Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر May 17, 2021
A A A
الجامعة الأنطونية تحتفل بعيدها الخامس والعشرين
442afb23-42c6-4e04-921e-10dd00056b41 3873519d-f83f-4e1a-8cb8-a52a7135fbdc ec2ce13d-d371-47dc-a0cc-acc44a31320c
<
>

أحيت الجامعة الأنطونية الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لتأسيسها الذي يصادف عيد شفيعتها سيدة الزروع، بدعوة من رئيسها الأب ميشال جلخ. وللمناسبة، أقامت الجامعة قدّاسا إحتفاليّا في كنيسة سيدة الزروع في حرم الجامعة الرئيس في الحدت – بعبدا، نقل عبر وسائل التواصل الإجتماعي، وترأسه رئيس الرهبنة الأنطونية قدس الأباتي مارون أبو جودة وشارك فيه الى الأب جلخ لفيف من الرهبان.
وخلال العظة أكد الأباتي أبو جودة أن الجامعة الأنطونية عرفت كيف تجسّد الذهنية المريميّة في إدارتها وعملها والتزامها، وأخذت على عاتقها أن تزرع بذور الرجاء وشتول المستقبل في قلوب طلابها، وهي مهمة كبيرة وتأسيسية في وطن مثل لبنان. ولفت الى أن في الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس الجامعة الأطونية، سنوات من العطاء والتفاني لتأسيس نواة وقادة للمجتمع سلاحهم فكرهم، لبنان همهم، وفي قلوبهم مزروعة روحانية أنطونية تبثّ فيهم الرجاء والأمل في وطن بات السلام فيه عملة نادرة لا يمتلكها الا من لم يساوم على حضور الله في حياته.
وبعد القدّاس تحدّث الأب جلخ مشيراً الى أن الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس الجامعة الأنطونية تأتي في جوٍّ من التقنين في كلّ شيء، حتّى في الفرح والبهجة، وقال: فليكن عيدنا اليومَ فرصة لنتأمَّل في ما آلت إليه أوضاعنا، ولنتبيَّن ما يمكننا، بل ما يجدر بنا، أن نقوم به، كي يكون أداؤنا على مستوى الأزمة. ولفت الأب جلخ الى ان لا يجوز لجوابنا على الأزمة أن يأتي أقلَّ عمقًا وشمولًا وتاريخيَّة من الأزمة نفسها، داعياً الى قيام مصالحة حقيقية مبنية على الحقيقة والعدالة واحترام الآخر وقبول الاختلاف وأخيرا على المسامحة والمحبة بعد ثلاثين سنة على انتهاء حربنا العبثية. وبعدما عرض لمسيرة الجامعة الأنطونيّة التي أوصلتها الى نادي الجامعات الفضلى، فنالت الاعتماد المؤسّسيّ من سويسرا، ونالت كلية الموسيقى وعلم الموسيقى فيها أوَّل اعتمادٍ برنامجيٍّ في العالم العربي، وحظي قسم العلاج الفيزيائي فيها باعتماد الاتّحاد الدولي WCPT، أشار الأب جلخ الى أن الجامعة الأنطونية غيّرت واقعَ تعليم الرياضة وعلومها في لبنان، الى ذلك أضحت الجامعة الأنطونية رائدة في مجالات التعليم، والبحث، وخدمة المجتمع، والتنمية الإنسانية المتكاملة، قائلاً: يعزّ علينا ألّا تجد اليوم كلّ الموارد والدعم والإمكانات مفتوحة أمام طموحها وابتكارها. وختم الأب جلخ كلمته بالإشارة الى ان اللّيل حالك، ولكنّنا ساهرون، ومصابيحنا مشتعلة. قَدَرنا النجاح، والنجاح لا يتحمَّل أعذارا بل يتطلب إرادة وتكاتفا وصمودا. هذا هو تاريخنا، هذا هو حاضرنا، وهذا هو غدنا.
وأكد الأب جلخ أن كلّ ما فعلته الأزمة أنَّها كشفت عمق مشكلة لم يعد تنفع فيها المهدّئات والمسكّنات، قائلاً: “ها نحن وجها لوجه مع النتائج الكارثيّة لخيارات سابقة تمّ اعتبارها إنجازات حينها. ها نحن وجها لوجه مع نظام سياسي غيرَ قابل للترقيع، لا يمكن مهما بالغنا في تجميله والتحايل عليه أن يتَّسع لطموحنا. ها نحن أمام الوجه السافر لاقتصاد وهميٍّ قائمٍ على خدمات آنية وادعاءات مزيَّفة. ها نحن أمام الوجه القاتم لثقافة الاستهلاك والاستدانة والترقيع واللاتخطيط.ها نحن أمام بيروتنا مهدَّدة في حضورها الثقافيّ وإشعاعها وريادتها ووجودها. ها نحن أمام نتائج التفريط بالبيئة بحجَّة الإعمار والسياحة والانتاج، لنجد أنفسنا بلا بيئة وبلا انتاج. ها نحن أمام الدروس التي لم نتعلمها تنفجر أمام أعيننا بحيث لم يعد من مفر منها. ومع ذلك كلّه، نحن هنا اليوم لنحتفل، لنفخر بمن نحن، بما أنجزنا، ولنذكّر بعضنا بعضا أنَّ في الصعوبات ينكشف معدن الإنسان، وأنَّ المحن التي تغلَّبنا عليها سابقا لا تقلّ قَسوة ممّا نتحضَّر للقيام به”. ودعا الأب جلخ الى أن نتذكَّر معا أنَّنا راهنّا – ولن نندم – على الجودة في كلّ مندرجاتها، وتحدّياتها، ومتطلّباتها، بالرغم من أنَّها تبدو في ظلّ الفوضى التي تَحكم القطاع الجامعيَّ في لبنان استثمارا خاسرا. ولنتذكَّر معا أنَّنا راهنّا – ولن نندمْ – على استراتيجياتٍ طموحة ورائدة، ولن نكلَّ أو نتراجع خطوة في العمل على تحقيقها. لنتذكَّر معا أنَّنا راهنَّا – ولن نندم – على الإنسان، من منظار تنميته الشاملة، فبقيت الأنطونيَّة عائلة لطلّابها وأساتذتها وموظَّفيها، يجدون فيها الدعم والمحبَّة والقدوة.