Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر November 13, 2017
A A A
الحريري رسم خريطة طريق … اللاعودة
الكاتب: النهار

اياً تكن ظروف المقابلة التلفزيونية، ومدى قبولها لدى البعض، أو رفض رئيسي الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري وعدد من سياسيي لبنان مضمونها سلفاً، والامتناع محطات قوى 8 اذارعن بثها، وقطع بث اخرى في الضاحية الجنوبية لبيروت، اطل الرئيس سعد الحريري رجل دولة من الطراز الرفيع متمسكا بسيادة لبنان وداعياً الى التزام بنود التسوية الرئاسية لحماية البلد ومستقبل ابنائه. ورسم خطة طريق عودته، وعودة الدولة، مشترطاً النأي بالنفس عن صراعات المنطقة وحروبها، كاشفاً ان بنود التسوية السياسية سقطت بالممارسة خلال عشرة اشهر من عمر الحكومة الاولى في عهد الرئيس عون في ما خص تحييد لبنان مما اساء الى علاقاته بعدد من الدول العربية، ومنها السعودية.

واذ اعلن الحريري انه سيعود الى بيروت قريبا لتقديم استقالته وفق ما نص عليه الدستور والعرف في لبنان، شرط ضمان امنه الشخصي، أبدى استعداده للتفاوض على حكومة جديدة واكمال المسيرة شرط عدم تعريض فريق لبناني مصالح الدول الصديقة للخطر. وأشاد بعلاقته بالرئيس عون “الذي يعتبرني مثل ابنه”، وقال “علاقتي مع عون كانت دائماً ممتازة وكنت فخوراً بها وعند عودتي سيحصل حوار حول أمور عديدة وكيف سنستكمل التسوية”.

وحمّل “حزب الله” مسؤولية عدم النأي بالنفس بسبب “تدخلات إيرانية ومن حزب الله في كثير من البلاد العربية”. وأضاف: “لست متوجهاً ضد حزب الله على أساس انه حزب سياسي، لكن هذا لا يعني ان يخرب لبنان، وعلى الحزب أن يدرك أن مصلحة لبنان العليا هي في المحافظة على علاقاتنا بجميع الدول”. وكرر انه عائد الى لبنان خلال ايام ” والى العمل بوجود تسوية حقيقية مع حزب الله بالموضوع الاقليمي والنأي بالنفس”، مع تأكيده في المقابل ان الانتخابات قائمة في وقتها.

عون وبري
لكن استباق الرئيسين عون وبري المقابلة برفضهما كل مضامينها باعتبار ان “المعطيات تجعل كل ما صدر وسيصدر عن الرئيس الحريري من مواقف أو ما سينسب اليه، موضع شك وإلتباس، ولا يمكن الركون اليه أو اعتباره مواقف صادرة بملء ارادة رئيس الحكومة”، يقود الى عدم الاخذ بمطالب الحريري، وتالياً تحويل شروط عودته لاغية المفاعيل ، ما يؤول حكما الى عدم تلبيتها وتالياً اللاعودة، خصوصاً ان مطلب النأي بالنفس يستدعي انسحاب “حزب الله” من كل ساحات القتال خارج لبنان، وهو أمر مرتبط بارادة تتخطى الحزب ولبنان معاً.

وكان الرئيس عون رفض سلفاً كل ما سيقال في المقابلة “في الظروف الغامضة والملتبسة التي يعيش فيها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في الرياض منذ يوم السبت الماضي وهي ظروف وصلت الى درجة الحد من حرية الرئيس الحريري وفرض شروط على اقامته وعلى التواصل معه حتى من افراد عائلته”.

كذلك استبق الرئيس بري إطلالة الحريري التلفزيونية ، وقال انه لن يحضرها ولن يسمعها وستكون نسخة موسعة عن بيان الاستقالة الذي قرأه حيال “حزب الله” وإيران، وان قضية الرجل أصبحت قضية رأي عام وطني ولبناني.

وسئل بري عن اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، فأجاب: “سيحضر الوزير جبران باسيل وينقل موقف لبنان الموحد حيال عودة الحريري. انا أرفض تحويل هذه القضية الى مجلس الأمن أو إلى محكمة العدل الدولية أو اللجوء إليهما. نتوجه إلى هاتين المؤسستين الدوليتين ضد إسرائيل فقط. وعلى جامعة الدول العربية تحمل مسؤولياتها”. وختم: “إن هذه الأزمة لن تطول وهذه معطيات واعتباراتي”.

السبهان
ويذكر انه تزامنا مع المقابلة، غرّد الوزير السعودي ثامر السبهان فعلق على قطع الارسال وامتناع محطات عن بثها فكتب: “أثبتوا كذبهم وضعف حججهم الواهية وقطعوا الارسال حتى لا ينكشف ضلالهم أمام العالم واللبنانيين، الحريري يتحدث وهم يلطمون كعادتهم”.
وفي ردات الفعل، انطلقت في بيروت وطرابلس مواكب سيارة رفعت صور الحريري وأطلقت العنان لأبواقها.