Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر July 15, 2023
A A A
“الخماسية” ستطلب من لودريان نقل خلاصة موحدة إلى بيروت
الكاتب: رضوان عقيل - النهار

علّق الافرقاء اللبنانيون شريط خلافاتهم في شأن الانتخابات الرئاسية بعدما سلّموا بأنهم لا يملكون مفاتيح الخروج من نفق الشغور حيث يستمرون في تكرار مواقف الرفض والقبول والابقاء على كل الخلافات في انتظار ما سيحمله الموفد الفرنسي جان – إيف لودريان في محطته المقبلة الى بيروت. وماذا لو لم يأتِ بطرح جديد يساعد على تفكيك التعقيدات و”الفيتوات” المتبادلة بين الكتل النيابية؟ واي حوار يمكن اطلاقه اذا بقيت الامور على حالها وسط كل هذه المراوحة تحت وقْع سيف الوقت الضاغط على الجميع وتهديد استمرارية عمل المؤسسات التي ستتخبط اكثر اذا استمر التعاطي على هذا المنوال السياسي غير المنتج رغم كل التحديات التي تهدد البلد؟

قبل ان يحل لودريان في بيروت يسارع الافرقاء الى تذكيره بين مؤيد للقاء على طاولة الحوار وآخرين لا يريدون تكرار هذه التجربة على اساس ان المكان الاسلم يكون في البرلمان والخوض في جلسات مفتوحة الى حين انتخاب رئيس. وهذا ما تقوله “القوات اللبنانية”، رغم وطأة المعادلة السلبية التي تتحكم بالكتل وتصفية الحسابات في ما بينها. ولم يظهر حتى الآن ان باريس قد اعلنت تخلّيها عن تأييد المرشح سليمان فرنجيه رغم كل المساحة النيابية من الاعتراض على تبنّي اسمه في ظل تمسك ثنائي حركة “أمل” و”حزب الله” بالاستمرار في دعمه ومحاولة ايصاله الى سدة الرئاسة الاولى. وكان السيد حسن نصرالله شديد الوضوح والتفسير في اطلالته الاخيرة عندما تحدث عن ضمانة المواصفات في شخصية المرشح ليكرر ان ما يفضله من خيارات يتمتع بها فرنجيه الذي يرى فيه صورة عن الرئيسين السابقين اميل لحود وميشال عون، علماً ان زعيم “تيار المرده” يرفض ولا يوافق على اداء سياسات عون وكل ما فعله على مدار سنوات ولايته. وأراد نصرالله ان يقطع الطريق على رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل بعد عودة الحرارة بينهما في الاسبوعين الاخيرين، اذا كان الثاني يفكر بأسماء يمكنه ان يقنع الحزب بها بعد التأكد من ان فرنجيه اصبح خارج السباق الرئاسي نهائياً. وفي انتظار ما سيخلص اليه لودريان في اجتماع المجموعة الخماسية في الدوحة الاثنين المقبل بعد زيارته الرياض وتشريح انتخابات الرئاسة اللبنانية المعطلة على طاولة المستشار في الامانة العامة لمجلس الوزراء السعودي نزار بن سلمان العلولا، والتي يفترض ان يكون الديبلوماسي الفرنسي توصل الى جملة من المعطيات في صددها على ان يعود بها الى باريس ليضع الرئيس ايمانويل ماكرون في حصيلتها ثم يحضر الى بيروت قبل نهاية تموز الجاري. وعند عقد اي اجتماع بين مسؤولين من الرياض وباريس تحضر المصالح الاقتصادية على طاولة البحث، مع ملاحظة ان الاخيرة لن توفر فرصة في توسعة اعمال شركاتها الكبرى العاملة في النفط وغيره من القطاعات، حيث ان اول ما يهم الفرنسيين هو خلق مساحات اكبر من الاستثمارات لبلادهم.

ويبدو انه لم يحدث اي خرق في موقف الرياض من حيث اجراء تبديل في رؤيتها حيال انتخابات الرئاسة وهي ما زالت في مرحلة الاستطلاع، مع تشديدها على أنها لن تعرقل الاستحقاق وتحترم رغبة ما تختاره الكتل النيابية. وقد اشارت بطريقة غير مباشرة الى أنها لن تتدخل في خيارات النواب السنّة الذين يتأثرون بمناخها السياسي. وكانت ثمة اشارة سعودية الى أن من الافضل لـ”الخماسية” ان تخرج بموقف واحد بدل ان يكون لكل عاصمة رأيها الخاص في المجموعة التي بدأت عضويتها في نيويورك بثالوث اميركي – فرنسي -سعودي، لتصبح خماسية بانضمام قطر ومصر الى صفوفها. وينقل ديبلوماسيون ان لا فائدة من عدم التقاء “الخماسية” على رؤية واحدة حيال ملف الرئاسة اللبنانية وتشعباتها المعقدة ومساعدة الكتل النيابية بالفعل على انتخاب رئيس لبلاد تتجه نحو مزيد من الازمات على انواعها، والتي لم يكن ينقصها إلا تقرير البرلمان الاوروبي وتضاعف اعباء النازحين السوريين على طول الاراضي اللبنانية.

وبات من المؤكد ان الموقف السعودي – القطري ثابت ومتماسك من حيث التعاطي مع الانتخابات الرئاسية ولو كانت الدوحة تبدي اشارات واضحة الى تفضيلها انتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون. ولا يزال قائد المؤسسة العسكرية يلقى قبولا عند المصريين الذين ينشغلون اليوم بمتابعة ملف حرب السودان على حدودهم.

ويبقى ان لودريان لا يقدر على فرض رؤية باريس على اعضاء المجموعة والتسليم بها، حيث سيسمع في الدوحة بطلب حمل خلاصة موحدة الى بيروت ليضعها في ايدي الافرقاء في لبنان وتسويقها رغم كل الحواجز التي تعترض مهمته.