Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر July 14, 2018
A A A
“الخان الأحمر”.. صراع الأمتار الأخيرة لحماية مشروع الدولة الفلسطينية
الكاتب: الحياة

تحوَّل «الخان الأحمر»، التجمع البدوي المهدد بالهدم، إلى «قبلة» للفلسطينيين، يؤمّها يومياً مئات النشطاء والسياسيين ورجال الدين والاقتصاديين والطلاب، الذين يتدفقون من مختلف مناطق الضفة الغربية، في محاولة لصد عملية الهدم المزمعة ووقفها، كونهم يرون فيها هدماً لآخر مقومات الدولة الفلسطينية.
ويقع «الخان الأحمر» في منطقة حساسة وسط الضفة الغربية، بين مدينتي القدس غرباً وأريحا شرقاً، ومدينتي رام الله شمالاً وبيت لحم والخليل جنوباً.
وأعلنت السلطات الإسرائيلية قبل سنوات، مشروعاً استيطانياً واسعاً في هذه المنطقة يسمى «إي-1». ورأى الفلسطينيون فيه نهاية مشروع الدولة المستقلة لأنه يقطع التواصل بين أراضي الضفة الغربية، إذ يفصل بين وسط الضفة وجنوبها، ويربط الامتداد الاستيطاني في القدس بالامتداد الاستيطاني في أريحا والبحر الميت.
وسعت السلطات الإسرائيلية في العقد الأخير إلى محاولة إزالة «الخان» الذي يعد واحداً من أبرز التجمعات البدوية في هذه المنطقة، ويعيق وجوده المخطط الاستيطاني المذكور.
وقال محمود أبو داهوك، أحد سكان التجمع، إن السلطات الإسرائيلية بدأت الضغط عليهم للمغادرة منذ 13 سنة. وأضاف: «مورست علينا خلال هذه السنوات ضغوط كثيرة لكي نرحل ونترك منازلنا، لكننا واجهناها وبقينا في أرضنا».
وأقامت السلطات الإسرائيلية تجمعاً بديلاً لسكان الخان، يتكون من بيوت متنقلة حديثة، في موقع بديل، لكنهم رفضوا بشدة الانتقال إليه.
وبعد نفاد أساليب الترغيب والترهيب، لجأت السلطات إلى السلاح الأخير وهو الهدم، فأصدرت قراراً يقضي بهدم التجمع وترحيل أصحابه إلى الموقع الجديد. وأيدت محكمة العدل العليا الإسرائيلية هذا القرار، لكنها طلبت تأجيل الهدم إلى حين البت في وثائق ملكية جديدة قدمها أصحاب الأرض المقام عليها التجمع.
وفيما أخذت السلطات الإسرائيلية تحشد قواتها على الأرض استعداداً لتنفيذ القرار، أخذ الفلسطينيون يحشدون كل عناصر القوة لمواجهته. ويتداعى يومياً إلى التجمع ديبلوماسيون غربيون يعارضون قرار الهدم والاستيطان ويرون فيه نهاية للمشروع السياسي في المنطقة، ورجال دين ونشطاء وساسة ومؤسسات وجميعات وقوى سياسية.
وفي خطوات رمزية ذات دلائل سياسية، عقدت حركة «فتح» مساء الخميس- الجمعة جلسة مجلسها الثوري في التجمع، تبعه مؤتمر للأديان في حضور رجال دين مسيحيين ومسلمين من الأراضي المقدسة. وتقام صلاة الجمعة، كل أسبوع، في التجمع بمشاركة متضامنين يأتون من المناطق المختلفة، ويجري نقلها عبر محطة التلفزيون الرسمية. وأعلن وزير الحكم المحلي أيضاً تصنيف التجمع قرية، وقرر إقامة مجلس محلي لإدارته.
وقال أمين سر المجلس الثوري لـ «فتح» ماجد فتياني، في كلمة افتتح بها اجتماع المجلس، إن «هدم التجمع سيشكل آخر مسمار في نعش العملية السلمية، والشرارة التي ستفجر المواجهة المقبلة».
وشدد رئيس «هيئة مقاومة الجدار والاستيطان» وليد عساف على أن الفلسطينيين لن يسمحوا بتكرار مأساة التهجير والترحيل التي تعرضوا لها في النكبة والنكسة. وأضاف: «لن يتكرر الترحيل الذي تعرضت له قرى اللطرون الثلاثة إبان حرب العام 1967 (بيت نوبا ويالو وعمواس)».
ووجه راعي الطائفة الأرثوذكسية في مدينة رام الله، عضو المجلس الوطني الأب إلياس عواد، دعوة إلى مسيحيي العالم الغربي للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مقاومة طغيان الاحتلال والاستيطان.
وقال منسق حملة إنقاذ «الخان الأحمر» عبدالله أبو رحمة إن «معركة الخان تمثل اليوم معركة المشروع الوطني الفلسطيني». وأضاف: «سنبقى في الخان الأحمر وسنواصل الفعاليات والحشد، فهذه أرضنا ولن نرحل منها، سنبقى وسنبني».