Beirut weather 14.65 ° C
تاريخ النشر January 28, 2025
A A A
التطورات الجنوبية تقلب المشهد الحكومي
الكاتب: ميشال نصر

كتب ميشال نصر في “الديار”:
لليوم الثاني على التوالي استمر المشهد الجنوبي الامني، متقدما على ما عداه، محتلا صدارة الاهتمام الاتصالات السياسية الداخلية والخارجية، خصوصا بعد الاحداث الليلية التي شهدتها بعض المناطق، فيما غابت حركة اللقاءات والاتصالات الحكومية في العلن ومستمرة في الكواليس، حيث اشارت المعلومات الى التواصل المستمر بين الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام، وسط أجواء مشجعة تناقض الشائعات المتداولة.

مصادر سياسية مطلعة ابدت مخاوفها من ان تكون احداث الساعات الماضية قد اعادت الامور الى المربع الاول، مفرملة اندفاعة العهد، ذلك ان الامور، وفقا للقراءة الاولى، في الملفات الثلاثة الاساسية باتت اكثر تعقيدا، او على الاقل تغيرت توازناتها الحاكمة، وفقا للاتي:

– في ملف تشكيل الحكومة، واضح ان الثنائي الشيعي سجل أكثر من نقطة، كانت كافية لقلب الحسابات، مع استعادته المبادرة، ونجاحه في اسقاط، اولا، اي امكان نحو الذهاب الى حكومة امر واقع، كما كان يرغب البعض، بعد المهرجان الشعبي من الحدود وصولا الى الداخل، وثانيا، اثباته قوته الشعبية التي لا يمكن تخطيها، والتي من الافضل استيعابها داخل الحكومة، من انتقالها الى المعارضة، مع ما قد ينتج من ذلك من عدم استقرار على كل المستويات، خصوصا انه في حال تقرر تنفيذ ما ورد في خطاب القسم، وما تبناه رئيس الحكومة المكلف، فان اللبنانيين سيكونون امام قرارات صعبة ومؤلمة، قد تجبرهم على العودة الى الشارع.

-في الملف الحدودي، نجح حزب الله، عبر تكتيكه “الذكي”، وسلاحه الجديد الذي استخدمه، في الزام الدولة اللبنانية، والاطراف الخارجية بتحديد مهلة جديدة، والحصول على تمديد رسمي لوقف النار، بعدما كان الاتجاه الى تمديده دون اي اشعار او بيان عن رعاة الاتفاق، ما كان سيفتح الباب امام تمديدات متتالية، وهو بذلك اعاد الكرة الى ملعب الدولة والحكومة، تمهيدا لاحراجها امام الاميركيين تحديدا، لاخراجها، وبيت قصيد ذلك السلاح جنوب الليطاني.
فالعامل الذي ساهم في تحقيق هذا الانجاز، تتابع المصادر، هو ان حزب الله كان غائبا عسكريا عن المشهد، مقابل حضور نوابه على الارض ومناصروه، لكن عناصره لم يظهروا في اي مكان، وقد أدرك الحزب ان هذا الظهور سيعني تعريضهم مباشرة للاستهداف وسيعني تأكيد مزاعم الاسرائيليين بأن لبنان لم يطبق اتفاق وقف النار.

-في ملف قوة الحزب، الذي بات واضحا انه ما زال يحتفظ بالكثير من مصادرها، والتي بعضها يفوق بأهميته السلاح، رغم كل ما قيل وتردد عن ضعفه، وتراجعه داخل بيئته، وهو ما ترجمه مساء امس بحركته المنظمة، المدروسة و “المدوزنة” في الداخل، من خلال المظاهرات السيارة في اكثر من منطقة، في رسالة واضحة للمعنيين تفيد ان ما سبق واعلن عن “صبر قد ينفد” ، يستند الى حقائق ووقائع.

وعليه، رأت المصادر ان الأمور ذاهبة نحو مزيد من انقلاب المعادلات الداخلية، خصوصا ان المواكبة اللافتة للرئيس السابق للحكومة الشيخ سعد الحريري لليوم الجنوبي الطويل كانت لافتة، وكذلك المظاهرة التي خرجت من الطريق الجديدة معقل تيار المستقبل، وهي احداث قد تساهم في تغيير التوازنات الداخلية وقلبها راسا على عقب، حيث الجميع في انتظار ما سيقوله الشيخ سعد في 14 شباط، والذي سيبنى عليه الكثير، في حال ما حصل الاحد كان اول غيثه.