Beirut weather 14.1 ° C
تاريخ النشر December 24, 2025
A A A
الثقة الدولية بالجيش تفضح محاولات التضليل الإسرائيلية!
الكاتب: غسان ريفي

كتب غسان ريفي في “سفير الشمال”:

يواجه الجيش اللبناني حملة شرسة ومنظمة يقودها العدو الإسرائيلي وتلاقي بعض الصدى في الداخل، وتهدف الى التشكيك في آدائه والطعن في وطنيّة بعض عناصره، وتروّج لاتهامات خطيرة حول انتماءات حزبية مزعومة، في وقت تحمل فيه المؤسسة العسكرية ما لا تطيق، سواء في الوقوف على خط النار، أو في تنفيذ خطة حصرية السلاح والإنتشار في جنوب الليطاني، ما يحمّله المزيد من أعباء حماية البلاد وسط اعتداءات إسرائيلية مستمرّة وواقع إقليمي شديد التعقيد.

لا شك في أن ما أعلنه قائد الجيش العماد رودولف هيكل في لقائه الصريح مع أركان القيادة وقادة الوحدات والأفواج العملانية وعدد من الضباط، يأتي ليضع الأمور في نصابها الصحيح، حيث أكّد بوضوح أنّ “المرحلة الأولى من المهمات الموكلة إلى المؤسسة العسكرية شارفت على الانتهاء، وأنّ قيادة الجيش تقوم بعملية تقييم شاملة تمهيداً للتخطيط للمراحل المقبلة، وفق معايير وطنية وواقعية تأخذ في الاعتبار التحديات الميدانية والسياسية والأمنية القائمة”.

كلام قائد الجيش يعكس عقلية مؤسساتية مسؤولة، لا تنجرّ إلى ردود أفعال مهما كان نوعها، بل تعمل وفق خطط مدروسة تراعي المصلحة الوطنية العليا، وتضع حماية لبنان وأبنائه فوق كل إعتبار.

وفي مقابل حملات التشكيك، تبرز الإيجابية اللافتة التي أحاطت بزيارة العماد هيكل الى فرنسا، حيث أعطى الإستقبال البروتوكولي الخاص إنطباعا عن تقدير المجتمع الدولي للآداء المحترف للجيش اللبناني، وهذا التقدير ليس مجرد منحة أو محاباة، بل هو مبني على وقائع ميدانية وإنضباط وإلتزام، وعلى دور الجيش كقوة إستقرار في مناطق مضطربة، كما يأتي هذا التقدير ليفضح محاولات التضليل التي يقودها العدو الإسرائيلي وتتبناها أصوات سياسية نشاز تحاول تصفية حساباتها مع المؤسسة العسكرية.

وقد كشف العماد هيكل خلال لقاء اليرزة أن “آداء الجيش أصبح محل ثقة الدول الشقيقة والصديقة”، رابطا ذلك بالمؤتمر الدولي المرتقب لدعم الجيش، ومؤكدا أن “أحد أهم أسباب الثقة والدعم هو وفاء الجيش بإلتزاماته وواجباته ولا سيما في الجنوب رغم الإمكانات المتواضعة”.

ربما من أجل ذلك، تضع إسرائيل المؤسسة العسكرية في دائرة الإستهداف، ولعل أخطر ما في حملات التضليل هو ليس الإساءة للجيش وإتهام عناصره بالتقصير وبإنتماءات حزبية وهو أمر تعاقبت وزاره الدفاع وقيادة الجيش على نفيه جملة وتفصيلا، وإنما في أهداف تلك الحملات وتوقيتها وتأثيرها، في ظل ما يتعرض له لبنان من إعتداءات إسرائيلية متواصلة، ومن محاولات لدفعه الى الإستسلام والرضوخ للشروط الصهيونية.

لا يختلف إثنان على أن الجيش اللبناني، رغم كل الضغوط والتحديات والصعوبات، ما زال يشكّل صمّام أمان وركيزة أساسية للاستقرار في البلاد، والوقوف إلى جانبه اليوم ليس موقفاً سياسياً، بل هو واجب وطني، وبالتالي فإن من يصرّ على استهدافه داخلياً في هذا الظرف الدقيق والحساس، فإنه يلتقي موضوعياً مع مشروع إسرائيل القائم على إضعاف لبنان وجيشه ومؤسساته، وهو سيجد نفسه في مواجهة حتمية مع كل شرائح الشعب اللبناني، خصوصا أن الجيش من هذا الشعب ولا يمكن لأي جهة أن تدخل معه في مواجهة وأن تخرج منتصرة.