Beirut weather 21.41 ° C
تاريخ النشر August 7, 2021
A A A
السيد نصرالله في ذكرى انتصار تموز: لا تخطئوا التقدير

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أن الذي منع ويمنع العدو الصهيوني من شن غارات على لبنان هو خشيته من مواجهة كبيرة مع المقاومة، وأن جيش العدو الإسرائيلي خائف على وجوده، مشددًا على أن أهم إنجاز تحقق في حرب تموز 2006 هو إيجاد ميزان ردع، وهذا إنجاز تاريخي واستراتيجي حققته المقاومة.
وخلال كلمته في الذكرى الـ15 لإنتصار تموز، لفت السيد نصر الله إلى أنه دائما عندما يكون هناك مؤمنون صادقون مصممون على الجهاد فان وعد الله بان النصر حليفهم.
واعتبر أنه في ذكرى تموز أهم مسؤولية ملقاة على عاتق الجميع هي مسؤولية الحفاظ على منجزات هذه الحرب التي لم تأت لا بالتمني ولا على طاولة الحوار وإنما بالتضحيات الجسام.
ورأى أن أمانة الشهداء المحافظة على ما أنجزوه في حرب تموز 2006 وتطوير هذه الانجازات والإيجابيات، لافتًا إلى أن الانجازات تم الحفاظ عليها في كل السنوات الماضية وقد دخلت مرحلة جديدة من خلال المواجهة البطولية التي خاضها الفلسطينيون في معركة سيف القدس.
واوضح أن لبنان كان مسرحاً لسلاح الجو “الإسرائيلي” في كل منطقة وعلى مدى عقود على أبنية ومؤسسات وأهداف وبنى تحتية ولم يكن يردعهم شيء، ولكن على مدى 15 عاماً لم تحصل غارة “إسرائيلية” واحدة على منطقة لبنانية باستثناء حادثة ملتبسة بين الحدود اللبنانية والسورية.
السيد نصرالله أشار إلى أن الذي منع ويمنع العدو “الإسرائيلي” من شن غارات على لبنان هو خشيته من مواجهة كبيرة مع المقاومة، وخشيته من تداعيات الحرب على جبهته الداخلية وجيشه، لافتًا إلى أن جيش العدو “الإسرائيلي” خائف على وجوده.
الأمين العام لحزب الله اعتبر أن القضية المركزية للعدو “الإسرائيلي” قبل وبعد عام 2006 هي مسألة تطور سلاح المقاومة في لبنان.
ولفت إلى أن بعض الجهات في لبنان تساعد العدو من حيث تعلم أو لا تعلم على تحقيق هدفه بنزع سلاح المقاومة، وأن بعض غارات العدو “الإسرائيلي” في سوريا هي لمواجهة القدرات التي تصل إلى المقاومة لكن هذه الغارات لم تصل إلى شيء من هدفها.
وأشار إلى أن ما حصل قبل أيام تطور خطير جداً لم يحصل منذ 15 عاماً، وأنه أمام الغارات كان لا بد من الذهاب إلى ردّ الفعل المناسب والمتناسب.
ولفت إلى أن بعض الأعمال العدوانية عامل الزمن فيها جوهري والتأخر في الرد عليها يفقد الرد قيمته، مؤكدًا أن الهدف من عملية القصاص للشهيد علي محسن كان قتل جندي صهيوني ولكن لم تتوفر الظروف لها.
وفي حديثه عن الردّ الأخير على العدو، قال إن “ردنا يوم أمس مرتبط بالغارات “الإسرائيلية” المباشرة على جنوب لبنان للمرة الأولى منذ 15 عاماً”، لافتا إلى أن قدرات المقاومة الصاروخية النوعية تعاظمت وصولاً لامتلاكها أعداداً كبيرة من الصواريخ الدقيقة.
وأضاف “أمس اخترنا أرضاً مفتوحة في مزارع شبعا لنوصل رسالة وذهبنا إلى أراض مفتوحة وضربنا محيط المواقع واخترناها لأنها منطقة عسكرية مغلقة”، مشيرا إلى “أننا نملك من الشجاعة أن نتحمل مسؤولية أعمالنا كما أن بياننا كقصفنا يكملان رسالتنا للعدو”، و”قصدنا بالعملية تثبيت قواعد الاشتباك القديمة ولم نقصد صنع قواعد اشتباك جديدة”.
وشدد على أن “أي غارة جويّة لسلاح الجو الإسرائيلي على لبنان سيتم الردّ عليها حتمًا بشكل مناسب ومتناسب”.
وأكد السيد نصرالله أن المقاومة لن تفرط بما أنجزته في تموز 2006 أياً كانت التضحيات أو المخاطر لأن ذلك سيجعل العدو يستبيح البلد، وتوجّه لقادة العدو بالقول ” لا تخطئوا التقدير ولا تراهنوا على الضغوط على شعبنا ولا تراهنوا على الإنقسام حول المقاومة في لبنان لأنه ليس بجديد”، لافتًا إلى أن “المقاومة فرضت على العدو الانسحاب في 2000 وسجلت عليه الانتصار في 2006 رغم الانقسام حولها”.
