Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر August 4, 2019
A A A
التفسير الدستوري: دعوة عون للجلسة معلقة على موافقة الحريري
الكاتب: نذير رضا - الشرق الأوسط

أشعل طلب الرئيس اللبناني ميشال عون من رئيس الحكومة سعد الحريري «عقد مجلس الوزراء في أقرب وقت»، أزمة صلاحيات وتّرت العلاقة بين الطرفين وأثارت ردوداً لم ترقَ إلى مستوى المواجهة بعد.
واستند الرئيس عون إلى الفقرة 12 من المادة 53 من الدستور، للاتصال بالحريري طالبا منه الدعوة إلى عقد مجلس الوزراء في أقرب وقت ممكن. وتنص هذه الفقرة الـ(12) على أن رئيس الجمهورية «يدعو مجلس الوزراء استثنائياً كلما رأى ذلك ضرورياً بالاتفاق مع رئيس الحكومة».
ويرجع مواكبون الأزمات المشابهة إلى النصوص الفضفاضة في الدستور، وأحياناً تكون غير واضحة. وفيما يخص الفقرة 12 من المادة 53 يوضح الباحث الدستوري المحامي أنطوان صفير لـ«الشرق الأوسط» أن دعوة رئيس الجمهورية معلقة على اتفاق الرئيسين، حيث تكون المبادرة في الطلب من صلاحية رئيس الجمهورية، وتستكمل بموافقة رئيس الحكومة، مشيراً إلى أنه «لا يمكن لرئيس مجلس الوزراء أن يرفض الدعوة بالمطلق»، لافتاً إلى أن الدستور اللبناني حفظ هذه الصلاحية لرئيس الجمهورية بشكل استثنائي عندما ترد في الفقرة عبارة (استثنائياً)، وذلك لمواجهة أزمة أو لبحث موضوع خطير واستثنائي.
وبالتالي، يضيف صفير، أن هذه المادة «لا تعطي رئيس الجمهورية صلاحية كاملة، وفي الوقت نفسه هي صلاحية استسابية له معلقة على شرط موافقة رئيس الحكومة الذي يفرض عليه الدستور تعليل أسباب رفضها، في حال عدم الاستجابة، لأنه لا يمكن له رفضها بالمطلق».
ويرى صفير أن الجدل الذي خلفه طلب عون من الحريري الدعوة إلى عقد مجلس الوزراء، ناتج عن أزمة مرتبطة بتطبيق المادة الدستورية لكونها غير واضحة لجهة آلية الوصول إلى تطبيقها، بالنظر إلى أنها حفظت لرئيس الجمهورية صلاحية الطلب، وعلقها الدستور على موافقة رئيس الحكومة. ومع أن المشكلة في كل أزمة صلاحيات تتمظهر طائفياً، لكون المواقع الأولى في البلاد موزعة بين الطوائف (رئيس الجمهورية ماروني، ورئيس الحكومة سني، ورئيس البرلمان شيعي)، إلا أن خبراء يعتبرون أن الأزمات في جوهرها «سياسية وحزبية وتضارب في المصالح»، بحسب ما يقول صفير.
ولم ترق الردود حول الصلاحيات أمس إلى مستوى المواجهة، لكنها عبّرت عن وجود أزمة، رغم إنكار نواب لذلك، حيث قال عضو تكتل «لبنان القوي» النائب أنطوان بانو إن «العلاقة بين الرئيسين عون والحريري يحكمها الوفاق ويسودها الانسجام انطلاقا من مراعاتهما مصلحة لبنان العليا».
لكن تصريح مصدر مطلع لـ«مستقبل ويب» التابع لتيار المستقبل، كشف عن بوادر أزمة، إذ قال إن «جنوح بعض المحيطين الذين يتولون النفخ في أذن الرئيس باقتراحات وتفسيرات وفتاوى وخروج بعض وسائل الإعلام من أروقة القصر لتتحدث عن الحق الدستوري لرئيس البلاد بالدعوة إلى جلسة مجلس وزراء بالاتفاق مع رئيس الحكومة، وعن وقائع مكالمة هاتفية حصلت بين الرئيسين هو بالتأكيد أمر مستغرب ولا يضيف إلى الواقع السياسي سوى المزيد من البلبلة والتجاذب». وقال: «ليس هناك من يجادل بصلاحيات رئيس الجمهورية لأنه موضوع لم يكن هناك مبرر لإثارته للإيحاء أن رئيس مجلس الوزراء يتخلف عن أداء صلاحياته، فضلاً عن أن المكالمة بين الرئيسين لم تتطرق لهذا الأمر من قريب أو بعيد وهي تناولت وجوب انعقاد مجلس الوزراء وتهيئة المناخ الملائم لجلسة غير قابلة للتفجير».