Beirut weather 24.1 ° C
تاريخ النشر May 1, 2018
A A A
التشكيك بمصالحة الجبل يتعدى السباق الانتخابي
الكاتب: وجدي العريضي - النهار

طعمه لـ”النهار”: الوعي لإمرار الاستحقاق بعيداً من التشنّج
*

يجري سباق محموم بين الانتخابات النيابية ومونديال روسيا لعام 2018، هذا العرس الكروي الذي يخطف الأنظار بدا حديث الناس أينما حلّوا، إذ أخذت أعلام الفرق المشاركة في كأس العالم “تنافس” صور المرشحين، حتى اختلط حابل أعلام المونديال بنابل اللافتات والصور لهذه اللائحة وتلك. ولكن يظهر جلياً أن الانتخابات النيابية الأحد المقبل تطغى على ما عداها لبنانياً وسط اهتمام أوروبي ومن المجتمع الدولي بشكل عام. واللافت في الانتخابات الحالية أن الصوت التفضيلي يشبه إلى حد بعيد ركلات الجزاء الحاسمة، ولا سيما في تصفيات الأدوار النهائية للاستحقاق الكروي، باعتباره هو من يوصل المرشحين إلى ساحة النجمة كما تدخل ركلة الجزاء المرمى.

التحمية لمنازلة الأحد المقبل جاهزة، إنما الجميع في وضع حبس الأنفاس، باعتبار أن القانون الانتخابي الحالي يربك الجميع، ويقول عنه أحد رؤساء اللوائح إنه سيأتي بمجلس نيابي من كل وادٍ عصا، وفي كل لائحة خنجر بين زملاء اللائحة أنفسهم، وقد يكون هذا القانون لمرة واحدة فقط بعدما ذاق الجميع ويلاته ومصائبه قبل الاستحقاق، فكيف بعده حيث الاصطفافات السياسية ربطاً بنتائج الانتخابات ستكون من المفاجآت التي سينتجها يوم السادس من أيار الذي سيغير المشهدين السياسي والانتخابي وسيحدث عملية فرز لا مثيل لها.

أما كيف تبدو الصورة الراهنة في الدوائر التي تشهد حماوة انتخابية، والتي بمعظمها في جبل لبنان؟ تعتبر دائرة عاليه – الشوف أمّ الدوائر لكونها تحمل نكهات سياسية وانتخابية في منطقة هي ميزان الحالة السياسية اللبنانية بشكل عام. فعندما يكون جبل لبنان بخير، وتحديداً منطقة الشوف، يكون لبنان بألف خير، وذلك يتبدّى مما شهده لبنان في مراحل سابقة من حروب وتحوّلات ومتغيّرات بمعظمها كانت في جبل لبنان.

وفي هذا السياق، يأسف مصدر سياسي بارز لـ”النهار” لأن من يشككون في مصالحة الجبل وعودة المهجرين ويعدون بالتغيير لدواعٍ انتخابية واضحة المرامي، لا يعرفون خصوصية الجبل ولا سيما هذه الدائرة، حيث بُذِل الغالي والنفيس مما أدى إلى تحقيق إنجازات تاريخية، من مصالحة الجبل إلى ما قامت به وزارة المهجرين في عهد وزيرها نعمه طعمه يوم حصلت مصالحة الشحار الغربي وبريح والمناطق المذكورة شهدت أحداثاً مؤسفة في حقبة سوداء وصولاً إلى التعايش السائد اليوم دون حصول ضربة كف، وما بلغته هذه البلدات من عملية تنمية وإنماء بجهود ذاتية، وهو ما يدركه القاصي والداني. لذا ثمة خصوصية لا يمكن تخطيها من خلال حملات انتخابية وشعبوية لا تسمن ولا تغني في ظروف بالغة الدقة.

وفي هذا الإطار يشدّد النائب نعمه طعمه لـ”النهار” على ضرورة الوعي لإمرار الاستحقاق ضمن الأطر الديموقراطية بعيداً عن الاحتقان والتشنّج، “فكل عائلات الشوف من الساحل إلى إقليم الخروب والشوف الأعلى أهلنا، إلى أي جهة سياسية وحزبية انتمت، ونحن بمعزل عن الانتخابات النيابية كنا وما زلنا نصون المصالحة برموش العيون ونقوم بجهد إنمائي وتنموي وتوظيفي لكل الناس بعيداً عن الشعبوية والخطابات والتجييش، فالناس بحاجة إلى أفعال لا إلى حملات تعبئة، وخصوصاً أننا نمر في لبنان والمنطقة بظروف استثنائية ومفصلية، وبالتالي الناس ليست بحاجة إلى تجييش فهي تدرك وتعلم من كان إلى جانبها في كل المحطات وعلى كل المستويات، وهم وحدهم من لهم حق الاختيار فالانتخابات محطة ديموقراطية ولكل حرية الرأي والتعبير”.

وأخيراً، فإن صافرة فتح صناديق الاقتراع ستسبق صافرة حكم افتتاح المباريات الكروية في مونديال روسيا، ولكلا الاستحقاقين قواعد واعتبارات، ومن هذا المنطلق فالمونديال الانتخابي سيفرمل البلد هذا الأسبوع بحيث لا صوت يعلو على صوت الانتخابات. ومن الآن إلى الأحد المقبل التأهب سيد الموقف، على ألا يحدث ما يعوق العملية الانتخابية بحيث يبقى البلد عرضة لكل الاحتمالات نظراً الى أرضه الخصبة القابلة لتلقف أي معطى أو تطور داخلي وإقليمي.