Beirut weather 14.41 ° C
تاريخ النشر March 20, 2024
A A A
“الخيار الثالث”.. و”الكلمة الضائعة”!
الكاتب: مرسال الترس - موقع "الجريدة"

منذ الجلسة الانتخابية الرئاسية في مجلس النواب، في الرابع عشر من حزيران الماضي، والتي دارت رحاها بين رئيس تيار “المرده” سليمان فرنجيه والوزير السابق جهاد أزعور، لا تنفك قوى “المعارضة”، وبخاصة منها الاحزاب والتيارات المسيحية، على التداول بعبارة “الخيار الثالث” الذي يبقى منذ ذلك الوقت في مهب الريح، من دون أن تجرؤ أي جهة ناخبة في المجلس النيابي على رسم ملامح هذه “الشخصية الوهمية” التي باتت أقرب إلى “حكاية راجح”.

ففي حين يعلّق بعض الأفرقاء آمالاً كبار على التحرك المستجد لسفراء دول مجموعة “الخماسية”، بأنهم قد يستطيعون “أن يشيلوا اسم الرئيس العتيد من بئر الفراغ” المتحكم بقصر بعبدا منذ ستة عشر شهراً، فإن السفراء أنفسهم أكدوا في أكثر من مناسبة وموقف أنهم يركزون في تحركهم، السابق والحالي، على “حض الأفرقاء اللبنانيين على استعجال إنهاء أزمة الفراغ الرئاسي”، وأن “هدفهم المحوري هو الوصول إلى تشكيل وجهة نظر متقاربة لدى الجميع وأرضية مشتركة، من دون أن يحاولوا الدخول في الأسماء او الترشيحات: لا أول ولا ثانٍ ولا ثالث”.

وفي وقت يتداول فيه الإعلام اللبناني والخارجي بأكثر من نقطة خلاف بالرأي بين أعضاء اللجنة أنفسهم، والذي تُرجم بفرملة الوساطة التي حرق الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان سلسلة من الزيارات وعشرات اللقاءات في بيروت من أجل بلورتها من دون نتيجة، حتى أن بعض الجهات تُصّر على أنه علّقها على جدار الانتظار من دون تواريخ محددة، فإن الموفدين من دولة قطر يفضلون التحرّك بعيداً عن الأضواء حتى لا يصيبهم ما أصاب الفرنسيين.

هذا في ما يتعلق بالخارج. أما في ما يعود إلى الداخل، فحدّث ولا حرج، فها هو حزب “القوات اللبنانية” ورئيسه سمير جعجع قد أعلن في أكثر من مناسبة أنه لن يُقدم على تسمية أي مرشح قبل إعلان “حزب الله” تخليه عن دعم ترشيح فرنجيه، في وقت يتحدّث فيه عن دعم ترشيح أزعور بالتورية، بعدما تقاطع على أسمه مع “التيار الوطني الحر” وآخرين، وأنه يتحفّظ على دعم ترشيح العميد المتقاعد جورج خوري ارتباطاً بكونه كان مديراً لمكتب مخابرات الجيش اللبناني في صربا عند تفجير كنيسة سيدة النجاة في العام 1994 الذي أفضى لتوقيف سمير جعجع آنذاك.
وبين هذا وذاك، تفتح معراب معركة مع عين التينة، ملقية باللائمة على الذين يقترحون الأسماء ويسربونها في وسائل الإعلام فقط لحرقها، وصولاً إلى حد توصيف الرئيس بري بأنه أفضلBabysitter، وغامزاً بذلك من نتائج حركة “تكتل الاعتدال”.
ويؤكد أكثر من مصدر أن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، يُفضل وصول المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري إلى رئاسة الجمهورية وليس جورج خوري.
أين هو إذاً “الخيار الثالث” إزاء هذه المعمعة، فيما يردد الحزب “التقدمي الإشتراكي” إن “المهم هو إيجاد أرضية للخروج من هذا المُستنقع”! في وقت يأسف فيه حزب الكتائب أنه لا يمكن الإتيان برئيس Point mort.
من هنا، أين هي “الكلمة الضائعة” التي تفتش عنها “المعارضة” في هذه اللعبة الوهمية التي إسمها “الخيار الثالث”؟