Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر July 18, 2018
A A A
الثابت والمتحرك بعد قمة هلسنكي
الكاتب: رفيق خوري - الأنوار

ليس أمام الذين انتظروا قمة هلسنكي لاستكشاف المشهد النهائي في سيناريو حرب سوريا وانعكاسه على لبنان والمنطقة سوى واحد من أمرين: إما المزيد من الانتظار، وإما الخروج من لعبة الانتظار. فالقمة انتهت بما أحدث صدمة في أميركا وأوروبا، ونشوة في روسيا، وتشوشا في الشرق الأوسط. الصدمة قاسية على الذين رأوا في اداء الرئيس دونالد ترامب صاحب شعار أميركا أولا عقلية أميركا ثانيا. والنشوة كبيرة برؤية الرئيس فلاديمير بوتين يتلاعب برئيس أميركي ويفرض عليه التسليم بدور روسيا كقوة عالمية عظمى. والتشوش هو نتاج الصدام بين الأوهام والحقائق في الرهانات المتناقضة على صفقة كبيرة بين واشنطن وموسكو.
ذلك ان الغامض هو ما جرى في المحادثات بين الرئيسين من رأس لرأس على مدى ساعتين. والواضح هو ما قيل في المؤتمر الصحافي المشترك. واستنادا الى ما قيل، فان الصفقة الكبيرة لم تحدث. لا ترامب اعترف، كما تخوّف الأميركيون والأوروبيون، بأن ضمّ شبه جزيرة القرم عمل روسي شرعي وأعلن رفع العقوبات المفروضة على موسكو. ولا بوتين تخلّى، كما راهنت دول عربية واقليمية وأطراف في المعارضة، عن الشريك الايراني مقابل العرض المتعلق بأوكرانيا وعمل على اخراجه من سوريا.
لكن ما حدث ليس قليل الدلالات. فالثابت هو التفاهم الأميركي الروسي على ضمان الأمن لاسرائيل عبر خطين: خط إبعاد أية قوات لايران ووكلائها مسافة كبيرة عن خطوط فك الارتباط في الجولان. وخط ما سمّاه بوتين تكييف الوضع في الجولان بالتوافق التام مع الاتفاق المؤرخ في العام ١٩٧٤ حول فصل القوات الاسرائيلية والسورية، وهذا ما يتيح اعادة الهدوء الى المنطقة واحياء اتفاق وقف النار وضمان أمن دولة اسرائيل بشكل وثيق.