Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر February 12, 2020
A A A
الحكومة تتجاوز «قطوع» الثقة.. ودياب: دعونا نعمل
الكاتب: ابراهيم ناصر الدين - الديار

عبرت حكومة مواجهة التحديات «مطب» «الثقة» باقل الاضرار الممكنة، خارج المجلس سجلت الانتفاضة موقفها في «الشارع» دون ان تنجح في «قلب الطاولة» فيما اثبتت الاجهزة الامنية قدرتها على القيام بمسؤولياتها عندما ترغب بذلك. اما تحت قبة البرلمان فكانت «الاغلبية» النيابية والمعارضة المستجدة «تغسل يدها» من «دم» الانهيار الاقتصادي والفشل المالي، والنقدي، والازمة الاجتماعية، وتضع «كرة النار» بين يدي حكومة «الفرصة الاخيرة» المتاحة للخروج من «النفق المظلم»، وذلك دون اعتذار او تحمل للمسؤولية. واذا كان رئيس الحكومة حسان دياب توجه الى «المزايدين» بالقول: «دعونا نعمل» يبقى التحدي الكبير امام الحكومة اثبات جدارتها في نيل الثقة الداخلية والخارجية كضرورة حتمية لاثبات انها وزارة اقوال لا افعال، واذا كان اول رد فعل اميركي قد جاء «مشككا» بنجاح الحكومة، بقول مسؤول أميركي رفيع ان ما تراه واشنطن من حكومة دياب ليس واعداً، وإدارة ترامب تريد للبنان ما يريده اللبنانيون، فان اداء الكتل البرلمانية المعارضة يبدو «ملتبسا» وغير مشجع في ظل انعدام «الثقة» بين مكوناتها من خلال تقاذف المسؤوليات حول تأمين النصاب للجلسة، ما دفع النائب السابق وليد جنبلاط للحديث عن محاولات لتصفية الحساب مع الحزب الاشتراكي…

ومنذ صباح اليوم تبدأ رحلة المئة يوم الاولى للحكومة لترجمة وعودها، وهي ستعقد غدا جلستها الاولى في قصر بعبدا، حيث يفترض من رئيس الحكومة ان يطلع رئيس الجمهورية ميشال عون والوزراء على «خارطة طريقه» في التواصل مع المجتمع الدولي والدول العربية وما اذا كان قد سبق وحددت له مواعيد في تلك الدول، ويفترض ايضا ان تحسم مسالة دفع استحقاق «اليوروبوندز» في آذار المقبل…
وكانت جلسة الثقة قد انطلقت بـ«فتوى» برلمانية من «اخراج» رئيس المجلس نبيه بري، على وقع محاولة الانتفاضة في «الشارع» منع النواب من الدخول الى ساحة النجمة، وبعد مطالعات «مختصرة» للنواب، واختصار جلسة الثقة بيوم واحد، نالت الحكومة الجديدة الثقة بـ63 صوتا من أصل 84 نائبا. وحجب 20 نائبا الثقة عنها، في حين امتنع النائب ميشال ضاهر عن التصويت.
وقد حصل «اشكال» دستوري بشأن النصاب القانوني للجلسة مع تضارب المعلومات حول عدد النواب الذين دخلوا الى قاعة المجلس للمشاركة في جلسة الافتتاح قبل ان يحسمها رئيس المجلس نبيه بري باعلانه «ان جلسة الثقة افتتحت بحضور 67 نائبا والآن العدد هو 68».
وفي كلمته ردا على مطالعات النواب أكد رئيس الحكومة حسان دياب، انه لولا انتفاضة اللبنانيين في 17 تشرين الأول، وقال: «إذا إنزلقت كرة النار من يد هذه الحكومة، فلن ينفع بعدها الحديث عن خطة كهرباء، ولا عن إصلاح، ولا عن محاربة فساد، ولا عن مصارف، ولا عن رواتب، ولا عن موازنة، ولا عن خطط وبرامج»… واضاف: «نحن نريد إنتشال البلد. لكننا لا نستطيع القيام بهذه المهمة الإنتحارية إذا كان الواقفون خلفنا يتحيّنون الفرصة لدفعنا إلى الهاوية من دون حبل إنقاذ!». وقال دياب: استمعنا إلى مداخلات السادة النواب. بعضها أنصفنا، وبعضها نصحنا، وبعضها حاسبنا وكأننا في الحكم منذ ثلاثين سنة… سامحهم الله. لكن، هل يعقل أننا لم نسمع مصارحة واقعية لأسباب ما وصلنا إليه؟هل يعقل أن البلد في حالة انهيار، وليس هناك أحد يجرؤ على تحمّل المسؤولية، ولو جزئياً، أو أخلاقياً، أو بحكم موقع المسؤولية؟وختم دياب كلمته بالقول: «نحن لا نريد الدخول في سجالات سياسية مع أحد.. فقط اتركونا نعمل»…
ومنذ ساعات الصباح الاولى، حاولت مجموعات من الحراك الشعبي منع النواب والوزراء الذين توافدوا الى مداخل العاصمة من دخول المجلس فتحوّلت المنافذ والطرقات المؤدية الى ساحة النجمة ساحة معركة ومواجهات شهدت عمليات كر وفر ورشق سيارات النواب والوزراء بالبندورة والبيض والحجارة، وقد اصيب النائب سليم سعادة بجروح في راسه استعدت دخوله الى المستشفى ثم عاد بعدها الى حضور الجلسة المسائية… وقد اُفيد ان عدداً من النواب بات ليلته في مكاتب المجلس.
ووفقا لمصادر امنية نجحت الاجراءات بالامس بحماية المتظاهرين السلميين وتم تأمين الحماية الكاملة للشرعية ومؤسسات الدولة، لكن اقفال الطرق ممنوع ويتعارض مع الانتظام العام…
وأصدرت قيادة الجيش بياناً أكدت فيه «أن أعمال الشغب والتعدي على الأملاك العامة والخاصة يشوّه المطالب ولا يحققها ولا يندرج في خانة التعبير عن الرأي». وفي وقت لاحق، نشر الجيش تغريدة عبر «تويتر» جاء فيها «المحافظة على سلمية التحرك ضرورة لحماية الجميع».
وفيما تبدو زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر إلى بيروت مؤجلة لاستئناف الوساطة حول ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل، اعلن مصدر اميركي مسؤول في اول رد فعل على جلسة الثقة ان ما تراه واشنطن من حكومة دياب ليس واعداً، وإدارة ترامب تريد للبنان ما يريده اللبنانيون، ووفقا لاوساط دبلوماسية فان الموقف الاميركي سيتبلور مع وصول السفيرة الاميركية الجديدة دوروثي شيا، خلفا للسفيرة اليزابيت ريتشارد في آذار المقبل، وثمة انتظار في بيروت لمعرفة كيفية ترجمة الادارة الاميركية لموقفها حول ربط الدعم بشرط تبني اصلاحات حقيقية، ووفقا لتلك الاوساط فان شيا «متحمسة» شخصيا اكثر من ريتشارد للحراك الشعبي في الشارع، ولا يعرف كيف سيترجم هذا الدعم…