Beirut weather 20.77 ° C
تاريخ النشر September 27, 2023
A A A
الرئاسة مؤجّلة بسبب حمولة الموارنة الزائدة!
الكاتب: نورما أبو زيد - بالوسط

منذ التحلّل الكبير الذي أصاب الدولة، يشبه لبنان تلميذاً مشاغباً يجلس على آخر طاولة في زاوية الصفّ، لا يهتم أساتذته لأمره إلاّ عندما تتسبّب مشاغبته بأذى لأحد زملائه، وهذه الواقعة الواقعية، تقول إنّ حركة الموفدين الخارجيين مضيعة للوقت لأنّ أمرين على صلة بالداخل اللبناني، يتقدّمان على الاستحقاق الرئاسي بالنسبة للخارج:

ـ الأمر الأوّل هو أمن إسرائيل وقد تأمّن جزئياً عبر الترسيم البحري، وتنتظر بيروت وصول كبير مستشاري أمن الطاقة الساحر الساخر عاموس هوكستين مطلع الشهر المقبل لمعرفة “ما يرسمه” للبر.

ـ الأمر الثاني هو أمن أوروبا من موجات هجرة سورية عبر البحر، تؤمّنه سياسة طأطأة الرؤوس اللبنانية أمام “ما ترسمه” الأمم، إلى حدّ تعقّب الهاربين في المياه الإقليمية وإعادتهم قسراً إلى البرّ اللبناني.

فطالما أنّ “الأمنين” مؤمّنان، لا يهم الأستاذ الأوروبي وأستاذه الأميركي، إذا رسب تلامذة البرلمان اللبناني كلّ دورة انتخابية في مادة الانتخابات الرئاسية، ولسان حال هذا الخارج يقول: “عالتكرار بيتعلّم الـ…”.
في موازاة اللامبالاة الخارجية بالراسب اللبناني، تبدو المنطقة موصولة على سلك كهربائي، حدّه الأوّل في طهران، وحدّه الثاني في واشنطن، وما بين الحدّين دول تتعرّض للسعات كهربائية وتحاول أن تنجو بنفسها خوفاً من التفحّم، وعليه احتمال التطبيع بين السعودية وإسرائيل وارد، واحتمال ربط النزاع على الجبهة السعودية ـ اليمنية وارد، واحتمال التوصّل إلى اتفاق نووي بين أميركا وإيران وارد، كما أنّ تعرّض كلّ هذه الملفات للسعة كهربائية وارد أيضاً، وبالتالي السباق في المنطقة الآن هو بين الحلّ والتأزّم، ولا يهمّ السباق الذي يخوضه الموارنة إلى قصر بعبدا، وما إخفاق اجتماع الـ 32 دقيقة في نيويورك، والذي تدنّت المشاركة فيه إلى مستوى سفراء ومستشارين، إلاّ إشارة واضحة بأنّ الخماسيّة لا تتعاطى مع الملفّ الرئاسي بجديّة، وأنّ المرشّحين الرئاسيين الجدد الذين أطلّوا علينا برؤوسهم من سلّة الموفد القطري، سيتسرّبون منها الواحد تلوَ الآخر، وبالتالي الرئاسة مؤجّلة إلاّ إذا قرّر أحد أقوياء الموارنة خفض حمولته الزائدة!