Beirut weather 14.41 ° C
تاريخ النشر April 25, 2021
A A A
«الجلاب» و«الخروب» و«البرتقال».. لكل منطقة عصيرها ومشروبها الرمضاني المفضل
الكاتب: فيفيان حداد - الشرق الأوسط

تروج في موسم رمضان من كل عام حركة بيع العصائر والمشروبات على أنواعها في لبنان. وتتمتع كل منطقة بأنواع من عصائر للفواكه والمشروبات الباردة التي تستهوي أهلها في هذه الفترة من السنة. والمعروف أن للعصائر فوائدها الجمة على متناولها في الشهر الكريم. فهي تعوض الجسم كمية السوائل الضرورية التي يخسرها أثناء فترة الصيام. وإضافة إلى عملية ترطيب الجسم، فهي تزوده بفيتامينات ومعادن وأحماض أمينية، فتزيد من طاقته وإحساسه بالانتعاش، بل يمكن القول إن العصائر كثيراً ما تكون دواءً شافياً للعديد من الأمراض، إلى جانب كونها مصدراً رئيسياً لسد الظمأ. وكذلك فإن من مزايا العصير الطبيعي، أنه يشجع الجسم على التخلص من الخلايا الضعيفة، ويساعده على بناء خلايا جديدة نشيطة.
وفي لبنان لكل منطقة عصائرها ومشروباتها الشهيرة في رمضان. وهي تتنوع ما بين عصير الفواكه الطازجة، والمشروبات التي تحضر سلفاً كل يوم بيومه. فيحملها معه الزبون إلى منزله، ليحتفظ بها لمدة 3 أيام على الأكثر، وإلا فقدت جميع فوائدها الصحية.
في مدينة بيروت يشتهر بيع مشروبات الجلاب والتمر الهندي وقمر الدين. ويقول خالد أحد المسؤولين في محلات «العنتبلي» الشهيرة في منطقة مار الياس البيروتية، أن نسبة بيع العصائر في موسم رمضان من هذا العام، على عكس ما يعتقده البعض لم تتراجع، بل زادت وصار عليها تهافت ملحوظ. ويوضح في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «تتصدر مشروبات الجلاب والتمر هندي لائحة مبيعاتنا في هذا الموسم، يليها مشروب (قمر الدين). ورغم ارتفاع أسعارها 3 مرات أكثر عن الأعوام الماضية، فإنها لا تزال مطلوبة بكثرة. وهو أمر فاجأنا مع تردي الحالة الاقتصادية في لبنان عامة وانعكاسها سلباً». ويؤكد حسن أن ما كان يبيعه العام الفائت بسعر 5 آلاف ليرة، ارتفع اليوم ليصبح 15 ألفاً. ويمكن القول إن جميع المشروبات زادت أسعارها بنسبة 10 آلاف ليرة لكل نوع. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «إن كمية لتر ونصف من مشروب قمر الدين كان يباع في العام الفائت بسعر 15 ألف ليرة واليوم أصبح ثمنه 25 ألفاً. الأمر نفسه يطبق على الجلاب والتمر هندي اللذين كانا يباعان بـ7 آلاف ليرة، وارتفع سعرهما إلى 15 ألف ليرة لليتر ونصف اللتر».
وبحسب خالد فإن البيروتيين يفضلون مشروب الجلاب على غيره، يليه مباشرة مشروب التمر هندي. ويعلق: «في موجة الحر التي شهدها لبنان الأسبوع الماضي، زادت حركة البيع بشكل لافت، وأضيف إلى رواج المشروبات رواج كوكتيلات الفواكه التي يحب الصائم تناولها عند أوقات السحور».
ومن بيروت ننتقل إلى مدينة طرابلس الشمالية. وفي أحد محلاتها المشهورة بالعصائر «فايموس كوكتيل» يتحدث عمر أبو طوق أحد المسؤولين فيها: «أكثر العصائر والمشروبات المطلوبة من أهل طرابلس في فترة رمضان هي الليمونادا وشراب البوصفير، والخروب إضافة إلى مشروب التوت». ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «شراب البوصفير أو الزفير، لا تجده سوى في مدينتنا. ويشبه ثمره إلى حد كبير البرتقال ويعرف بـ(الزفير) وهناك من يعرفه باسم (النارنج) ويزرع على طول طرقاتنا الساحلية». وعن الزيادات في الأسعار، التي لحظها شهر رمضان من هذه السنة يقول: «لقد زادت بنسبة 3 أضعاف، وما كنا نبيعه في أعوام ماضية بسعر 2500 ليرة كالخروب مثلاً، ارتفع سعره ليصل إلى 10 آلاف ليرة. أما البوصفير فكانت تسعر بـ3 آلاف ليرة للتر الواحد، أما اليوم فصارت تباع بمبلغ 12 ألف ليرة».
أما في مدينة صور الجنوبية فيغيب عنها طلب العصائر والمشروبات المشهورة في هذا الشهر الفضيل في بيروت وطرابلس. ويقول صاحب محلات «عصير الملوك» علي بيطار في منطقة النبطية: «هنا يحب أهلنا تناول (عرق السوس) و(التمر هندي) ويضاهيها (كوكتيل الفواكه الطازجة). يوجد طلب على الجلاب والبرتقال والتفاح والتوت، ولكن خليط عصائر المانجو والجوافة والأناناس مع الموز والحليب يتصدر لائحة المبيعات في المحل». وبحسب علي فإن أسعار المشروبات تلامس الـ25 ألف ليرة لكمية اللتر الواحد. أما في الماضي فكانت لا تتجاوز الـ5 و9 آلاف ليرة.
ولمدينة صيدا خصوصيتها في موضوع عصائر ومشروبات رمضان. ويعد عصير البرتقال الأكثر طلباً عليه من أهل المدينة. ويشرح يونس علايلي صاحب محل عصير يحمل كنيته في منطقة صيدا: «إننا نبيع عكس المناطق الأخرى التي تحدثت عنها، أنواع عصائر الجزر والفريز والبرتقال بشكل أكبر. لا شك أن هناك من يطلب مشروبات رمضانية تقليدية كالجلاب والخروب والتمر هندي، لكن الطلب الأكبر من الزبائن يكون على عصير الفواكه الطبيعية. فمقابل بيع 5 عبوات بلاستيكية من التمر هندي هناك 40 منها خاصة بعصير البرتقال والليمونادا. أما مشروب «عرق السوس» فهو شبه غائب عندنا لأن لا طلب عليه ويقال إنه لا يناسب المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم. وهذا المشروب أيضاً ارتفع سعره بحيث أصبح سعره 25 ألف ليرة بدل عشرة آلاف في الماضي. ويشرح يونس أن تكلفة توضيب العصائر في عبوات بلاستيكية، وكذلك غلاء الحمضيات، دفعت أصحاب هذه المحلات إلى رفع أسعارها بهذا الشكل.