Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر January 17, 2017
A A A
الرئيس المدمن على “البوكر” والذي حوّل مقر رئاسته إلى كازينو!
الكاتب: العربية.نت

من غرائب الرؤساء الأميركيين، واحدة تخص رئيسا كان مدمنا على القمار، وعلى لعبة Poker بالذات يمارسها مع مقامرين مثله مرتين أسبوعيا كمعدل داخل البيت الأبيض، وهو Warren Harding الذي توفي في 1923 بعد 882 يوما من بدء ولايته، واشتهر بمراهنته على طقم صحون بورسلان صيني نادر كان في البيت الأبيض وخسره بالقمار، لأن أوراق خصمه كانت أقوى من أوراقه، فخرج الخصم غانما ما كاد يصبح كنزا لورثته، لولا أنهم استعادوا بالقانون “ملكية عامة” ربحها بالبوكر.
هاردينغ الذي كان معروفا بقدم هي أضخم من قدم كل رئيس أميركي للآن، واعتاد انتعال حذاء قياسه 14 في أميركا، المعادل لقياس 48.5 بأوروبا، كان الأول بأشياء كثيرة بين الرؤساء، برغم مدة رئاسته القصيرة، لوفاته فجأة قبل إكمالها، فهو أول من صوتت له المرأة بعد منحها الحق في 1920 بالتصويت، وأول من تمت بعهده إذاعة نتيجة التصويت عبر الراديو، وأول من اعتلى سيارة ليحيي المهنئين يوم تنصيبه، وأول من كان عضوا بالكونغرس وتم انتخابه، وأول رئيس أطلقوا اسمه على دورة ألعاب للغولف التي كان يمارسها مرتين بالأسبوع كهواية، وكل هذه “الأوائل” وغيرها، واردة بسيرته الذاتية، إضافة إلى الأهم والبارز أكثر.

الرئيس ووزراؤه المقامرون معه.. حتى الفجر
الأهم والبارز أكثر في حياة وارن هاردينغ الرئاسية، كان إدمانه على المقامرة، إلى درجة أن الصحافة وغيرها أطلقت اسم Poker Cabinet على إدارته المكونة من وزراء ومستشارين ومساعدين، وفقا لما قرأت “العربية.نت” بسيرته، المتضمنة أن “إدارة البوكر” كانت تضم أيضا مجموعة من المدمنين على القمار مثله، وبينهم “وزير الحرب” وقتها John W. Weeks والمدعي العام الأميركي Harry M. Daugherty إضافة إلى وزير الداخلية Albert B. Fall ممن كانت “جلستهم” بواقع مرتين في الأسبوع داخل البيت الأبيض، وتستمر أحيانا حتى مطلع الفجر.
ويبدو أن أحد المقامرين، أو ربما هاردينغ نفسه، طمع بشيء يملكه مقامر آخر غير المال أثناء لعبة “بوكر” بإحدى الليالي، فاقترح أن يكون ما طمع به رهانا، كحصان مثلا أو سيارة مقابل طقم صحون بورسلان صينية نادرة كان في البيت الأبيض، المعتاد للآن على تقليد يقضي بأن يقتني كل رئيس جديد أدوات مطبخه بنفسه، له ولضيوفه، كي لا يستخدم ما كان يأكل به سلفه، وأهم ما يشتريه هو ما يسمونه White House China كمصطلح عن طقم صحون وفناجين قهوة وشاي من البورسلان الصيني، إضافة إلى كريستاليات من كؤوس وغيرها، توضع فيما بعد باسم من اقتناها في متحف البيت الأبيض، لندرتها وغلاء ثمنها، كما لإغناء ذكراه.

كما يفعل ترامب هذه الأيام
وفي زمن الرئيس هاردينغ كان طقم نادر، اقتناه في 1892 سلفه الرئيس الأسبق Benjamin Harrison الراحل في 1901 بعمر 68 سنة، وكان حفيدا للرئيس ويليام هاري هاريسون، ورئيسا من 1889 لأربع سنوات عن الحزب الجمهوري، وأوصى محترف Tressemanes & Vogt الشهير في فرنسا بصنع صحون وفناجين من البورسلان الصيني يدويا، وهو طقم تنشر “العربية.نت” أدناه، صور لأطباقه التي ضاعت بالقمار، ثم استعادوها بالقانون من غانمها بالبوكر، ووضعوها في “متحف البيت الأبيض” باسم مقتنيها.
كلبه الذي نراه في الصورة أعلاه، كان اسمه Loddie Boy ودربه بحيث يأتيه صباح كل يوم بجريدة كان معتادا على مطالعتها، وكان هاردينغ الذي اعتاد على مد يده والإشارة بأصبعه إلى الأمام، كما دونالد ترامب هذه الأيام، يرد له “الخدمات” بحفل عيد ميلاد يقيمه له مع التوابع الضرورية من حلوى وزركشات للزينة وغيرها كل عام في البيت الأبيض الذي تحول إلى ما يشبه كازينو. مع ذلك، كان هاردينغ محبوبا للأميركيين، ويرونه طريفا وظريفا.

وحدث ما لم يكن بالحسبان وهي تقرأ له الجريدة
وكان هاردينغ من نوع متطيّر بعض الشيء، فحين زار ولاية “ألاسكا” الأميركية، المجاورة لحدود الغرب الكندي، حمل معه تابوتا، لأن زوجتهKling Florence التي لم تنجب وتبدو معه في صورة أدناه، كانت مريضة، وفي الوقت نفسه رغبت بالسفر معه إلى الولاية للترويح عن نفسها، وفق مطالعة “العربية.نت” لبعض تصرفاته الغريبة، فحمل التابوت ليعيدها به إلى واشنطن فيما لو توفيت، لكنها بقيت حية وهو الذي سبقها فيما بعد إلى المثوى الأخير.
كان مستلقيا ليلة 2 آب 1923 على السرير، ويعاني من بقايا حمى أنهكته لأيام خلت، وزوجته جالسة قربه تقرأ له مقالا عنه بصحيفة Saturday Evening Post في بيت كانا فيه بمدينة سان فرانسيسكو، بولاية كاليفورنيا، وفجأة انهار بنزيف داهمه بالدماغ، وتوفي على أثره بعمر 57 سنة و273 يوما، ونقلوا جثته بالقطار إلى واشنطن، وقدّروا في الصحف أن 9 ملايين وقفوا صمتا على مراحل كلما مر القطار ببلداتهم ومدنهم، حزنا على رجل كانت له عشيقة اسمها Nan Britton تركت له قبل وفاتها في 1991 طفلة توفيت قبل 11 سنة، وقال مرة: “يبدو أني رئيس منذ 20 سنة” في إشارة إلى أن المنصب أتعبه، وهو الذي ذاق طعمه، مرا وحلوا، لعامين و5 أشهر فقط.