Beirut weather 14.1 ° C
تاريخ النشر October 20, 2023
A A A
«الجماعة الإسلامية»: هذه قصة صواريخنا
الكاتب: عماد مرمل - الجمهورية

إعلان «الجماعة الإسلامية» عن توجيه جناحها العسكري ضربة صاروخية الى مواقع الاحتلال الإسرائيلي في شمال فلسطين المحتلة، شكّل علامة فارقة في مجريات المواجهة على الحدود الجنوبية، فما هي دلالات انخراط «الجماعة» فيها؟ وأي دلالات تحملها هذه العملية بعد غياب عن الميدان العسكري؟

يعكس انخراط «الجماعة الإسلامية» في العمليات العسكرية ضدّ الكيان الاسرائيلي، اتساع دائرة المساهمين في المواجهة التي اندلعت على الحدود الجنوبية، مع بدء العدوان الاسرائيلي على غزة وتلاحق الاعتداءات على الجانب اللبناني من الحدود.

 

 

 

ومن البديهي انّ العملية الأخيرة التي نفّذتها قوات الفجر (الجناح العسكري للجماعة الإسلامية) لا يمكن أن تتمّ بلا تنسيق وتعاون مع «حزب الله»، شأنها شأن العمليات الأخرى التي تنفّذها حركتا «حماس» و«الجهاد الاسلامي» في سياق المواجهة الحالية تحديداً.

 

وكانت «قوات الفجر» قد أعلنت في بيان امس الأول عن انّها، «وردّاً على العدوان الصهيوني الذي طال ويطال أهلنا في الجنوب اللبناني وجّهت ضربات صاروخية استهدفت مواقع العدو الصهيوني في الأراضي المحتلة وحقّقت فيها إصابات مباشرة».

ووعدت بالمزيد من الردّ على أي عدوان يطال الجنوب، مؤكّدة «وقوفنا مع أهلنا في غزّة شعباً ومقاومة في مواجهة إجرام العدو الصهيوني الغاشم إلى أن يرتدع عن غيّه وعدوانه».

 

ولكن ما هي الرسالة التي أرادت «الجماعة» إيصالها من خلال هذه العودة إلى مضمار المقاومة المسلحة؟

 

يؤكّد نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية في لبنان الدكتور بسام حمود لـ«الجمهورية»، انّ القضية ليست قضية توجيه وإيصال رسائل»، بل انّ ما قمنا به يندرج في إطار تأدية واجبنا بالتصدّي للاعتداءات الصهيونية على قرانا ومدننا، والتي ادّت الى سقوط عدد من الشهداء المدنيين والصحافيين».

 

ويكشف انّ هذه العملية «هي جزء من سلسلة عمليات قامت بها «قوات الفجر» منذ بداية العدوان الصهيوني على لبنان»، مؤكّداً انّها مستمرة «وسيتبعها المزيد من الضربات العسكرية بكل الوسائل المتاحة، طالما انّ هناك اعتداءات صهيونية على قرانا واهلنا».

 

وعمّا إذا كانت لدى «قوات الفجر» الجهوزية المطلوبة لخوض مواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، يوضح حمود انّ «قوات الفجر تمتلك الجهوزية اللازمة للدفاع عن اهلنا وقرانا وصدّ العدوان ومقاومته».

 

وحول حدود تنسيق العمليات مع «حزب الله»، يلفت الى انّه من الطبيعي في مثل هذه المواجهة مع العدو الصهيوني ان يكون هناك تعاون بين كل قوى المقاومة لتلافي اي خطأ، وتنسيق العمل في الميدان.

 

وهل تعتبرون انكم والحزب في خندق واحد لمقاتلة العدو الاسرائيلي بمعزل عن الخلافات على ملفات أخرى؟

 

يجيب حمود: «في مواجهة العدو الصهيوني من الطبيعي ان نكون مع «حزب الله» في خندق واحد، ونحن ندعو كل قوى المقاومة للتعاون في مواجهة العدو بعيداً من التباينات السياسية في الامور الداخلية».

 

وعمّا إذا كانت «الجماعة» تؤيّد فتح جبهة الجنوب بالكامل اذا استمر العدوان على غزة، يفضّل حمود ان يكتفي بما جاء في البيان الصادر عن «قوات الفجر» لجهة «الوعد بالمزيد من الردّ على أي عدوان يطال أهلنا في الجنوب، وتأكيد التضامن والوقوف مع أهلنا في غزّة شعباً ومقاومة في مواجهة إجرام العدو الصهيوني الغاشم إلى أن يرتدع عن غيّه وعدوانه».

 

وعندما يُقال له انّ قوى المعارضة ترفض جرّ لبنان الى اي حرب مع الكيان على قاعدة انّ البلد لم يعد قادراً على التحمّل بسبب الأزمة الاقتصادية، يجيب: «نحن لا نجرّ لبنان الى أي حرب، اننا ندافع عن وطننا واهلنا ونردّ العدوان، وأظن هذا من مقتضيات الواجب الوطني على كل لبناني شريف، فالوطن بحاجة إلى جميع ابنائه».