Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر June 8, 2020
A A A
الثوم الأسود «يسحق» نظيره الأبيض!
الكاتب: سينتيا عواد - الجمهورية

إذا كنتم تتساءلون عن أفضل طريقة صحّية يمكنكم الاستعانة بها لتناول الثوم، ربما عليكم تذوّق الثوم الأسود الذي يبدو أنه مُغذٍّ أكثر من نظيره التقليدي، خصوصاً أنّ مذاقه الحلو المعتدل يجعله مثالياً للأشخاص الذين يتجنّبون أو ينزعجون من رائحة الثوم الطازج القويّة جداً!
يتوافر الثوم بأصنافٍ عديدة، ولكلّ منها خصائص مميّزة. فعلى سبيل المثال، وُجد الثوم الأسود منذ قرون في المطابخ الآسيوية، ولكن قلائل هم الأشخاص الذين يعرفونه. وحالياً، يتمّ استخدامه على نطاق واسع في مختلف الأطباق بما فيها اللحوم، والسمك، والسَلطات، والشوربة، وحتى الحلويات، والصلصات المُعدّة في المنزل مثل مَزجه مع الخردل وصلصة الصويا والخلّ وغيرها من المكوّنات. ولمزيدٍ من التفاصيل عنه، أجرت «الجمهورية» حديثاً مع اختصاصية التغذية ناتالي جابرايان، التي أوضحت أنّ «الثوم الأسود لا ينمو طبيعياً بهذا اللون، إنما هو في الواقع عبارة عن ثوم أبيض يُخمّر على درجة حرارة عالية تتراوح بين 40 إلى 60 درجة مئوية مدة 3 إلى 4 أسابيع في بيئة رطوبتها عالية. الأمر الذي يولّد تفاعلات كيماوية بين الأحماض الأمينية والسكّريات المتوافرة فيه، فيتحوّل لونه إلى الأسود ويصبح مذاقه حلواً ويمنح الأطباق نكهة ورائحة مميّزتين».
وأشارت إلى أنّ «الثوم الأسود موجود على شكل مسحوق، أو هلام، أو مكمّل. واللافت أنه يمكن تحضيره في المنزل ببساطة عن طريق وضع الثوم العادي في الآلة المخصّصة لطبخ الأرزّ على البخار، وضبطها على الـ»Warm Setting»، والانتظار 3 إلى 4 أسابيع للسماح بتشكيل الثوم الأسود».
ومقارنةً بالثوم الأبيض، قالت جابرايان إنّ «ملعقتين كبيرتين من الثوم الأسود تحتويان على نحو 40 كالوري، و4 غ من الكربوهيدرات، و1 غ من البروتينات، و2 غ من الدهون، و1 غ من الألياف، وقليل من الصوديوم والحديد والفيتامين C والكالسيوم. أمّا الجرعة ذاتها من الثوم التقليدي فتزوّد الجسم بـ25 كالوري، و5,6 غ من الكربوهيدرات، و1 غ من البروتينات، و0,1 غ من الدهون، و0,4 غ من الألياف، وقليل من الفيتامين C والكالسيوم والحديد والصوديوم تكون أدنى مقارنةً بالثوم الأسود. وصحيحٌ أنّ الأبيض يتفوّق عليه بمادة «Allicin» المضادة للالتهاب التي تظهر عند طحن الثوم وانبعاث رائحته، ولكنه أغنى بالفلافونويد، والمُركّبات الفينولية وغيرها من مضادات الأكسدة. فضلاً عن أنّ تأثيراته القويّة المضادة للأكسدة، والسرطان، والسكّري، والالتهاب دفعت العلماء إلى وصفه بالـ«Superfood».
وتطرّقت خبيرة التغذية في ما يلي إلى أبرز خصائص الثوم الأسود الصحّية المُحتملة:
منجمٌ من مضادات الأكسدة
وجدت دراسة نُشرت في «Molecules» عام 2014 أنّ 21 يوماً من معالجة الثوم على حرارة 70 درجة مئوية ونسبة رطوبة 90 في المئة كان الأفضل لإنتاج مضادات الأكسدة فيه. هذه الأخيرة ضرورية جداً للجسم بما أنها تساعد على ردع الجذور الحرّة التي تسبّب الإجهاد وتُسرّع الشيخوخة.
