Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر April 11, 2017
A A A
“الرجل الشبح” او “رامبو عين الحلوة” من هو بلال بدر؟
الكاتب:

تستمر الإشتباكات في مخيم عين الحلوة وسط حديث عن مغادرة بلال بدر وأفراد من جماعته حي الطيري الى جهة مجهولة.

فمن هو بلال بدر الذي اشعل مخيم عين الحلوة؟

bilalbader10-4-2017_884668_large

كتب احمد منتش في جريدة النهار:
“من هو الفلسطيني بلال بدر الذي بات يعرف باسم الاسلامي السلفي المتشدد، والذي يقود مجموعة من المسلحين من امثاله ويخوض منذ اربعة ايام متتالية اعنف واشرس المعارك ضد التنظيم الفلسطيني “الفتحاوي”، الذي يفترض انه الاقوى عددا وعتادا في الشارع الفلسطيني داخل المخيمات في لبنان وخصوصا في عين الحلوة؟
كيف نشأ بلال بدر وتحول الى “رامبو” وكأنه قوة لدولة عظمى لا يمكن قهرها؟ وما هي الاسباب التي دفعته للانتماء الى الفكر السلفي؟ وهل صحيح انه وحده مع 25 عنصرا من امثاله يقاتلون ويصمدون في بقعة ضيقة ومحدودة جدا تعرف باسم حي الطيري المحاصر بمئات المقاتلين من “فتح”؟
ولان بلال بدر لا يحب الظهور، ويعيش حياته متخفيا في مربع امني صغير في حي الطيري، وليس لديه اي علاقة مع غير اصحابه من امثاله الذين يأتمرون باوامره، او صفحات خاصة له على مواقع التواصل الاجتماعي، كان يستحيل على الجهات المعنية ووسائل الاعلام ابراز اي صورة واضحه له او اعطاء اي معلومة دقيقة عن تفاصيل حياته، وعصر اليوم نشر البعض صورة ظهر فيها شابان، وورد ان الشخص الثاني في اسفل الصورة هو بلال بدر، ليتبين انها غير صحيحة، كما تأكدت “النهار” من مصدرقريب جدا لبدر. ثم وزعت بعد وقت صورة اخرى، اورد ناشرها انها اخذت من كاميرا مراقبة تابعة لحركة “فتح”، وهي لبلال بدر اثناء قيامه باعتيال العقيد في حركة “فتح” طلال البلاونة (اردني).

المعلومات الدقيقة التي حصلت عليها “النهار” من مصادر موثوق بها وهي تنشر للمرة الاولى، اكدت ان بلال بدر البالغ من العمر 33 عاما، هو الابن الاصغر لدرار محمد بدر (ابو اياد) الذي كان ينتمي الى الحزب السوري القومي الاجتماعي، وكان من اشرس المقاتلين للاحتلال الاسرئيلي خلال اجتياحاته واحتلاله للاراضي اللبنانية، ومن المساهمين في التخطيط لعمليات استشهادية ضد الاسرئيليين، منها على سبيل المثال عملية الشهيدة سناء محيدلي، ووالده متزوج من 4 نساء ولديه منهن 14 ولدا وفتاة، اما والدته ففلسطينية من عين الحلوة ومن عائلة محافظة جدا، لديها اقرباء تحملوا ولا يزالون مسؤوليات جساما في سبيل القضية الفلسطينية. اما اصل عائلة بدر فمن مزرعة عكا، وقد أجبرت على النزوح من عين الحلوة الى مخيم شاتيلا في بيروت، بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982، وتدمير مخيم عين الحلوة. وبعد تحرير صيدا وانسحاب اسرئيل من المنطقة عام 1985 عادت عائلة بدر الى عين الحلوة واقامت في حي الطيري، وعند وفاة والد بلال كان عمره نحو 8 سنوات، ونتيجة الفقر والبطالة والوضع الاقتصادي الصعب، ترك بلال المدرسة وهو في الصف الرابع الابتدائي، امضى فترة شبابه عاطلا عن العمل متسكعا، والحادثة الاولى التي غيرت مجرى حياته وجعتله يعيش متخفيا، كانت قبل نحو 12 سنة بعد حصول خلاف فردي تطور الى اطلاق نار بين افراد من آل السعدي وآل ماضي، تورط فيها بلال وأصبح من المطلوبين للقضاء اللبناني، ثم بدأ اسمه يلمع داخل المخيم كناشط اسلامي، ومن ثم كـ”رامبو” عين الحلوة خلال كل حادثة اغتيال او اشتباك كانت تقع بين “فتح” والعناصر الاسلامية داخل المخيم.
يكشف المصدر أن عددا من أقربائه وبينهم رجل دين ومسؤولون في تنظيمات فلسطينية موالية لمنظمة التحرير الفلسطينية وحركة “فتح”، حاولوا مرارا اقناعه بضرورة تسليم نفسه، وابتعاده عن البيئة التي يعيش فيها، وقدموا له المال من اجل ان يتزوج ويستقر بعد تأمين منزل له، لكنه اكتفى فقط باعلان خطوبته على فتاة من المخيم. واستنادا الى معلومات غير دقيقة، فإن مسؤول قوات الامن الوطني الفلسطيني صبحي ابو عرب كان يوفر له المال من اجل شراء منزل له وليتزوج ويبتعد عن كل الاعمال التي كان يتهم بها.

