Beirut weather 22.99 ° C
تاريخ النشر March 8, 2025
A A A
“الثنائي” مع إجراء الانتخابات البلدية في القرى الأمامية
الكاتب: رضوان عقيل - النهار

 

في غمرة التحضير للانتخابات البلدية والاختيارية، تتجه الأنظار نحو مصير 40 بلدة جنوبية حدودية دمرتها إسرائيل لمعرفة كيفية انتخاب أهاليها لمجالسهم.

في اجتماع لجنة الدفاع والداخلية والبلديات برئاسة النائب جهاد الصمد وفي حضور وزير الداخلية أحمد الحجار الثلثاء الفائت، بدا التصميم جليا عند مختلف أعضاء الكتل على إتمام الاستحقاق في موعده، مع إعطاء المواطنين إشارة الاستعداد للمشاركة في الاستحقاق، ولا سيما أن الأحزاب أطلقت ماكيناتها في أماكن انتشارها بالتعاون مع مفاتيح عائلية، وخصوصا في المدن والبلدات المسيحية الكبرى. وأخذت القوى السياسية الأخرى تحضّر للاستحقاق الذي لا يمكن الكتل النيابية الكبرى أن تكون بعيدة منه وتتركه للفاعليات العائلية الطامحة إلى تصدّر واجهة المجالس البلدية.

وتشخص الأنظار إلى كيفية التعامل مع البلدات الحدودية حيث التهمت آلة الحرب الإسرائيلية من دبابات وجرافات ومسيّرات المنازل في عشرات البلدات التي لا يمكن أهلها العيش في ربوعها في هذا التوقيت. ويطرح السؤال هنا: كيف ينتخب أبناء البلدات الحدودية؟

في معلومات لـ”النهار” أن رئيس مجلس النواب نبيه بري و”حزب الله” أبلغا المعنيين بالملف البلدي لدى الطرفين بالاستعداد جيدا لهذه الانتخابات ومشاركة قواعد “الثنائي”، وخصوصا في القرى الحدودية حيث تريد حركة “أمل” و”حزب الله” توجيه رسالة عن إرادة الجنوبيين إلى المجتمع الدولي وإسرائيل بعد حربها الأخيرة التي ما زالت متواصلة بغية إشاعة حالة من عدم الاطمئنان في صفوف الأهالي العائدين.

ويشدد “الثنائي” على إجراء الانتخابات على مقربة من الأحياء المدمرة، علما أنه يمكن الاستفادة من البلدات المجاورة التي لم تلحق بها أضرار كبيرة.
ويقول عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم إن ثمة قرارا من رئيس المجلس، “وأكدنا في جلسة لجنة الدفاع أهمية إجراء هذا الاستحقاق في موعده وعدم استثناء البلدات الحدودية حيث يمكن ناخبيها الاقتراع في بيوت جاهزة وملاعب المدارس والنوادي، في رسالة تؤكد تشبث الأهالي ببلداتهم والقول للمحتل إن أصحاب الأرض يصرّون على البقاء في ديارهم ولو على ركام منازلهم. يريد الجنوبيون إثبات تمسكهم بأرضهم وانتخاب مجالس بلدية جديدة على مستوى الطموحات والمشاركة في عملية الإعمار، رغم كل أثقال الحرب، علما أن إسرائيل تستمر في عدوانها وتهديدها اتفاق وقف النار”.

وثمة حاجة عند أبناء هذه البلدات إلى انتخاب مجالس جديدة تساهم في إعادة الإعمار، بعدما سوّي الجزء الأكبر من المباني بالأرض، من الناقورة إلى بلدات العرقوب. وزاد الطين بلّة احتفاظ إسرائيل بشريط على طول الحدود حيث لم تقتصر على النقاط الخمس، بل تجاوزتها إلى الـ13 المختلف عليها في الأصل بين لبنان وإسرائيل.

وتبقى الرسالة التي يريد “الثنائي” تثبيتها لدى كل من يهمّه الأمر، وخصوصا في الخارج، ومؤداها أن أبناء هذه البلدات، بدعم من حكومتهم، يصرّون على إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في أيار/مايو المقبل، على أن تكون مقدمة لإجراء الانتخابات النيابية في الأماكن نفسها عام 2026، وقد بدأ الجميع بالاستعداد لها.