Beirut weather 16.41 ° C
تاريخ النشر December 15, 2024
A A A
الدمار كبير في القرى الحدودية والحاجة إلى تخطيط جديد
الكاتب: أحمد منصور - الأنباء الكويتية

يجمع أبناء البلدات الجنوبية على قدسية التمسك بأرضهم أيا تكن نتائج الحرب الإسرائيلية، التي هدفت إلى إفراغ القرى الحدودية من سكانها وتحويلها أرضا محروقة.

وفي موازاة حجم الدمار الكبير للقرى والبلدات، الذي يفوق كل تصور، يشدد الأهالي والفاعليات، على أنه رغم الآلام والجراح الكبيرة والتضحيات الجسام، تبقى الوحدة الوطنية أبلغ سلاح لمواجهة العدو الإسرائيلي.

تأتي بلدة دير ميماس في قضاء مرجعيون في مقدمة هذه البلدات، والتي تضم مختلف الطوائف المسيحية من الأرثوذكس المشرقيين والكاثوليك واللاتين والموارنة والبروتستانت، وهي جارة بلدات كفركلا والطيبة وبرج الملوك، وتقع في الجهة المقابلة لقلعة الشقيف، ونالت قسما كبيرا من الإعتداءات الإسرائيلية، وشهدت توغلًا في أطرافها للدبابت الإسرائيلية، وصولا إلى دير القديس ميما، الذي دخله جنود الإحتلال ودنسوه محتفلين بوجودهم فيه، في رسالة استفزاز وتأكيد على ان براثن العدوان لا تميز بين دين وآخر، بين مسلم ومسيحي..

وأكد رئيس بلدية دير ميماس د.جورج نكد توغل جنود الاحتلال في الأطراف الغربية للبلدة، «ثم تراجعوا بعد يومين وتمركزوا في تل النحاس».

وقال: «نحن لم نتقبل جنود الاحتلال في أطراف البلدة، وقد عرفنا مرارة الاحتلال الإسرائيلي، ونخشى ان يبقى في البلدة زارعا الخوف والرعب لدى الأهالي».

وأشار إلى أن نسبة عودة الأهالي إلى البلدة بلغت حوالي 30 بالمائة، «بسب عامل الخوف وعدم الاستقرار نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية، وعدم توافر مقومات الحياة من ماء وكهرباء. ونتابع مع مصلحة مياه لبنان الجنوبي ومجلس الجنوب لتأمين تشغيل بئر المياه، بعد تدمير أنظمة الطاقة الشمسية بالغارات الاسرائيلية. وقد حضرت إلى البلدة مع عائلتي لتشجيع الناس على العودة».

وتحدث عن حجم الدمار الذي طال المنازل الواقعة في أطراف البلدة جراء الغارات الإسرائيلية، وعن إصابة العديد من المنازل بالتصدع والأضرار.

وشدد على «أن موضوع الأرض مقدس بالنسبة إلى أبناء الجنوب عامة، وهم يتمسكون بجذورهم وبأرض الأجداد والأهل، على رغم كل التحديات والتضحيات والمخاطر. أعمل في مستشفى النجدة الشعبية في النبطية، وأتواجد اليوم بين أهلي، لأن الأرض غالية علينا. وعلى رغم ان دير ميماس من البلدات التي يحذر الاحتلال من العودة اليها، إلا ان الاهالي لم يخافوا وكسروا الإرادة الاسرائيلية».

وختم: «ننتظر بفارغ الصبر انتشار الجيش اللبناني في الجنوب لحفظ الأمن». ولفت إلى «همجية الاحتلال في تدمير القرى التي يريدونها أرضا ممسوحة، كي لا يعود اليها سكانها بسهولة».

رئيس بلدية طيرحرفا في قضاء صور قاسم حيدر، أشار إلى «ان حجم الدمار في البلدة يبلغ 85 بالمائة، ناهيك عن التعمد في جرف الطرقات والبنى التحتية من كهرباء ومياه وأعمال تخريب وجرف مساحات واسعة من الأراضي وحقول الزيتون المعمر».

وقال: «لم يتركوا شيئا في البلدة إلا ووضعوا بصماتهم الحاقدة عليه. وقد تجلت الهمجية الإسرائيلية بتصوير عملية تدمير مسجد البلدة بجرافة إسرائيلية، وقد عملوا على نشر شريط الفيديو، وهم يتباهون بهدم أماكن العبادة. وجرفوا أيضا الساحة العامة للبلدة، وصبوا حقدهم في أنحاء البلدة وغيروا معالمها في شكل كامل، حتى بتنا بحاجة إلى إعادة تخطيط للعقارات والطرقات والأراضي».

وأشار إلى «ان إعادة إعمار البلدة تتطلب سنوات طويلة، والحياة مستحيلة فيها في ظل عدم توافر مقومات العيش، فنحن لا نأمن للعدو بسبب خروقاته اليومية واستمرار تنفيذه لمسلسل المجازر المتنقلة».

وتحدث حيدر «عن أضرار نفسية لدى اهالي ألبلدة من خلال حجم الأضرار»، وأضاف «نحن بصدد العودة إلى البلدة بعد انتشار الجيش اللبناني».

وشدد على «التمسك بالتنوع والوحدة الوطنية والعيش المشترك في جنوب لبنان، الذي نعتبره نوعا من المقاومة»، معتبرا «ان سلاح الوحدة الوطنية والعيش المشترك أقوى سلاح في مواجهة العدو الإسرائيلي».

وفي هذا الصدد قال رئيس بلدية الناقورة عباس عواضة: «دمروا كل مقومات الحياة في الناقورة ومعظم القرى الحدودية، من دور عبادة ومرافق عامة»، مؤكدا «انها حرب إبادة للبشر والحجر معا».

وأضاف: «بلدتنا تحت الاحتلال، ونحن في انتظار دخول الجيش اللبناني بعد انسحاب الاحتلال».

وقدر رئيس البلدية حجم الدمار في الناقورة بحدود 60 بالمائة، مؤكدا «ان الواقع على الأرض، يظهر بوضوح الدمار الذي تعرضت له الناقورة ومنازلها».

وأشار إلى ان البلدية وضعت خطة للعودة عبر فتح الطرقات وتأمين الناس، وأنها تجري اتصالات مع الفنادق الموجودة في المنطقة والبلدة، لتأمين الأهالي في شكل مؤقت، الأهالي المتضررة بيوتهم وغير الصالحة للسكن.