Beirut weather 13.41 ° C
تاريخ النشر January 8, 2025
A A A
السباق الرئاسي: الكل ينتظر الكلمة
الكاتب: سابين عويس

كتبت سابين عويس في “النهار”:

على رغم الحماوة السائدة حيال جلسة انتخاب رئيس للجمهورية غداً الخميس، في ظل حركة داخلية وخارجية لا تهدأ، لا مؤشرات حتى الآن لإمكان تصاعد الدخان الأبيض من ساحة النجمة كما وعد رئيس المجلس، بفعل استمرار الغموض المسيطر على صورة الرئيس العتيد.

التوافق الذي عكسته اللجنة الخماسية على دعم ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون، معطوفاً على دعم داخلي عبّر عنه الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل، إضافة إلى مجموعة كبيرة من نواب المعارضة والتغييريين والمستقلين، فضلاً عن إعلان “حزب الله” عبر المسؤول عن وحدة التنسيق والارتباط وفيق صفا أن لا فيتو على الرجل، كل هذه العوامل التي تزكّي الترشيح لا تزال تصطدم برفض واضح من رئيس المجلس نبيه بري، مقابل تحفظ رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع. والمفارقة أنه قلما التقى الرجلان على موقف واحد كما هي الحال بالنسبة إلى رفض ترشيح عون، وإن يكن لكل منهما أسبابه وحساباته.
كان لافتاً تناقل معلومات عن أن بري أبلغ موقفه إلى الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان الذي تعمد تسمية عون بالاسم، على نحو يحرج رئيس المجلس، الذي ترى مصادر سياسية أنه تعمد بدوره رفض هذا الترشيح متسلحاً بمبرر أن قائد الجيش يحتاج إلى تعديل دستوري يتطلب غالبية الثلثين. وكل الأجواء الصادرة عن زوار عين التينة تشي بأن لبري أكثر من سبب وراء رفضه عون، أولها أنه لا يحبذ العمل مع قادة عسكريين، وهو لا ينسى لعون موقفه من المتظاهرين خلال انتفاضة ١٧ تشرين، كما أنه منزعج من وجود مستشارين في حلقة عون ممن هم على خلاف مع بري ومن الخارجين من حركة “أمل”. ويذهب البعض إلى القول إن رئيس المجلس برفضه هذا، كان ينتظر أن يسمع ما لدى الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين، وما إذا كان الموقف الأميركي داعما فعلاً لقائد الجيش، إلى درجة خوض معركته، ما يعطيه أفضلية في رفع سقف مطالبه للموافقة على انتخابه.
في المقابل، تتحفظ أوساط قريبة من بري عن الأسباب المشار إليها، رافضة إعطاء جواب صريح عما إذا كان بن فرحان سمى فعلاً عون أو لمّح إليه، علماً أن النتيجة واحدة، تسمية أو تلميحاً، وجواب بري يبقى نفسه. وتستغرب الأوساط تحميل بري مسؤولية إسقاط ترشيح عون، داعية إلى العودة بالذاكرة إلى التمديدين له في قيادة الجيش واللذين قادهما بري بنفسه مستنداً إلى أهمية موقعه على رأس المؤسسة العسكرية والدعم الدولي الذي يحظى به الجيش، على نحو يساعده على توفير حاجاته التمويلية لتجهيزه، فضلاً عن دور عون في تطبيق اتفاق وقف النار.
لبري رأيه في ما يتعلق بموقف الخماسية من الإجماع على عون، أو من الموقف الأميركي تحديداً. وفي هذا الشأن تقول الأوساط إنه كان واضحاً في مقاربته الملف الرئاسي مع أعضاء الخماسية من حيث المواصفات والمعايير. ويعيد اليوم التذكير بتلك المقاربة القائمة على مبدأ قبول المساعدة الدولية لتحقيق ما نريد وليس ما يريدون!
أما بالنسبة إلى ما سمعه من هوكشتاين، وما أعاد الرجل تكراره أمام من التقاهم، فإن الدعم الأميركي ليس محصوراً بعون وحده. وقال الموفد الأميركي أمس أمام النواب الذين التقاهم إن عون أحد الخيارات وليس الوحيد، ما يوحي بأن الخيارات لا تزال مفتوحة وأن المرشحين لا يزالون ينتظرون في الصف كلمة سر لم تأت بعد!