Beirut weather 12.41 ° C 21 Mar 2025 - 07:33:13
تاريخ النشر February 7, 2025
A A A
“الخامس” يفسد الطبخة الحكومية وجنبلاط يتوسط
الكاتب: رواند بو ضرغم

كتبت رواند بو ضرغم في “لبنان الكبير”

طالما أن الرئيس المكلف نواف سلام رفع إسم لميا مبيض وزيرة للتنمية الادارية عنواناً لتحدي رئيس مجلس النواب نبيه بري، فلن تُشكل حكومة الى حين تراجع سلام عن منطق الفرض والتحدي. وما عجز عنه الغرب بإخضاع الثنائي الشيعي، لن يحققه مَن تعهَّد بوحدة المعايير وخلص الى تشكيلة “أصدقاء الغربة” وحكومة إقصاء كتل نيابية كبيرة (كتكتل “لبنان القوي” و”الاعتدال”) عن المقاعد الوزارية لصالح الكتل الصغيرة وإسناد الحقائب الأساسية لها (كـ “الكتائب”)، وفرض “كلنا إرادة” على المكونات السياسية بحصة وزارية وازنة من الحقائب السيادية والأساسية، من غير أن يكون لها ممثلون في المجلس النيابي.

وما ضمره الرئيس نواف سلام من تحدٍّ مواربةً، أظهره النائب مارك ضو بالمباشر على قاعدة “تُعرف أسرارهم من صغارهم”، بالقول حيناً “خامس ما في، ما في خامس” وبالحديث من منطلق شمولي حيناً آخر قائلاً: “لا اعتذار مستمرين، وإذا نسيتو لا خامس”. مع الاشارة الى أن ضو يتنقل في أروقة مجلس النواب ويدّعي مستقوياً بالأميركيين أن العهد عهده وفريقه حكم البلاد، إذ أنهى “حزب الله” العسكري وسيُقصي “حزب الله” السياسي عن الحكومة.

كل ما يضمره مدّعو السيادة ومرتهنو الواقع، كما يصفهم مصدر سياسي بارز، لن يقدموا أو يؤخروا ولن يصلوا سوى الى التوترات الداخلية والتأزمات السياسية، ولن يفرضوا في السياسة ما عجزوا عنه في الميدان، إذ إن تضحيات المقاومين وكتلة نيابية كاملة بأصوات تفضيلية تفوق كل الكتل النيابية، لن تلغيها أي مؤامرات خارجية وأي مرتهن داخلي.

وتقول معلومات موقع “لبنان الكبير”، إن منطق الفرض الذي حاول إرساءه الرئيس سلام، رفضه رئيس الجمهورية جوزاف عون على اعتبار أنه مقتنع بأن منطق فرض لميا مبيض لن يمرّ على الرئيس بري، وطلب أن يجري اقتراح أسماء أخرى، الا أن سلام رفض الدخول في أي أسماء بديلة عن مبيض، فغادر بعدها رئيس مجلس النواب، وأطاح كل خطط سلام وتحضيراته لاعلان حكومته.

وتضيف معلومات “لبنان الكبير”، إن رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” السابق وليد جنبلاط دخل وساطة بين الرئاستين الثانية والثالثة عبر النائب وائل أبو فاعور لتسهيل مهمة التأليف وحل العقدة الأخيرة من خلال تراجع سلام عن مبيض واقتراح أسماء أخرى يوافق بري على أحدها، فتجاوب رئيس المجلس مع المسعى بانتظار اقتران أقوال سلام بالأفعال.