تتجه الأنظار الاثنين المقبل الى الدوحة حيث من المفترض أن يُعقد إجتماع لممثلي الدول الخمس المعنية بالاستحقاق الرئاسي اللبناني، على أن يزور المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان الذي سيشارك في الاجتماع، بيروت للمرة الثانية في 24 الشهر الجاري حاملا معه صيغة للحوار ترى الدول الخمس أن لا بديل منه، ولا يمكن لأي كان أن يرفضه، معتبرة أن من يرفض الحوار يحاول ممارسة الدلال السياسي الذي لا تسمح به ظروف البلد، وهو لن يستطيع أن يقول لا للدول الراعية له.

وعلى وقع الحوار الآتي من الدوحة على طبق فرنسي، عاد التواصل بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وبين حزب الله ممثلا بالحاج وفيق صفا، بحوار من دون شروط مسبقة، لكنه لا يبدل من المواقف وخصوصا موقف الحزب الداعم لرئيس تيار المرده سليمان فرنجيه، وهذا ما يدحض التسريبات التي يحاول إعلام التيار تعميمها، لجهة أن “شرط باسيل للحوار كان البحث جديا في الخيار الثالث”، علما وبحسب المعلومات، فإن باسيل هو من بادر الى الاتصال بدوائر الحزب طلبا للحوار وأن الحزب ومعه حركة أمل وسائر الحلفاء، ليس لديهم خطة باء أو أي توجه بديل عن فرنجيه.

لا شك في أن إدراك باسيل لهذا الثبات على فرنجيه، يعطي الحوار فرصة لإقناعه بالعودة الى رشده السياسي والقبول بفرنجيه إذا لم يكن إنتخابا فبتأمين النصاب (86 نائبا)، خصوصا أن لهذا الحوار أكثر من سيناريو أبرزهم:

أولا: خشية باسيل من الاجتماع الخماسي في الدوحة وإمكانية أن يُنتج إرتفاعا لأسهم قائد الجيش العماد جوزيف عون الرئاسية، ومحاولته الاستفادة من إصرار الحزب على فرنجيه لقطع الطريق عليه.

ثانيا: قناعة باسيل الذي يعرف حزب الله جيدا أنه لن يتخلى عن ترشيح سليمان فرنجيه ولن يتنازل عنه، فضلا عن فشل التقاطع مع القوات اللبنانية والكتائب والمستقلين على جهاد أزعور، وعدم قدرته على تسويق زياد بارود لا داخليا ولا خارجيا، كل ذلك يدفعه للدخول في محاولة جديدة من التفاوض على المكاسب التي يمكن أن يحصل عليها من فرنجيه، خصوصا أن باسيل سبق وأعلن أن “أعطونا الصندوق الائتماني واللامركزية المالية الموسعة ونحن منفتحون على الحوار”.

ثالثا: أن يكون هذا الحوار مجرد لعب في الوقت الضائع أولا بالنسبة لباسيل الذي يسعى اليوم الى إبتزاز أكثرية الأطراف من الحلفاء والخصوم لتحقيق بعض الأهداف التي يرسمها، وثانيا تأكيد من حزب الله على عدم نزع يده من حليفه إلا في حال قام بنزعها هو، وبالتالي فإن طلب باسيل لاستئناف الحوار لا يمكن إلا أن يتم التعاطي معه بإيجابية علّ ذلك يضخ الروح في تفاهم “مار مخايل” المتجمد عند نقطة الخلاف على ترشيح سليمان فرنجيه.

تشير مصادر سياسية مواكبة الى أن حزب الله منفتح على أي حوار، ثنائي كان أم جماعيا، وأن هذا الانفتاح يترافق مع التمسك بترشيح فرنجيه الذي أكدت جلسة 14 حزيران أنه ينطلق من قاعدة نيابية ثابتة قوامها 51 صوتا يمثلون مختلف الطوائف، الأمر الذي يُفسح المجال للتفاوض حوله من منطلق قوة.