Beirut weather 26.41 ° C
تاريخ النشر January 6, 2024
A A A
الذكرى الثالثة لرحيل موسيقار الأكوان

 

في الذكرى الثالثة لرحيل الموسيقار الياس الرحباني كتب الباحث والناقد والكاتب تشارلي سميا:
أحببت يا الياس كل شيء حتى المرارة، عشقت كل شيء في كل العالم. المحبة المتفانية لكل بقاع الأرض وشعوبها بشتى أشكالهم ، أعراقهم وإختصاصاتهم. موسيقاك يا الياس مستوحاة من مسمار الباني، خريطة المهندس، إستشارة الطبيب ، تعليم الأستاذ، كفاح الأب ، أمومة الأم، جهد الفلاح، خيال الرسام، براءة الطفل، لوحات الطبيعة المرسومة بأنامل ربها، عاطفتك الامحدودة ودمعتك السخيّة، محبتك التي قابلت الشر بالخير. كل شخص في العالم يعطيك إنطباعاً مختلفاً لإصابتهم برصاصة موسيقاك التي إخترقت قلوبهم. عقولهم ووجدانهم. شكراً لك لأنك قبلت أن تعود إلى لبنان وهذا ما مكّننا من مواجهة الدول الأخرى لأننا في بلد يسوده الضعف منذ البداية، بوجودك تمكن لبنان من كسب قوة أسكتت الشرق والغرب معاً. فلبنان أصبح مقروناً بقوة ضاربة تُكسر تفوق الدول عليه في كل المجالات.. يا من هزم الغرب في عقر دارهم مراراً وتكراراً. يا مؤلفاً موسيقياً إجتاز حدود العالم والألوان الموسيقية جمعاء. يا موهبةً فنية عالمية لم يعرف لها مثيل. يا منافساً تحدى الكبار في مجالاتهم بحيث أصبحت كبير الكبار. يا مدرسة المدارس. يا مطلق النجوم. يا أب التسجيل الموسيقي…… يا مؤلفاً قدم التضحيات وعمل خادماً في الظل من أجل نجاح الغير. كل ما قدمته إلى لبنان من قيمة جبارة، ماذا أعطاك في المقابل؟؟؟؟؟. إسمحوا لي أن أغسل رجليه وأشرب المياه بعدها. لم ولن أنسى دخولي إستديوهاتك في النقاش منذ الصغر، وكيف كنت تهتم بي كوني عاشق لموسيقاك التي نخرت عظامي كالسرطان ودندنت رأسي منذ الصغر. إكتسبت منك الكثير من الثقافة الموسيقية والأهم الأخلاق التي غابت عن المجتمع. أيها الكريم، الرؤوف، العطوف، الأب والمتواضع. بماذا أكافيك وأرد لك جميلك؟. إذا قررت أن أسدد ديوني، سأبقى مديوناً إلى الأبد. أهانك لبنان يا الياس بعدما أوصلته للعالمية وصنعت كرامة لبلد الممسحة والمزلات بين حيتان العالم. الياس اشتغل كتير للبنان، بيستاهل منك يا لبنان نظرة إحترام، إذا كنت تملك إحترام، أقله ذكرى رحيله في كل سنة، إذا لم نقل أحقيته بالذكر أكثر بكثير من غيره في كل عام. ذكراك ستبقى إلى الأبد أستاذي الحبيب، أقول لك إلى اللقاء.