Beirut weather 21.41 ° C
تاريخ النشر April 10, 2025
A A A
الرئيس عون: الأمور تسير على السكة الصحيحة

استقبل رئيس الجمهورية، بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفد المجلس العام الماروني، برئاسة المهندس ميشال متى وبحضور عميد المجلس الوزير السابق وديع الخازن، والاعضاء. والقى المهندس متى كلمة قال فيها: “فخامة الرئيس يسرنا ان نكون اليوم في رحاب القصر الجمهوري لتهنئتكم بإنتخابكم رئيسا للجمهورية، هذه المسؤولية الوطنية الكبرى التي تحملونها بثبات وعزم في مرحلة دقيقة تحتاج الى قيادة حكيمة ورؤية واضحة لإنقاذ لبنان وتعزيز ثقة أبنائه بمستقبلهم.”
أضاف: “إن انتخابكم وما رافقه من تأييد واسع من مجلس النواب يعكس الثقة التي اولتكم إياها الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، وهو ما تجلى في خطاب القسم التاريخي الذي وضعتم فيه أسس المرحلة المقبلة مؤكدين التزامكم بإعادة الثقة بلبنان وتثبيت ركائز الدولة وإعادة تشغيل المؤسسات الرسمية لتستعيد دورها الفاعل في خدمة المواطنين.”
وقال: “فخامة الرئيس، إن نشاطكم الدؤوب منذ تسلّمكم المسؤولية، يعكس تصميمكم على مواجهة التحديات، ووضع لبنان على سكة التعافي من خلال إعادة ترسيخ دور الدولة كحاضنة لجميع أبنائها، والعمل على تعزيز الإستقرار السياسي والأمني والإقتصادي، بما يضمن مستقبلا واعدًا للأجيال المقبلة. وإنّنا في المجلس العام الماروني، وبالتعاون مع كل القوى الوطنية المخلصة، نؤكد دعمنا لكل جهد صادق يسعى إلى إنقاذ الوطن وإعادة بناء الدولة على أسس العدالة والمساواة، ونضع إمكانياتنا في خدمة الأهداف الوطنية الكبرى التي تجمع اللبنانيين تحت راية الوحدة والتضامن. أما في ما يخص المجلس، فإنه لشرف كبير أن أتحدث أمامكم اليوم بإسم هذه المؤسسة العريقة التي تمثل أقدم جمعية علمانية في لبنان، والتي تفتخر بتاريخ طويل وعريق.”
وتابع: “في العام المقبل نحتفل بمرور 150 عامًا على تأسيس المجلس العام الماروني، وهو حدثٌ يعكس التفاني المستمر في خدمة المجتمع اللبناني. إن هذه السنوات الطويلة كانت مليئة بالعمل الجاد والعطاء المستمر لخدمة الوطن والمواطنين في كل المجالات، وقد استطاع المجلس أن يثبت نفسه كمؤسسة تعنى بمصلحة المجتمع اللبناني، وتعزز الروابط بين أفراده، وتعمل على تعزيز القيم الإنسانية والروحية. فمن خلال مبادراته المختلفة، يقوم المجلس العام الماروني بتقديم الدعم المادي والمعنوي للمجتمع، سواء من خلال الأنشطة الاجتماعية أو المشاريع الخدماتية التي نضعها في خدمة المواطنين. كما أننا نقدّم الخدمات الطبية المتنوعة من خلال مراكزنا الطبية: “مستوصف مار يوحنا” و”مركز إنماء بيروت للرعاية الصحية الأولية” الذي تُشرف على عمله وزارة الصحة العامة إشرافًا مباشرًا، والذي يقدّم خدمات صحية للمحتاجين، ويعزز الرعاية الصحية في المجتمع، وخاصة في هذه الأوقات التي يمر بها لبنان من صعوبات.”
وقال: “إن المجلس العام الماروني هو الدليل القاطع على أن العمل الإجتماعي والخيري لا يعرف حدودًا أو قيودًا، وهو يسعى دائمًا لتقديم يد العون لكل من يحتاج إليها، بغض النظر عن انتمائه أو خلفيته. نحن نؤمن بأن المجتمع اللبناني يحتاج إلى مزيد من التعاون بين مؤسساته المدنية والدينية والوطنية، وأن المجلس العام الماروني سيكون دائمًا في طليعة هذه المبادرات.”
وختم بالقول: “نحن على ثقة بأن مسيرتكم ستتكلل بالنجاح، بفضل إرادتكم الصلبة، ورؤيتكم الوطنية التي تضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار، وحرصكم على تفعيل دور الدولة ومؤسساتها، بما ينعكس إيجابًا على حياة اللبنانيين ويعيد لهم الأمل بمستقبل أكثر إزدهارًا. كما نتمنى لكم التوفيق في مهامكم الوطنية العظيمة، ونؤكد أننا سنكون دائمًا إلى جانبكم، ونعدكم بمواصلة دعمنا وتعاوننا معكم ومع كل مؤسسات الدولة، من أجل بناء لبنان قوي ومستقر يعمُّه الأمل والعدالة. وأود أن أقدم لكم التهاني بمناسبة عيد الفصح المجيد، الذي يحمل في طياته رسائل الأمل والتجدد والقيامة هو عيد الإيمان والرجاء ، ونحن نستلهم من هذه المناسبة العظيمة القوة والإيمان في قدرة لبنان على النهوض مجدّدًا من التحديات التي مر بها.”

