Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر July 22, 2016
A A A
الدمج بين الاجتماعي وطرابلس: مشروع وارد… ولكن مؤجّل
الكاتب: عبدالقادر سعد - الأخبار

تضم مدينة طرابلس عدداً كبيراً من أندية كرة القدم في درجات مختلفة، ففي الدرجة الأولى مثلاً هناك فريقان الاجتماعي وطرابلس. فهل يمكن أن نصل الى يوم يصبحان فيه فريقاً واحداً تحت مسمى يجمع الاثنين كالاجتماعي طرابلس مثلاً؟ سؤال يمكن طرحه في ظل كلام حول هذا الموضوع أثير في الفترة الماضية دون أن يتم الدخول في عمقه.

لطالما كانت مدينة طرابلس خزاناً لكرة القدم اللبنانية سواء على صعيد اللاعبين أو الحكام أو الإداريين. لاعبون كثيرون حفروا أسماءهم في سجلات اللعبة وجاؤوا من رحم أندية عريقة كالرياضة والأدب والاجتماعي قبل أن يولد في السنوات الأخيرة فريق جديد اسمه طرابلس.

هذا النادي الذي حمل قبل عشر سنوات اسم أولمبيك بيروت، انتقلت رخصته الى آل قمر الدين الذين أطلقوا عليه اسم مدينتهم وبدأوا مشواراً جديداً وصلوا معه الى إحراز كأس لبنان وتمثيل بلدهم في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي.

في الوقت عينه كان الاجتماعي يصعد الى الدرجة الأولى قبل عام بعد أن سبق وكان حاضراً فيها سابقاً ونجح في الوصول الى نصف نهائي كأس لبنان، قبل أن يخسر أمام النجمة الذي عاد وأحرز اللقب.

وإذا كان طرابلس حديث العهد في الكرة اللبنانية، فإن عمر الاجتماعي يبلغ ستين عاماً حيث تأسس عام 1956 وأصبح الفريق الأكثر جماهيرية في عاصمة الشمال، إذ أن جمهوره يعتبر الأكثر تعصباً والأكثر حماسة ومؤازرة لفريقه. ولعل المدرجات الممتلئة خلال مباريات الدوري وتفوّق الحضور الجماهيري للاجتماعي على فرق عريقة تملك قاعدة جماهيرية كبيرة، تؤكّد حجم جمهور “الأحمر” الآتي من صلب المناطق الفقيرة في طرابلس وتحديداً منطقة القبة.

كبارة: الطرح غير وارد حالياً لضيق الوقت لكنه ممكن جداً في المستقبل

هذا لا يعني أن طرابلس هو فريق “النخبة” ولا يملك جمهوراً. ففي السنتين الأخيرتين كان هناك جهد كبير من قبل المسؤولين الرياضيين في جمعية العزم والسعادة الاجتماعية وتحديداً مدير الرياضة فيها ظافر كبارة لإنشاء قاعدة جماهيرية للنادي، مستفيداً من عمل الجمعية الرياضي على صعيد الناشئة والمدارس. هذا الأمر ظهرت نتائجه في مباريات الفريق في الدوري وحتى في كأس الاتحاد الآسيوي، مع ارتفاع عدد السيدات والفتيات في الجمهور وتواجدهم في مباريات الفريق الخارجية تحديداً.