وكشفت دراسة نُشرت في «Food and Drug Analysis» أنّ الثوم الأسود أظهر فائدة عالية جداً للنشاط البيولوجي مقارنةً بالثوم العادي عندما يتعلّق الأمر بمحتوى مضادات الأكسدة. وفي بحثٍ آخر أجراه علماء من كوريا الجنوبية، تبيّن أنّ ترك الثوم يتخمّر لأكثر من 35 يوماً كي يتحوّل إلى أسود قد رفع بدوره مُحتوى مضادات الأكسدة.
محاربة السرطان
توصّلت مراجعة لـ25 دراسة صدرت عام 2015 في «National Journal of Preventive Medicine» إلى أنّ الثوم الأسود فعّال في قتل وخفض بعض أنواع السرطان، خصوصاً سرطان القولون. وبالمثل، بيّنت دراسة أخرى نُشرت في «Nutrition and Research Practice» أنّ الثوم الأسود قد قلّل من نمو سرطان اللوكيميا وانتشاره. لكن بالتأكيد هذا لا يعني أنه يحلّ مكان العلاج الطبي، غير أنه يشكّل وسيلة جيّدة لمحاربة السرطان أو الوقاية منه.
الحفاظ على دماغٍ سليم
تبيّن تحديداً أنّ الثوم الأسود يساعد على الوقاية من مشكلات مثل الخرف، والألزهايمر، والباركنسون. وقد كشفت مجموعة أبحاث علمية أُجريت على الحيوانات أنه قد ساهم أيضاً في خفض الالتهاب في الدماغ بشكل عام والوقاية من فقدان الذاكرة.
ضبط السكّري
أظهرت دراسة نُشرت في «Nutrition Research and practice» أنّ مستويات مضادات الأكسدة العالية في الثوم الأسود تلعب دوراً بالغ الأهمّية في الوقاية من تعقيدات داء السكّري وتوفير استقرار السكّر في الدم، رغم أنّ ذلك لا يعني أنه يمكن أن يكون بديلاً للأدوية.
التأثير إيجاباً في الكولسترول والضغط
في بحثٍ شمل 60 شخصاً طُلب من بعضهم تناول الثوم الأسود مرّتين في اليوم في حين أنّ الآخرين حصلوا على دواء وهميّ، تبيّن أنّ الثوم الأسود تمكّن من رفع معدل الكولسترول الجيّد (HDL) من دون تغيير نظيره السيّئ (LDL). فضلاً عن أنه قد يساعد على خفض معدل ضغط الدم المرتفع. ولا شكّ في أنّ هاتين النتيجتين تنعكسان إيجاباً على القلب، ما يعني أنّ الثوم الأسود قد يحمي هذا العضو الأساسي من الأمراض.
تحسين الكبد
الأشخاص الذين يشكون من تلف الكبد، الذي يحدث لأسباب عدة مثل الإفراط في احتساء الكحول أو الأدوية أو البدانة في منطقة البطن، ترتفع لديهم أنزيمات الكبد المعروفة بالـ«AST» و«ALT» و«ALP». غير أنّ العلاج بالثوم الأسود يبدو أنه قد يخفض هذه الإنزيمات ليبدأ بذلك بتحسين وظائف الكبد.
دعم المناعة والرشاقة
خلصت دراسة عام 2012 إلى أنّ الثوم العادي والأسود لديهما تأثير قوي في تعزيز المناعة. وبالنسبة إلى البدانة، فقد أظهر بحث أُجري على الفئران أنّ الثوم الأسود قد ساعد على تخفيض معدل الوزن، ودهون الجسم، والتريغليسريد، والكولسترول السيّئ، في مقابل زيادة الكولسترول الجيّد.
وخِتاماً، أفادت جابرايان أنّ «ما من انعكاسات سلبية رئيسة مرتبطة بهذا المنكّه. فما هو معلوم أنّ الثوم الطازج قد يسبب ردود فعل تحسسية، وحرقة، وعسر الهضم، ورائحة كريهة، والأمر ذاته قد ينطبق على نظيره الأسود. لكن يجب الحذر من أنّ الثوم قد يتفاعل مع مضادات التخثر، ويحفّز ارتجاع المريء أو يجعله أكثر سوءاً، وقد يسبب تهيّج الغشاء المخاطي للمريء. لذلك يجب تفاديه في مثل هذه الحالات، والتحدث إلى خبيرة التغذية أو الطبيب أولاً لمعرفة إذا كان آمناً للاستهلاك».