Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر April 16, 2018
A A A
الدائرة الثالثة شمالا: السنّة يتحررون.. والشيعة ملتزمون…
الكاتب: حسناء سعادة - سفير الشمال

يمكن القول أن المعركة الانتخابية في دائرة الشمال الثالثة هي الاصعب، كما يمكن تسميتها المعركة غير الرسمية لرئاسة الجمهورية، كونها تضم اربعة مرشحين طامحين للتربع على كرسي الرئاسة في بعبدا وهم: سليمان فرنجيه، سمير جعجع، جبران باسيل وبطرس حرب، لذا فان الصوت محسوب في هذه الدائرة على الورقة والقلم، وكل الاحزاب والشخصيات المرشحة للانتخابات النيابية فيها تخوض معركتها بانتباه تام وبهندسة مدروسة لتوزيع الاصوات التفضيلية وتأمين اكبر عدد ممكن من هذه الاصوات، ما يدفع الى التطلع نحو الناخبين الشيعة والسنة في هذه الدائرة كون لا مقاعد نيابية لهاتين الطائفتين في دائرة تضم اكبر عدد نواب مسيحيين وبالامكان من خلالها تحديد حجم كل فريق على الساحة المسيحية.

وفيما يتطلع سليمان فرنجيه رئيس تيار المرده لتوسيع كتلته النيابية والابقاء على مقاعده الثلاثة يعمل حزب القوات جاهداً للحفاظ على مقاعده الاربعة في الدائرة، فيما يتطلع النائب بطرس حرب الى المحافظة على مقعده والفوز بعدد كبير من الاصوات التفضيلية، في حين يحاول جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر الفوز اقله بمقعدين في هذه الدائرة بعدما خذلته البترون لعدة مرات في الانتخابات السابقة ولم يتمكن من الحصول على النمرة الزرقاء، ما اعتبر ممسكا عليه من قبل اخصامه السياسيين، لذلك يسعى الى تصفية حساباته معهم من خلال فوز ساحق يسعى جاهدا اليه ومسخرا له كل الامكانيات.

لمن ستذهب اصوات الناخبين السنة والشيعة في هذه الدائرة؟ سؤال يجيب عليه أحد الباحثين في الشأن الانتخابي، فيؤكد ان “اصوات الشيعة في هذه الدائرة لن تصب في مصلحة باسيل لاسيما بعد الذي حصل في بلدة محمرش البترونية حيث اطلق على رئيس مجلس النواب نبيه بري في احدى جولاته الانتخابية فيها صفة “البلطجي”، فيما من المتوقع ان يصوت شيعة الكورة والذين يبلغ عددهم 1200 ناخبا لتيار المرده عبر مرشحه فايز غصن او للمرشح القومي سليم سعادة، فيما اصوات السنة والتي تبلغ نحو 22 الف ناخب في الدائرة فستكون مقسمة ما بين المرده الذي يبدو انه سينال حصة الاسد منها وبين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وان بنسبة أقل”.

ويؤكد الباحث أن سنّة الكورة، وبعد عزوف نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري عن الترشيح والذي كان يشكل الضابط لايقاع هؤلاء، باتوا اقرب الى فرنجيه لاسيما بعد ان تم ترشيحه من قبل الرئيس سعد الحريري الى الانتخابات الرئاسية قبل ان يتبنى ترشيح العماد عون، ما كسر حدة الاصطفافات التي انبثقت عن عملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري واعادت الامور الى نصابها الصحيح حيث كان هؤلاء الاقرب الى فرنجيه تاريخيا وبلدة بتوراتيج الكورانية أكبر دليل حيث كان يحصد فيها فرنجيه اكبر نسبة من الاصوات.

اما بالنسبة الى سنة قضاء زغرتا والذي يقترع منهم نحو 6 الاف ناخب فهم يتوزعون الولاء بين الرئيس نجيب ميقاتي والرئيس سعد الحريري والوزير السابق فيصل كرامي والذي اعلن بكل وضوح انه اوعز الى مؤيديه للافتراع للائحة فرنجيه فيما تلعب الصداقة المتينة القائمة بين ميقاتي وفرنجيه دورا في صب اصوات مؤيديه له، في حين يبدو ان الرئيس الحريري ترك الحرية لمؤيديه في هذا القضاء لاختيار من يرونه مناسبا ما اراح فرنجيه أيضا في هذا الاطار.

فرنجيه الذي يبدو مرتاحا لأصواته في الدائرة الثالثة يتطلع الى اصوات المغتربين حيث توجه لهم عبر “تويتر”، قائلاً: “نشكر المغتربين الذين تسجلوا للاقتراع في 27 و29 نيسان. نقول لهم لا تدعوا من يستلم مقدرات الدولة في الاغتراب ويعمل لمصلحته يجد أي ثغرة تمنعكم من الاقتراع ليستغلها ضدنا. تأكدوا من الوثائق للإدلاء بصوتكم. ونتمنى على من لم يستطع تسجيل إسمه القدوم إلى لبنان للمشاركة في الانتخابات.