Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر July 21, 2019
A A A
التوترات في الخليج… هل تقف واشنطن خلف أزمة ناقلات النفط؟
الكاتب: سبوتنيك

ترتفع حدة التوترات في منطقة الخليج من يوم لآخر، خاصة في ظل تبادل عمليات احتجاز ناقلات النفط بين إيران وبريطانيا، الأمر الذي دفع الاضطراب في المنطقة إلى درجة أعلى.

التطورات الأخيرة باحتجاز الحرس الثوري الإيراني، ناقلة نفط ترفع علم بريطانيا، وتدعى “ستينا إمبيرو”، وقال إن الناقلة خالفت قوانين الملاحة أثناء عبورها لمضيق هرمز، ما أدى لاحتجازها من قبل السلطات الإيرانية.

وقال الناطق باسم الحرس الثوري، رمضان شريف، إن “ناقلة النفط البريطانية لم تعط اهتماما للمقررات الدولية وقانون الملاحة الدولية لدى محاولتها العبور من مضيق هرمز، وتم توقيف الناقلة وفقا لطلب من إدارة الملاحة والموانئ الإيرانية في محافظة هرمزكان”، بحسب وكالة أنباء “فارس”ـ فيا قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت، إنه يخشى أن يكون الإجراء الإيراني قد وضعها على “طريق خطير”، بحسب “رويترز”.
من ناحيته قال حسن حردان الخبير السياسي اللبناني، إن الولايات المتحدة الأميركية هي من تدير التوترات الحاصلة في منطقة الخليج.

وأضاف في تصريحات خاصة إلى “سبوتنيك” السبت، أن أميركا هدفت إلى خلق التوتر من خلال إرسال قواتها إلى المنطقة بعد خروجها من الاتفاق النووي بشكل مخالف لما أقره مجلس الأمن، وكذلك تشديد الحصار على إيران.

وأوضح أن أميركا تمارس دور الدول الاستعمارية، التي تريد إخضاع إيران لشروطها، وهو الأمر الذي ترفضه طهران، فيما تسعى واشنطن إلى خلق الاضطراب في المنطقة الأهم في العالم، وأن بريطانيا أقدمت على تصعيد من خلال احتجاز ناقلة النفط الإيرانية في وقت سابق، بطريقة غير قانونية وتتنم عن لهجة استعمارية.

وأوضح الخطوة البريطانية التي احتجزت فيها السفينة الإيرانية غير قانونية، خاصة أنه لم يصدر أي قرار أممي بحصار سوريا، وأن الأمر يتعلق بقرار أميركي غير ملزم.

وشدد على أن الخطوة الإيرانية جاءت بعد مطالبات بالإفراج، إلا أن حكومة جبل طارق مددت احتجاز الناقة لمدة شهر، وهو ما دفع الجانب الإيراني للرد بالمثل.

 

مواجهات عسكرية
فيما يتعلق بإمكانية حدوث مواجهات عسكرية، أوضح أن كل المعطيات وردود الفعل لا تذهب إلى التصعيد العسكري حتى الآن، خاصة أن الجميع يدرك مدى الضرر الذي يعود على الجميع حال أي تصعيد عسكري في المنطقة، خاصة حال توقف تصدير النفط، الذي سيضر بالاقتصاد العالمي ككل.

وأكد أن أي تصعيد عسكري لا يعني أن القواعد العسكرية الأميركية أو البريطانية ستكون بمنأى عن الخطر، وأن إيران بإمكانها استهدافها، في ظل احتمالية تحول الأمر إلى مواجهة عسكرية شاملة.

تعطل حركة السفن
وفيما يتعلق بتأثير التوترات على عبور السفن عبر مضيق هرمز، أوضح أن إيران أكدت أكثر من مرة أن أي عبور من المضيق لا بد أن يكون بإعلام مسبق، خاصة أن السيادة على المضيق تتقاسمها عمان وإيران، وأن الولايات المتحدة ملتزمة بالأمر حتى الآن ولم تقم بمرافقة أي سفن عابرة.

واستطرد أن حركة الناقلات لم تتأثر، وأن إيران أوضحت أنها لن تعترض أي ناقلات، في حين أن الأمر جاء ردا على الجانب البريطاني فقط.

ودعا القائد في الحرس الثوري الإيراني، محسن رضائي، مطلع يوليو/تموز، بريطانيا للإفراج عن ناقلة النفط الإيرانية التي احتجزتها حكومة جبل طارق، وإلا فإنه يجب على المسؤولين الرد بالمثل، وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان إن مسؤولا كبيرا في وزارة الخارجية وصف الخطوة البريطانية بـغير مقبولة ودعا إلى الإفراج الفوري عن ناقلة النفط بالنظر إلى أنه تم احتجازها بناء على طلب الولايات المتحدة.

وتسبب خروج واشنطن من الاتفاق النووي، وفرضها عقوبات على إيران في توترات وصلت إلى تبادل احتجاز ناقلات النفط بين بريطانيا، وإيران حتى الآن، فيما يستبعد الخبراء نشوب أي مواجهات عسكرية في الوقت الراهن.