Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر March 20, 2018
A A A
التيار والثنائي الشيعي ضد القوات والتقدمي في بعبدا
الكاتب: مجد بو مجاهد - النهار

الكتائب والمجتمع المدني في المواجهة
*

تشهد دائرة جبل لبنان الثالثة معركة انتخابية قوامها أربع لوائح تتنافس في ما بينها على 6 مقاعد نيابية. ويتحالف حزب الكتائب مع نواة لائحة “صفحة جديدة للبنان”. وتتعاون القوات اللبنانية مع الحزب التقدمي الاشتراكي على تشكيل لائحة، من نواتها المرشحين بيار بو عاصي وهادي أبو الحسن. ويتحالف التيار الوطني الحر مع الثنائي الشيعي المتمثل بحزب الله وحركة أمل، والمفاوضات قائمة لحسم أسماء اللائحة. ويتمسك “الوطني الحرّ” بالمقعد الدرزي الذي يشغله النائب فادي الأعور، على أن يتخذ القرار في الساعات المقبلة. ويشكل تحالف “وطني” لائحة كاملة تضم وجهين نسائيين هما ماري كلود سعادة (مارونية)، رانيا المصري (درزية).

ويعد المشهد الانتخابي في دائرة جبل لبنان الثالثة بمنافسةٍ شرسة. 164 ألف ناخب يقترعون في الدائرة التي تتشكّل فيها أربع لوائح صلبة. ويكمن التفصيل الأبرز في تحالف حزب الكتائب مع نواة لائحة “صفحة جديدة للبنان” التي تضم 3 من أبرز وجوه المجتمع المدني التي خاضت مواجهاتٍ كبيرة على الصعيد البيئي والسياسي والاجتماعي، وهي توالياً: بول أبي راشد، ألفت السبع وأجود العياش. وعلمت “النهار” الأسماء المقترحة لتشكيل لائحة المعارضة. وهي: رمزي أبو خالد (ماروني)، بول أبي راشد (ماروني)، ايلي غاريوس (ماروني)، ألفت السبع (شيعية)، أجود العياش (درزي) وسعيد علامة (شيعي).

يأتي ذلك بعد أن اتخذت نواة لائحة “صفحة جديدة للبنان” قراراً بتوحيد قوى المعارضة في وجه السلطة بغية اعطاء فرصة لمعارضة حقيقية، خصوصاً أن حزب الكتائب يعمل أفضل من عدد من المجموعات التي تصنف نفسها على اساس أنها جزء من المجتمع المدني. وقد حاولت نواة اللائحة تشكيل لائحة موحدة تؤكد الخرق، لكنها تلقت رداً سلبياً من تحالف “وطني”.

ويؤكد مرشح “صفحة جديدة للبنان” بول أبي راشد لـ”النهار” أن “المفاوضات لا تزال قائمة لتشكيل لائحة تتمتع بأوسع درجة من التمثيل المستقل والأحزاب المعارضة. اذا شبكنا أيدينا نستطيع تأمين الحاصل الانتخابي. ونحن لا ندعو الى التحالف مع من طمر النفايات ودمر الجبال، بل مع من يشبهنا”. ويقول أن “حزب الكتائب مسك ملفات بالتنسيق معنا وقام بخطواتٍ كبيرة نحو الأمام في كثيرٍ من القضايا الحياتية ومنها ملف السدود والتوتر العالي والنفايات والكهرباء وقدم الدعاوى”.

وتوازياً، يتحضّر تحالف وطني لاعلان لائحته في بعبدا. وتم الاتفاق على تشكيل لائحة واحدة تضم الأسماء الآتية: زياد عقل (ماروني)، جوزف ونيس (ماروني)، واصف الحركة (شيعي)، علي درويش (شيعي)، ماري كلود سعادة (مارونية)، رانيا المصري (درزية). وتقول مصادر “وطني” لـ”النهار” أن “اللائحة لن تضم أياً من القوى السياسية. بل تتشكل من قوى تحالف وطني (تضم 14 مجموعة) ومواطنون ومواطنات. وتم اختيار الاسماء على اساس مجموعة مبادئ وأهداف متفق عليها مع اعتبار الخيار الديمقراطي اساساً للتغيير”.