وشدد على أن بيئة المقاومة هي أهل الصبر والتحمل وستكون دائماً في مواقع التضحية والصمود، موضحا أن ما حصل بالأمس هو رد على الغارات الجوية فقط ولا علاقة له بالرد على اغتيال الشهيدين محمد قاسم طحان وعلى كامل محسن.
ولفت إلى أن أكبر حماقة سيرتكبها العدو “الإسرائيلي” هي الدخول في حرب جديدة مع لبنان، وأن الرد على الغارات الجويّة الصهيونية إن حصلت في أي مكان من شمال فلسطين المحتلة وخياراتنا مفتوحة.
وقال:افضّل عدم الردّ على أدعياء السيادة في لبنان الذين تباكوا بعد رد المقاومة فهذا جدال عقيم وكل حسم خياراته.
وتطرّق إلى ما جرى في قرية شويا، معتبرا أن نشر هذه الحادثة كان أمراً مشيناً “وحين شاهدت المشاهد تأثرت بها فكيف الحال بالناس”، وأشار إلى أن عدد الصواريخ المتبقية في الراجمة هي دليل على انضباطية المقاومين بإطلاق 20 صاروخاً التزاماً بالأوامر العسكرية.
وتابع قائلا “لو كنا نستطيع رمي الصورايخ من بيوتنا لفعلنا.. والحكم العسكري فرض علينا إطلاق الصواريخ من المنطقة التي أطلقت منها”، لافتا إلى أن ما حصل في شويا لم يكن شيئا بسيطاً ولا عابراً وله دلالات خطيرة، وتابع قائلا “عندما رأيت مشاهد شويا تمنيت لو أمكنني الوصول إلى اخواني هؤلاء لأقبل جباههم وأيديهم لأنهم هم شرف لبنان وضمانته”.
وأشار السيد نصرالله إلى أن الذين اعتدوا على المقاومين في شويا هم من عالم آخر، منوها إلى أن بعض أهالي شويا رفضوا ما حصل، معربا عن التقدير لكل من وقف إلى جانب المقاومة.
وأضاف “لا تحمّلوا أهالي شويا المسؤولية إنما حملوها للسفهاء الذين ارتكبوا العمل”، وأن “من اعتدى على إخواننا يجب أن يحقق معهم من قبل الأجهزة ويحاكموا أمام القضاء”.
وفي ذكرى انفجار مرفأ بيروت، قال السيد نصرالله “تعاطينا مع هذه الكارثة على أنها مأساة بامتياز أصابت الجميع وكان الهم الأساسي تضميد الجراح واستيعاب الخسائر”، لافتا إلى أنه مباشرة بعد انفجار مرفأ بيروت بدأ الاستثمار السياسي المقبوض ثمنه أميركياً وسعودياً.
وأضاف “منذ اللحظة الأولى وسائل إعلام محلية وعربية وأحزاب وشخصيات معروفة اتهموا المقاومة أنها تخزن الصواريخ في العنبر وانفجرت وأن لديها مخازن ذخيرة في المرفأ”، مشيرا إلى أن كل الجهات التي ساهمت بالتحقيق وصلت إلى استنتاج واحد بأنه لا وجود لسلاح ولا ذخائر في المرفأ.
وأشار إلى أنه بعد سقوط الفرضيات التي حاولوا من خلالها ربط الانفجار بحزب الله لجأوا لقضية النيترات، وتساءل هل هناك أتفه وأسخف وأبشع من اتهام حزب الله بتخزين النيترات في مرفأ بيروت؟
كما أشار إلى أن كل ما قيل منذ انفجار المرفأ لا يستند لمنطق ولا هدف له سوى التشويه والابتزاز وتضييع الحقيقة، لافتا إلى أنه “لو أردنا التوظيف لقلنا إن من أتى بالنيترات هي الجهات الداعمة للجماعات المسلحة بسوريا”.
وتوجّه السيد نصرالله لأهالي شهداء المرفأ بالقول “يجب أن تعرفوا من هو خصمكم ومن أساء لقضية المرفأ ووظف هذه المأساة في السياسة”، وحوّل قضية إنسانية إلى قضية سياسية رخصية.. الذين أساؤوا هم الذين حولوا قضية وطنية جامعة إلى قضية طائفية”.
ولفت إلى أن ما يخشاه حزب الله هو تضييع الحقيقة، لذلك على القضاء إعلان ما تم التوصل إليه حتى الآن، وما نطالب به هو إعلان نتائج التحقيق الفني والتقني.
وأكد أن حزب الله لا يخشى التحقيق لأنه ليس متهماً من قبل الأجهزة القضائية في قضية انفجار مرفأ بيروت، كما توجّه لأهالي شهداء المرفأ بالقول “لا تقبلوا بتوظيف دماء أبنائكم سياسياً”، طالبًا منهم “التوجه إلى القاضي بيطار وسؤاله عن سبب الانفجار”.