وتعتبر المصادر أن تركيز الجميع على بدر ومجموعته هو فقط لجعله كبش محرقة ولاخفاء الحقيقة الكاملة عن كل ما جرى ويجري الان في المخيم.
وتختم: “ليس من باب الدفاع عن بدر الذي يفترض اعتقاله وتسليمه الى الجهات الامنية الشرعية للتحقيق معه ومحاكمته، وانما فقط للتذكير، جميع القيادات الفلسطينية واللبنانية وحتى الاجنبية تعرف جيدا ان العديد ممن هم أشد خطرا وذكاء وأدهى من بلال بدر هم داخل المخيم وخارجه”.

اما رضوان مرتضى فقد كتب في صحيفة الاخبار:

“شابٌّ نحيل البنية أجرد اللحية بشعرٍ طويل استوقفني في أحد أزقة عين الحلوة. ناداني باسمي قبل أن يقترب ملقياً السلام، وسأل: هل يُعقل أن يكون هذا الوجه البريء وجه إرهابي؟ هل تصدق إن أخبروك أن صاحب هذا الوجه الطفولي قاتل؟ ضحك الشابان اللذان كانا برفقته، قبل أن يُعرِّف عن نفسه: بلال بدر.
كان هذا اللقاء الأول قبل سنتين تقريباً. شابٌّ خجول لم يتجاوز الخامسة والعشرين من العمر. ذاع صيته في المخيم بعد تردد رواية تفيد بأنه قتل بنفسه أكثر من عشرة من عناصر الأمن الوطني وحركة فتح. بدأ التداول باسمه بعد أشهر من إقدام عناصر من «فتح» على قتل صديق طفولته ورفيق دربه عصام البقاعي في محله داخل المخيم. منذ ذاك قرر أن يثأر لمقتل صديقه. تأثّر بدر بتنظيم «فتح الإسلام». يقول عارفوه إنه نشأ يتيماً وكان متديناً منذ صغره. تتعدد الروايات التي يتداولها «الشباب المسلم» عن «بطولاته»، وعن شجاعة استثنائية شكّلت عنصر جذب لشبان متحمّسين لا يزيد عددهم على العشرين، كوّنوا ما بات يُعرف بـ «مجموعة بلال بدر».
تحول الشاب العشريني إلى مشروع استثماري. استفادت «حماس» منه في صراعها مع «فتح». وحتى تجمع «الشباب المسلم» رفع سابقاً الغطاء عنه بسبب «عدم التزامه قرارات تصبّ في مصلحة المخيم ولكونه يتصرف من رأسه».
«الرجل الشبح» الذي يندر العثور على صورة له خطب إحدى فتيات المخيم أخيراً وكان في صدد الزواج بعد ١٥ يوماً. الاشتباكات الحالية أحرقت منزله وحاصرت آلاف العائلات الفلسطينية والسورية. وُضع بدر بين خيارَين: تسليم نفسه أو اعتقاله أو قتله. لكنه «اجترح» خياراً ثالثاً: رفض الاستسلام متسلِّحاً برشاشه وحزامه الناسف. ومثله فعل العناصر الذين يدورون في فلك السلفية الجهادية داخل المخيم. على مدى أيام، جهِد عناصر حركة «فتح» لإنهاء «ظاهرة بلال بدر»… لكن من دون جدوى. لم يتقهقر بدر ولم تيأس «فتح» التي لا تزال تؤكد أن لا تراجع قبل استسلام المطلوب الأبرز.
مصادر أمنية أكدت لـ «الأخبار» أن «المعركة مستمرة حتى إنهاء حالة بلال بدر»، وأن «حركة فتح أصبحت في مرحلة اللاعودة» لأن أي خيار آخر «يعني هزيمة فتح في المخيم وانتصار بلال بدر وجماعته، وتكريسه أميراً سيستقطب عشرات الشباب جرّاء ثباته وصموده، رغم اتحاد الأعداء ضده». هذه المحصّلة يتفق عليها الجميع. وبناءً عليه، فإن الأمور، بحسب مصادر متابعة، ستنتهي بين أمرين: خروج القوى الإسلامية لإعلان أنّ بدر خرج من المخيم، رغم أن مصادر الجيش تؤكد أنها لن تسمح بذلك، أو أن تتخلى الفصائل الإسلامية عنه ليلاقي مصيره قتلاً”.