وتتنافس اللائحتان مع لائحة ثالثة تشكلها “القوات” بالتحالف مع الحزب التقدمي الاشتراكي. ويقول مصدر في التقدمي لـ”النهار” أن “الاتفاق حسم مع “القوات”، وما يحكى عن التحالف مع الثنائي الشيعي في هذه الدائرة تحديداً غير دقيق. وتستمر المفاوضات المتوجة بزيارة النائب أكرم شهيب والمرشح هادي أبو الحسن وهشام ناصر الدين الى معراب للقاء الدكتور سمير جعجع.

ومن جهته، يؤكد مرشح التقدمي في دائرة بعبدا هادي أبو الحسن أن “تشكيل اللائحة يراعي التحالف المركزي مع “القوات” و”المستقبل”. ويقول لـ”النهار” أن “ما بدأ في الشوف عاليه انسحب على بقية الدوائر”. وعن التمثيل الشيعي في اللائحة يقول: “نحن على تفاهم سياسي تام مع الرئيس نبيه بري ونحاول التوثيق بينه وبين تلبية المقتضيات التقنية للانتخابات بتشكيل لائحة متنوعة. ومن هنا أتى القرار بأن يقع الخيار على مقعد شيعي واحد وليس اثنين، مع ابقاء مقعد شيعي شاغر”.

وهل يؤثر تدهور العلاقة بين القوات والمستقبل على تشكيل اللائحة؟ يجيب أن “ليس لدى “المستقبل أي مرشح في الدائرة ولا أعتقد أن الأمر يؤثر سلباً على اللائحة. ويبقى لدى “المستقبل مناصرين يعود لهم خيار الاقتراع وفق حساباتهم”. وعن تأثير الصوت السني في الدائرة يقول أن “قيمته المعنوية كبيرة وتأثيره السياسي وازن، ذلك أن عدد الناخبين السنة في الدائرة يناهز العشرة آلاف. وقد تصل نسبة الاقتراع الى 45%، وتالياً يؤثر الصوت السني على النتائج”.

وينضم الى اللائحة التي يشكل نواتها كلّ من أبو الحسن ووزير الشؤون الاجتماعية  بيار بو عاصي، المرشح صلاح الحركة (شخصية معتدلة) عن المقعد الشيعي. وتستكمل دراسة الخيارات في غضون الساعات المقبلة بغية اختيار اسمين مارونيين. وتتمثل الأسماء الأوفر حظا حتى الساعة بالنائب السابق صلاح حنين والتواصل قائم مع الدكتور ايلي غاريوس، ولكن لم يحسم أي شيء في هذا الاتجاه. ويجري التواصل مع مرشحين مستقلين آخرين.

وفي مقلب الآخر، يتفاهم “التيار الوطني الحر” مع الثنائي الشيعي على تشكيل لائحة موحدة والتحالف محسوم. وتقول مصادر “الوطني الحر” لـ”النهار”، ان “الاتفاق حصل مع الثنائي الشيعي، ولا تزال المعطيات التي تخص المقعد الدرزي غامضة حتى الساعة. ونحن متمسكون في تكتل التغيير والاصلاح بالمقعد الدرزي في دائرة بعبدا، ولكن الأمور لا تزال قيد التشاور حتى الساعة وما من معطيات نهائية في الموضوع”. ويقترح “البرتقاليون” اسم النائب فادي الأعور مرشحاً درزياً على اللائحة، ويعود القرار النهائي في هذا الشأن للقيادة ولا بد من أن تتوضح الأمور في غضون الساعات المقبلة”.

وتتفاوض اللائحة التي يشكلها كل من “التيار الوطني الحر” و”القوات” على ضمّ الدكتور ايلي غاريوس اليها. ويقول غاريوس لـ”النهار”، في هذا الصدد: “نريد ان نفتح مجالاً للجيل الجديد. ومن المرجح ان نتحالف مع اللائحة التي يؤلفها حزب الكتائب والمجتمع المدني”. وهل اتخذ قراراً نهائياً حتى الساعة؟ يقول: “القوات والوطني الحر يدعونني الى التريث قبل اتخاذ القرار. اللائحتان تسعيان الى ضمّي، ولكن المسألة تتوقف عند حظوظ النجاح التي تتسع مع حزب الكتائب والوطنيين الأحرار. ونسبة الذهاب في خيار الانضمام الى لائحة الكتائب هو 70%”.