Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر April 15, 2017
A A A
الرئيس عون: ما يجري في الشرق غايته افراغه من المسيحيين


اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انّ ما يجري في الشرق له غايات سياسية كبيرة هي افراغه من المسيحيين وتقسيم المنطقة الى عدة دويلات”، لافتا الى “انّ الهجرة من الشرق بدأت منذ زمن، وخصوصا من اسرائيل، حيث لم يبق على سبيل المثال من المسيحييّن في القدس من اصل 22% من السكان الاّ واحد في المئة. وفي حالات اخرى، لاسيّما كما حصل في سوريا والعراق واحيانا في مصر وكينيا وليبيا، فقد قامت فئة بقتل المسيحيين كما المسلمين وهدّمت الكنائس والجوامع على السواء.”
وخلال مقابلة مع محطة SAT 7 التلفزيونية لمناسبة حلول عيد الفصح كشف الرئيس عون انّ البابا فرنسيس “يعرف الوضع في الشرق الاوسط، وهو قلق ويسعى دائما الى مساعدة المسيحيين. ومن هذا المنطلق، سأل عمّا يمكن القيام به، وقد اوضحنا له انّنا ما زلنا في خطر، كما اطلعناه على وضع المسيحيين في منطقة الشرق الاوسط، وهو ابدى رغبة في زيارة لبنان. ومردّ حب الاطلاع لديه وزيارة لبنان هو المساعدة. وقد سأل: بماذا يمكنني مساعدة لبنان؟”
وشدد الرئيس عون على “ان لبنان يمكن ان يكون مركزا عالميا لحوار الاديان والحضارات، والسبب في ذلك يعود لكونه يضم ديانات ومذاهب العالم وابناؤه يعيشون معاً فيه”، مشيرا الى انه من اجل تحقيق هذه الغاية “علينا ان نقوم بمحاولة ضغط lobbying في كل مكان حتى اذا ما طرحنا هذا الموضوع على الامم المتحدة يكون بمقدورنا اخذ موافقتها. فنحن بامكاننا اعلان الامر، الا ان ذلك غير كاف، لأننا نريد لبنان مركزا دوليا رسميا للحوار، لا ان يكون الامر مجرّد مبادرة دولة فحسب.”
وقال: “قد نختلف احيانا، سياسيا، ويعتقد البعض انّ الخلاف مسيحي– اسلامي، الاّ انّ الواقع هو خلاف ذلك. انّ اياً من المسلمين لم يقاتل كي يعتنق المسيحيون الاسلام، كما لم يقاتل المسيحيون كي يعتنق احد المسيحية. من هنا، علينا ان نُفهِم العالم انّنا لا زلنا نتمتّع بارقى مرحلة حضارية من ناحية حرية المعتقد وحق الاختلاف، التي قد تصل الينا فوضوية احياناً اكثر من ايّ بلد في العالم.”
وعمّا هو متوقع من الرئيس المسيحي الوحيد في الدول العربية لتعزيز التفاهم والتعايش، وسط كل ما يحصل، رأى الرئيس عون “انّ لدينا امتداداً حيوياً في هذا الشرق، وقد كان الجو معكّرا في المنطقة، فبدأتُ بزيارة البلدان التي يجب ان تكون صديقة، واعدنا العلاقات معها الى طبيعتها، والامور تسير بشكل جيد. وان شاء الله سنكمل في هذا الاتجاه.”
وعن مقومات استراتيجية تعزيز الوجود اللبناني والدور المسيحي في الشرق، اكد الرئيس عون “ان الكفاءات في لبنان لا تزال كثيرة، سواء العلمية منها او الدينية او الادبية، وفي جميع قطاعات الفكر والكتابة والعلم. يكفي اننا غازون العالم، اذا كانت هذه الكلمة تصح، باعتبار ان اللبنانيين موجودون اينما كان وفي اهم المراكز، فلا ينقصنا العلم بل القليل من الانضباط.” وكشف “ان احد رجال الدين الكبار في الشرق، وهو تبوأ منصب رئاسة جمهورية، اكّد لي انّ الشرق هو مهد الاديان وجوهر اللقاء وتاج، ولبنان هو اللؤلؤة، فاذا كنا مقدريّن على هذا النحو ولم نقم بهذا الدور، نكون مقصّرين في موجباتنا الفكرية وغيرها من الالتزامات.”