 

رد الرئيس عون
ورد الرئيس عون بكلمة رحب فيها بالوفد وشاكرا اعضاءه على تهنئتهم وقال: “اننا نتطلع جميعا الى ان تكون الأيام المقبلة افضل على لبنان، وبتضامن جميع اللبنانيين سيتمكن لبنان من النهوض مجددا من كبوته. وهذا هو ملخص تاريخ لبنان على مر الأجيال، فبفضل إيمان شعبه به وإبداعه وارادته الصلبة، ترك لبنان بصمته على صفحات التاريخ كوطن يعرف كيف يقوم من أزماته.”
واعتبر رئيس الجمهورية انه “يكفي لنا ان نتطلع على ما حل بلبنان في الحقبة الأخيرة، لنجد انه لو لم يكن هناك لبنانيون مؤمنون بوطنهم وجذورهم، وذوي إرادة صلبة قائمة على الخلق والإبداع، لما بقي لبنان. والأزمات لا تدفعنا مطلقا الى الاستسلام بل تقوي عزيمتنا. وهذه بالنسبة إلينا مهمة مقدسة.”
ورأى الريس عون ان الدور الملقى على عاتقنا مع الحكومة هو العمل على إعادة الثقة بين المواطن ودولته كما بين لبنان والعالمين العربي والغربي، لاعادة وطننا الى الخريطة الدولية. والثقة تبنى بخطوات بدأت الحكومة بإتخاذها تباعا. والمسؤولية مشتركة بين جميع اللبنانيين للإفادة من الفرصة الذهبية التي امامنا من خلال دعم الدول العربية والغربية التي تنتظر منا خطوات تظهر للجميع اننا فعلا مصممون على بناء دولة العدالة والإستقرار لكي يقوموا بخطوات كبرى تجاهنا، فنحقق نهضة لبنان.”
واعتبر رئيس الجمهورية “ان الأمور تسير على السكة الصحيحة وهي بحاجة الى قليل من الصبر إضافة الى وعي أكبر وبعض التعالي عن بعض احقاد الماضي، لأن الأحقاد لا تبني دولا”، مكررا “ان المهمة ليست بمستحيلة ولو شابتها بعض الصعوبات خصوصا إذا ما صفت النيات، وإذا ما كانت الإرادة صلبة تجاه المصلحة العامة”، ومشددا على “ان المهمة الأساسية التي سيتم العمل عليها هي محاربة الفساد، وهي لا تعالج الا عبر خطوات جذرية في مقدمها وجود قضاء نزيه وصلب.”

النائب نجاة عون
واستقبل الرئيس عون النائب السيدة نجاة عون التي أوضحت بعد اللقاء ان البحث تناول موضوع الجفاف وإدارة المياه في البلاد، “واشرت الى ضرورة إعلان حالة طوارئ مائية لأن كمية المطر كانت قليلة ما سوف يؤثر على حياة الناس.”
أضافت “ان البحث مع رئيس الجمهورية تطرق أيضا الى مشروع “أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار” المقرر تشييد مقرها في بلدة الدامور، حيث قدمت البلدية قطعة أرض مساحتها 60 الف متر مربع ولم يبدأ البناء بعد، الأمر الذي يفرض تفعيل هذا المشروع لا سيما مع وجود رئيس للجمهورية يضع الملف على الطريق الصحيح.”