Beirut weather 14.41 ° C
تاريخ النشر December 15, 2018
A A A
التعطيل “يستدعي” التصنيفات المالية السلبية!
الكاتب: النهار

مع عودة البلاد الى دوامة الانتظار والدوران في حلقات الرهانات المتعاقبة على تحرك من هنا ومبادرة من هناك من غير ان تظهر أي ملامح لاختراق وشيك في أزمة تأليف الحكومة، كان طبيعياً ان تتقدم المشهد الداخلي المخاوف المتنامية على الاستقرار المالي والاقتصادي، خصوصاً مع قرع وكالة “موديز” للتصنيف الائتماني بعض اجراس الخطر على الاستقرار المالي في لبنان حين غيرت نظرتها المستقبلية الى لبنان من مستقرة الى سلبية. وذهبت أوساط سياسية واقتصادية معنية بالازمة الحكومية الى القول إن تصنيف “موديز” لم يفاجئ أحداً في المنحى الواقعي لكنه لا يزال ضمن اطار معقول يمكن من خلاله استدراك أي تراجعات دراماتيكية اضافية في الواقعين المالي والاقتصادي شرط استجابة الطبقة الرسمية والسياسية بالسرعة الكافية لموجبات انهاء التعطيل ووقف التراجع واحداث واقع سياسي من شأنه ان يشكل جرعة انعاش كبيرة للاقتصاد ولا يتحقق ذلك عملياً الا بالافراج عن التشكيلة الحكومية وتقديم الحكومة الجديدة بمثابة اختراق وطني واسع لانقاذ البلاد من ازماتها.
وتواصلت اتصالات الساعات الاخيرة قبل اللقاء المرتقب بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري فور عودةالاخير من لندن الى بيروت، من أجل جوجلة نتائج اللقاءات التي عقدت منذ مطلع الاسبوع الجاري في قصر بعبدا كما في لندن لحلحة “العقدة السنية” الناشئة عن موضوع تمثيل “سنّة 8 آذار”. وأفادت مصادر مطلعة ان “أولوية رئيس الجمهورية هي ضرورة الاسراع في ولادة الحكومة اليوم قبل غد، وأن تمثل جميع الاطراف، لأن الظروف التي يعيشها لبنان إجتماعياً وإقتصادياً وأمنياً لا يحتمل المزيد من الانتظار”. ونفت المصادر ما يشاع عن أن الرئيس عون يطالب بالثلث المعطل، مؤكدة ان هدفه كان في كل الاتصالات التي أجريت أن تكون الحكومة حكومة وفاق وطني تعكس نتائج الانتخابات و أن تكون متجانسة لتكون منتجة، و لم يشر يوماً إلى رغبته في الحصول على الثلث المعطل وهو لم يطرح مثل هذا الامر لا مع الرئيس المكلف و لا مع غيره، لأن ما يهمه هو تجانس الحكومة و التوافق بين أعضائها لكي تنجح في عملها، وقد توافق مع الرئيس الحريري على أن يتمثل في الحكومة المقبلة بأربعة وزراء كي تكون له قدرة على متابعة أعمال الحكومة إنطلاقا من مسؤولياته الدستورية. أما ما تطالب به الكتل النيابية، فقالت المصادر إن هذا شأن يعنيها وهي التي تتواصل مع الرئيس المكلف و تبحث معه في مطالبها، ورغبة الرئيس عون في إنجاز الحكومة في وقت قصير، خصوصاً بعدما احدثت مشاوراته خلال هذا الاسبوع، ثغرة في حائط الازمة ويفترض في الفترة المقبلة ان تكون لترقب ردات فعل الاطراف المعنيين.
ولم يعرف بعد موعد عودة الرئيس الحريري الى بيروت، لكن عودته مرجحة في عطلة نهاية الاسبوع. وقد حضر الحريري وعائلته أمس في لندن حفل تخرج نجله حسام من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية. ونشر الحريري مجموعة من الصور عبر حسابه على “انستغرام” وأرفقها بعبارة: “بعيداً عن عملي في السياسة، انا اليوم فخور بعملي كأب”.
تصنيف “موديز”
اما في الجانب المالي، فكان التطور البارز في الساعات الاخيرة ان مؤسسة التصنيف “موديز” عدلت في تقريرها الذي أصدرته نظرتها المستقبلية الى تصنيف لبنان من “مستقر” إلى “سلبي”، فيما أبقت تصنيفها الائتماني عند “B3”. وعزت “موديز” التعديل في نظرتها المستقبلية إلى ازدياد المخاطر وسط مخاطر داخلية وجيو-سياسية ولا سيما في سياق غياب تأليف الحكومة والمراوحة في الإصلاحات المنشودة، وزيادة المخاطر على وضع السيولة الحكومية والاستقرار المالي في البلاد، وتصاعد التوترات الداخلية والجيوسياسية. وصنفت لبنان بين الدول التي تواجه ضغوطا سوقيّة وعجزاً في الموازنة وفي الميزان التجاري. وتوقعت أن تبقى معدلات العجز في الموازنة أعلى لأمد أطول من المتوقع، مما يزيد أعباء الدين على الحكومة، مشيرة الى أن احتياطات العملة الأجنبية في لبنان تبدو أقل حجما عند تقويم مخاطر الاستقرار المالي المرتبطة بتدفقات الودائع النازحة المحتملة أو انخفاض التدفقات الداخلة.