Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر April 23, 2018
A A A
التعاطف مع “أبو الياس” يتنامى بعد فشل حروب إلغائه
الكاتب: وجدي العريضي - النهار

اصطفافات سياسية غريبة عجيبة في المتن الشمالي
التعاطف مع “أبو الياس” يتنامى بعد فشل حروب إلغائه
*

بدأ العدّ العكسي لفتح صناديق الاقتراع حيث الحماوة الانتخابية بلغت ذروتها وسط هرج ومرج ومواكب سيارة وأناشيد وحماسة منقطعة النظير و”كلٌ يغنّي على ليلاه”، في حين أن الإشكالات المتنقلة على خلفية تمزيق الصور ونزع اللافتات وفبركة الأخبار عن هذا المرشح وذاك، جارية على قدم وساق، وإن تكن من العدّة الانتخابية التقليدية في لبنان.

وفي هذا السياق، ثمة دوائر تشهد هدوءاً لافتاً وأخرى مستعرة انتخابياً نظراً الى تنوّع تياراتها السياسية والحزبية وزعاماتها وعائلاتها، ما ينسحب على دائرة المتن الشمالي، وإذا صح التعبير “أمّ الدوائر” في جبل لبنان، والتي تدور رحاها على إيقاع رزمة من اللوائح “المبكّلة” والحديدية. لكن الحال تغيّرت وتبدّلت عن المراحل السابقة، في وقت أن محاولة إلغاء نائب رئيس مجلس الوزراء سابقاً النائب ميشال المر باءت بالفشل وانقلب السحر على الساحر، وهو ما تبدّى بوضوح خلال المعايدة الشعبية “لأبو الياس” في مناسبة عيد الفصح، وهذا دليل على أن الناس تتذكر الخدمات والتضحيات ودعم المر لأبناء المتن الشمالي الذين لا يتنكرون لذاك الدور الذي قام به المر وبلغ ذروته في محطات كثيرة، أضف أنه على مسافة واحدة مع كل أبناء المتن على رغم الحملات وحرب الإلغاء التي طاولته من دون خجل من تاريخ هذا الرجل ودوره وحضوره، والذي يعتبر قامة وطنية ومتنية، إذ بقي على هدوئه ورزانته ولم يدخل في مهاترات أو ردود على هذه الجهة السياسية او تلك، وعلى الذين تكتلوا ضده، حيناً لسحب مرشحين من لائحته على طريقة “وطاويط الليل”، وأحياناً فبركات انتخابية لا تمت الى الواقع بصلة.

وتكشف مصادر متابعة للمسار الانتخابي في المتن الشمالي لـ”النهار”، أنه أياً تكن القرارات التحالفية عند الطرف الآخر، فإن الأرمن في المتن الشمالي سيعطون صوتهم “لأبو الياس” الذي يعني لهم الكثير، وهو من كان إلى جانبهم في السراء والضراء، وأكثر من مسؤول أرمني وحزبي في الطاشناق وسواه يؤكدون تقدير الأرمن للنائب المر الذي له وقفات مشرفة تجاههم وسيبادلونه الوفاء في السادس من أيار المقبل.

وعلى خط مواز، تشير المصادر المعنية إلى أن ما جرى أخيراً من حملات وأكثر من حرب إلغاء على النائب المر، حصّن شعبيته وزاد التفاف المتنيين حوله، ما ظهر بوضوح في أكثر من محطة ومناسبة، خصوصاً أن اللوائح الأخرى غير متماسكة وليس من لائحة تشبه حزبها وتيارها، باعتبار أن مرشحيهم هم من خارج نسيجهم الحزبي، لا بل من أحزاب وقوى على خلاف تاريخي معهم مثل لائحة “التيار الوطني الحر”، إذ ليس على اللائحة “عوني” سوى النائب إبرهيم كنعان والآخرون مستقلون وقوميون، في وقت أن لائحة المر تشبه نسيج المتن الشمالي، على اعتبار أن “أبو الياس” خبير في واقع المتن السياسي والاجتماعي والخدماتي ولا يتعاطى في الاستحقاقات البلدية والانتخابية إلا على هذا الأساس، ولا يغرّد خارج سرب المتنيين، وتلك السياسة من صلب ثوابته ومسلّماته تاريخياً.

من هذا المنطلق تخلص المصادر الى أن زعامات ورؤساء لوائح يؤكدون في مجالسهم ما معناه أنه في هذه الانتخابات ليس ثمة من يربح كل شيء، أو يخسر كل شيء، على اعتبار ان قانون الانتخاب الحالي سيضرب بقوة في كل الدوائر ولن يرحم أحداً لأن الصوت التفضيلي عابر فوق سائر اللوائح وليس بمقدور أي طرف أن يلجمه، وإنما هناك ثوابت ومسلمات وزعامات وشخصيات لا تُحرق ولا تغرق، ومن يظن ان باستطاعته أن يلغيها فهو واهم. لذا فان العائلات المتنية وفي ظل ما شهدته اللوائح الأخرى من اصطفافات غريبة عجيبة وهجينة في آن، وما تعرض له المر، فان التوجه سيكون لدعم النائب المر عبر الصوت التفضيلي بشكل يعزز دوره وتاريخه في ظل الواقع الحالي ومحاولات تغيير وجه المتن الشمالي الحقيقي.