اليوم وفي ظلّ الأزمة المالية التي تعيشها الرياضة برز كلام جديد – قديم حول إمكانية دمج الفريقين. ومن الطبيعي أن يكون المسؤولون في جمعية العزم هم وراء الفكرة طالما أنهم يصرفون على الفريقين وهم الجهة الوحيدة التي تؤمن موازنتي الاجتماعي وطرابلس. فكان هناك كلام من بلال حمد مستشار الرئيس نجيب ميقاتي الى مقربين من أمين سر نادي الاجتماعي و”عرّابه” محمد النابلسي حول إمكانية دمج الفريقين. وترافق هذا الكلام مع آخر من رئيس نادي طرابلس وليد قمر الدين انطلاقاً من المعاناة في تأمين موازنة للفريق.
قمر الدين أشار في اتصال مع “الأخبار” إلى أن الدمج ممكن في حال كان مفيداً للفريقين ومدينة طرابلس. “لكن لا شك أن الدمج له معطيات وإيجابيات وسلبيات ويجب وضع دراسة معمّقة قبل الدخول في مشروع كهذا. صحيح أن وجود فريقين أو أكثر مفيدٌ أكثر للتنافس، لكن في بعض الأحيان تفرض ظروف معينة نفسها وتتطلّب توحّد الجهود. وأكرر أنه لا مانع لدي طالما أن المشروع فيه منفعة للاعبين ومدينة طرابلس”.

p20_20160722_pic2
يملك فريق الإجتماعي أكبر قاعدة جماهيرية في طرابلس

من جهته، اعتبر محمد النابلسي أن الدمج غير وارد فاسم الاجتماعي أكبر من أي نادٍ أو أي مشروع للاندماج وهو “إم الصبي” ويعود الى ستين عاماً. “كما أنه من مصلحة المدينة أن يكون هناك أكثر من فريق في الدرجة الأولى. وهذا حاصل في عهد الرئيس ميقاتي الذي يرعى الفريقين ونحن معه، لكن من الصعب إلغاء فريق على حساب آخر. فالدمج يعني أن أحد الفريقين سينسحب من الدرجة الأولى وبالتالي سيكون السؤال الأهم من هو الفريق الذي سينسحب الاجتماعي أم طرابلس؟ فهل يمكن أن ينسحب فريق عمره ستون عاماً ويبقى فريق عمره أقل من عشر سنوات. أضف الى ذلك أن القاعدة الجماهيرية الكروية هي للاجتماعي وبالتالي لا يمكن أن يقبل هذا الجمهور أن ينتهي فريقه ويطويه النسيان”.

النابلسي: لا للدمج ومن مصلحة طرابلس وجود أكثر من فريق لها في الدرجة الأولى

لكن ما هو رأي الجهة الداعمة للفريقين أي جمعية العزم؟
“الموضوع غير وارد حالياً رغم أن الفكرة طرحت مؤخراً. فمثل هذه الخطوة تحتاج الى عمل قبل أشهر على انطلاق الموسم”، يقول كبارة لـ “الأخبار”. إلا أن الموضوع قد يكون مفيداً لكرة القدم في طرابلس خصوصاً في ظل تراجع نوعية اللاعبين مقارنة بالسابق. وبالتالي “وانطلاقاً من السعي الى أن تكون مدينة طرابلس متقدمة رياضياً وتحديداً في كرة القدم قد يكون الدمج مشروعاً ناجحاً. فإذا أخذنا ترتيب الفريقين في الموسم الماضي نجد أن طرابلس احتلّ المركز السابع والاجتماعي في المركز التاسع، لكن مع اندماج الفريقين في فريق واحد حينها يمكن تحقيق نتائج أفضل ولم لا المنافسة على اللقب. لكن في الوقت الراهن لا يمكن تحقيق ذلك بسبب ضيق الوقت واقتراب انطلاق الموسم”.
موضوع الدمج قد لا يكون حديثاً، إذ طرح سابقاً مراراً وتحديداً مع فريق الريان وبيار كاخيا الذي قدم قبل سنوات فكرة توحيد المدينة تحت لواء فريق واحد يحمل اسم المدينة لأهداف تتعلّق بالعصب الجماهيري وأيضاً بنواح تسويقية. وحينها لقي قبولاً حتى من قبل المسؤولين في الاجتماعي قبل أن تعود وتغيب الفكرة، لكن حالياً ومع تزايد الضغوطات الاقتصادية قد يشهد الموسم المقبل اندماج كرة القدم الطرابلسية في الدرجة الأولى في فريق واحد يجمع قطبي اللعبة رغم صعوبة ذلك وحساسيته.
*