ولفت إلى أن التحقيق القضائي في قضية انفجار المرفأ مسيّس ويخضع للاستنسابية ولا يعتمد وحدة المعايير.

السيد نصرالله أكد أن ما حصل في خلدة مجزرة وليس حادثة وكل إطلاق النار كان هدفه القتل، والذي قام بالمجزرة هم عصابة من المجرمين والقتلة.
وأضاف “صبرنا على الأذى في مجزرة خلدة عن حكمة ومسؤولية وليس عن ضعف”، منوها إلى أنه “يسجل لبيئة المقاومة انضباطها والتزامها الديني والأخلاقي والإنساني والوطني العالي”.

وأشار إلى أن “المطلوب توقيف جميع المتورطين في ارتكاب مجزرة خلدة في أسرع وقت وإحالتهم إلى القضاء”، وأن “المطلوب حل جذري لمسألة الاعتداء على الناس وقطع الطريق المؤدي إلى الجنوب”.
كما شدد على ضرورة اعتقال الذين يصرّون على الاعتداء على الناس وقطع الطرقات وتهديد السلم الأهلي، لافتا إلى أن “مشكلتنا ليست مع عرب خلدة والعشائر العربية بل مع المجموعة المجرمة القاتلة”.

وأكد أن حزب الله يتابع قضية خلدة “وأنا شخصياً أتابعها بشكل حثيث ويومي وسنرى إلى أين ستصل الأمور ولكل حادث حديث”.

حكوميًا قال “ننتظر نتائج المحادثات بين الرئيس عون والرئيس المكلف بشأن تشكيل الحكومة ولن نستبق الأمور”.

وتطرّق في نهاية كلمته إلى إقامة المجالس الحسينية طالبًا من الحضور في مجالس العزاء الحسيني الالتزام بالضوابط والارشادات لأجل سلامتهم، لافتا إلى أن الأصل إقامة المجالس في الأماكن المفتوحة ولا يجوز لمن عليه عوارض أو مخالط الحضور إلى المجالس.
وختم قائلا “سنعبر كل شيء وهذه المحنة لن تطول ولن تبقى إلى الأبد”.