستكون مفتوحة فلا حزب الله ولا حركة أمل بصدد ترك هذه المنطقة للمجهول.

 

وتطرّق السيد نصرالله إلى ما حصل في اليمونة والعاقورة، مشيراً إلى أنها مشكلة على عقار طالباً عدم تحويل الملف إلى ملف طائفي وألا يزايد أحد فيه وأن يكون بيد الجيش ضمن أجواء هادئة وحوارية.

 

ونبّه السيد نصرالله إلى أن دفع الأمور باتجاه استخدام السلاح والتحريض الطائفي والاعلامي يصل إلى حدّ الخيانة الوطنية، معتبراً أن فتح هذا الملف في هذا التوقيت هو أمر مشبوه.

 

وفي ما خصّ مرسوم التجنيس، أعلن السيد نصرالله حزب الله لم يكن على علم بهذا المرسوم لا من قريب ولا من بعيد، مشيراً إلى أن الحزب لم يعلم أنه صدر إلا من خلال وسائل الإعلام.

 

وأضاف قائلًا: “لا نعرف الكثير من هذه الأسماء في المرسوم وقد تكون لدينا مجموعة ملاحظات حوله ولكن لا نعرضها في وسائل الاعلام بل سيذهب أحد نوابنا إلى فخامة الرئيس لوضعه في أجوائها”.

 

وقال السيد نصر الله إنه في موضوع أولاد اللبنانيات يجب إجراء دراسة هادئة لهذا الملف ولتكن هناك فرصة حوار ونقاش جاد وداخلي.

 

وفي الشأن الإقليمي، نبّه السيد نصرالله من أن محركات “صفقة القرن” تعمل بقوة وعلى كل المعنيين بالقضية الفلسطينية أن يراقبوا بالتالي التطورات الجارية فلسطينياً.

 

ورأى أنه من الواضح أننا دخلنا في مرحلة العمل الأميركي والاسرائيلي الجدي لإنجاز صفقة القرن وقد نكون على مقربة من اعلان رسمي أميركي حول هذه الصفقة، معتبراً أن هذا الملف سيعطى أولوية في المنطقة لأن “صفقة القرن” تعني تصفية القضية الفلسطينية.

 

وحثّ السيد نصرالله الجميع على تحمّل مسؤولياته في دعم الشعب الفلسطيني لمواصلة مسيرات العودة ومواجهة الخطوات التنفيذية لصفقة القرن.

 

وفي الختام، نفى السيد نصرالله أن يكون هناك شهداء أو أسرى لحزب الله في اليمن، مبدياً استعداد للإعلان عن ذلك عند تقتضي الحاجة.