Beirut weather 13.41 ° C
تاريخ النشر August 1, 2023
A A A
الجيش في عيده الثامن والسبعين: الضمانة الباقية لوحدة لبنان
الكاتب: المحامي د. أحمد مكداش - اللواء

كلّما أشرقت شمس لبنان وأضاء شعاعها بريق العيون وبارقة الأمل بعد ليلٍ طويل، عاد الوطن الجميل مستقراً في حنايا القلب ومحلّقاً في أحلام النهار الأبيض. هو الجيش، القائد، السلاح، القوات البرية، القوات الجوية، والقوات البحرية، بوارق الشمس والحب الأبدي لوطن الأرز، الشرف التضحية والوفاء، للأرض والسماء، للمياه والثروات والحق والسيادة، لشعب لبنان الصامد والمؤمن بالوطن، لمن يعيشوا لبنانهم الأخضر في الوجدان العليل والعقل الواعي لمآسي الحياة الصعبة في دولة تكاد مؤسساتها الدستورية والقانونية وهياكلها الإجتماعية تتساقط وتتفكك الواحدة تلو الأخرى لولا العناية الإلهية أولاً، ولولا إيمان وحب اللبنانيين المقيمين والمهاجرين لوطنهم، وصمود الجيش اللبناني والقوات المسلحة، الضمانة الباقية للحفاظ على وحدة لبنان، ولخطِّ معالم الحياة والكرامة والمستقبل.
هو الجيش، حارس الوطن والمتصدّي لاعتداءات وخروقات العدو الإسرائيلي، والداعم لصمود الأهالي في المناطق الحدودية الجنوبية وباقي المدن والقرى والبلدات في مواجهة العابثين بالأمن والاستقرار. وقد حقّق الجيش إنجازات أمنية كبيرة على صعيد محاربة الإرهاب والتجسس والتعامل مع العدو من خلال تفكيك شبكات وخلايا الإرهاب والعمالة، ومكافحة الجرائم المنظمة، ومداهمة مخازن الأسلحة وتوقيف المتورطين، وضبط الحدود من أعمال التسلل والتهريب، بالإضافة إلى أعمال إزالة الألغام والقنابل العنقودية والأجسام المشبوهة. كما أنجز الجيش الكثير في الجانب الإنمائي والإنساني، وساهم في بناء الجسور الثابتة والمتحركة، وإصلاح البنى التحتية من ماء وكهرباء وطرقات، وشق الطرقات في القرى والبلدات النائية، وإطفاء الحرائق، وحملات التحريج، وتأهيل القلاع الأثرية والمواقع السياحية، وتنظيف الشواطئ والأنهار والبقع النفطية الملوثة في البحر، وإدارة الكوارث الطبيعية وإغاثة المواطنين وتقديم المساعدات لهم، والعمل في إطار برامج التعاون العسكري المدني، ومساعدة المدارس والمستشفيات والبلديات، وتعزيز التعاون العلمي والثقافي مع الجامعات وهيئات المجتمع المدني.

في العيد الثامن والسبعين للجيش اللبناني في ١ آب ٢٠٢٣، لم يبقَ شيءٌ من شيء. لا رئيس جديد للجمهورية وهذه أصبحت عادة، ومهما طال الفراغ لا يهم حتى يأمر المعنيّون!. لا حكومة فاعلة وهذه باتت عبادة تؤدّى فروضها في غير أوقاتها لا يهمّ!. لا مجلس نواب إلّا حسب الأهواء لا الدستور، لا يهمّ انعقاد ولا انتخاب، ولا تشريعات تحاكي مصالح الشعب وفئاته بميزان الحق والعدل. لا إدارة عاملة كما يجب، لا قطاع نقابي بخير، لا تعليم، لا صحة، لا ضمان ولا تأمين حقيقي، لا حاكم لمصرف لبنان، لا سقف للدولار، لا طاولة للحوار، ولا شيء أكيد سوى تضييع المزيد من الوقت لغاية أيلول بخصوص المقترح الفرنسي الجديد لعقد طاولة العمل أو طاولة التشاور بالإذن من اللغتين العربية والفرنسية ومن السيد «لودريان»!. لا شيء يبقى مِن ولهذا الوطن إلّا هذا الجيش الحامي وحدة لبنان وسلمه الأهلي وسلامة أراضيه حتى يقضي الله أمراً وتعود الحياة لتنتظم بالحد الأدنى في باقي مؤسسات الدولة في لبنان، ولا شيء أهم في هذه المرحلة من دعم قدرات الجيش اللوجستية والعسكرية للحفاظ على هذه المؤسسة الضامنة لوحدة لبنان. تحية إكبار للجيش اللبناني، القائد العماد «جوزاف عون»، الضباط، الرتباء والأفراد، المتقاعدون، الشهداء والجرحى، وعوائل الشهداء والجرحى.